06:19 م
الأربعاء 03 أبريل 2024
ئكتب ـ رمضان يونس:
60 ليلة؛ كسي فيها الوهن ملامح “أحمد” وزوجته” أم مسك”، دموع فيها لم تفارق جفني الزوجين على رحيل ضناها “مي” في رشاح أبو زعبل غرقًا رفقة الطفلة “مودة” وزوج عمتها “أحمد”، إثر سقوط “تروسيكل” تصادم مع سيارة نقل “جامبو” على طريق الخانكة قبل شهرين مضى.
نحو شهرين لم يفارق فيها “أحمد” ـ والد مي ـ المنقذين لحظة واحدة أملاً في العثورعلى نجلته الطفلة “كل يوم في قرية ..بيدور على بنته عشان يدفنها .. وبيروح لحد مشتول السوق ويرجع تاني”. حتى عثر عليها في مصرف البلبيسي أول أمس، قرابة نصف كيلو من موقع الحادث “لقينا حد بيرن علينا بيقولي في غريق طفل تعالوا شوفوا يمكن بنتكم” يقولها خال الطفلة.
بمجرد أن رأي “أحمد”و زوجته الغريق، تعرفا عليها “دي مي بنتنا”رغم مرور شهرين عن الغرق، وبعد أن استخراج تصاريح دفن الجثمان ودعا الزوجين ابنتهما الطفلة عقب صلاة الجنازة منتصف ليلة الإثنين في قرية المنايل بالخانكة. “كانت موجوده تحت المية شابكة في حاجة ومطلعتش غير بعد 60 يوم من الغرق”.
الحادث المؤلم الذي وقع قبيل شهرين، نجت منه “رضا”ـ جدة الطفلتين ـ وبناتهن الثلاثة “سندس” و”أمينة” ـ والدة مودة ـ و”رحمة” بقدرة عناية الأهالي:” لقينا واحد جاب حبل غسيل وقعد يطلعنا، تحكي “رضا” الناجية ل.
منذ الوهلة الأولى وأسرة “مي” يتنقلون ليل نهار على الرشاح يرافقهم أهالي قرية “المنايل”، والمتطوعين من القري المجاورة، الأم تصرخ بكل حسرتها على فقيدتها وسط جيرانها الذين يفترشون الأرض على الرشاح:”يلا يا مي اطلعي بردي قلب أمك يا ضنايا”.
الثلاثاء قبل الماضي، قررت “رضا” زيارة أخواتها في منطقة الخانكة اصطحبت بناتهن “سندس و رحمة” و “أمينة” المتزوجة وابنتها “مودة” و حفيدتها “مي” التي لم تذهب مكانا سواها “هي حبيبة ستها والدلوعة بتاعة البيت” على حد قول “عبد الله جد الطفلة.
الثامنة مساء وعقب انتهاء الزيارة، اصطحب “أحمد” حماته وابنتها بتروسيكل لإيصالهم بينما في طريق قرية “المنايل”، اصطدمت به عربة نقل “جامبو” على إثرها سقطوا في الرشاح.
حاول “أحمد” إنقاذ الأطفال، لكن المياة أغرقته دون أن ينقذ أحداً: “طلعني أنا والمية سحبته .. وكان بيقول الحقوني بس الدنيا كانت ضلمة ومقدرتش أنقذه”. تحكي الجدة رضا الناجية.
شدة التيار جرفت “سندس” إلى كوبري مشاة قريب، حيث عثر الأهالي عليها “الناس قالولي في واحدة مغمى عليها عند الكوبري لابسه كوتشي”، حينها الأهالي أنقذوها فيما نقلتها سيارة إسعاف للمستشفى “بنت أخويا مي الميه شدتها من إيدي” .. تقولها “سندس” إحدى الناجين.
أقرأ أيضا:
أم مكلومة وسر المشوار الأخير.. رحلة البحث عن جثة الطفلة “مي” في رشاح أبوزعبل (صور)