90 دولارا
بحسب تقرير كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية، فبراير 2022، تجاوزت أسعار النفط مستوى 90 دولارا أمريكيا للبرميل، للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات، حيث استمرت أوضاع السوق في التشديد مع ارتفاع الطلب، وفي ظل الإمدادات الخاضعة للرقابة. وساهم عدد من العوامل في تعزيز تلك المكاسب بما في ذلك تزايد المخاطر الجيوسياسية على المستوى العالمي، والعواصف الشتوية في الولايات المتحدة، واستمرار ارتفاع الطلب على النفط الخام كبديل للغاز الطبيعي، وإعلان بعض المنتجين عن سلسلة من انقطاعات الإنتاج، كما أدى الانخفاض المفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية خلال الأسبوع المنتهي في 4 فبراير، إلى زيادة المعنويات الإيجابية، كما لوحظ هذا الاتجاه في العديد من الاقتصادات الكبرى الأخرى، حيث انخفضت مخزونات النفط إلى مستويات متدنية، لم تشهدها منذ نحو عقد من الزمان، إلا أن استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي، وإمكانية زيادة امدادات أعضاء الأوبك ساهمت في تعزيز المكاسب الأسبوع الماضي.
مكاسب الأسعار
اتسع نطاق مكاسب الأسعار، بدعم من توقعات تزايد الطلب على كافة السلع الأساسية، وارتفع مؤشر بلومبرج للسلع ليقارب أعلى مستوياته المسجلة منذ ديسمبر 2014، على خلفية ارتفاع أسعار السلع الرئيسية بما في ذلك خامات الحديد والألمنيوم، وكذلك المنتجات الزراعية، وأظهرت التقارير أن السلطات الصينية كان عليها التدخل للسيطرة على الأسعار من خلال تطبيق لوائح أكثر صرامة حول الإفصاح.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، انخفضت مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أدنى مستوياتها في 7 سنوات خلال شهر نوفمبر 2021. ويقدر أنها انخفضت أكثر من ذلك، وشمل ذلك أوروبا إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية، والتي جاءت في الصدارة من حيث أكثر المخزونات استنفاداً على مستوى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما تراجعت مستويات المخزون وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، خلال الأسبوعين الماضيين بعد تحقيق مكاسب في منتصف يناير 2022. وفي ظل التباطؤ الموسمي، تحاول المصافي مواجهة تزايد الطلب، ووصلت هوامش معالجة النفط الخام في الولايات المتحدة، إلى أعلى مستوياتها في 9 سنوات خلال هذا الوقت من العام. وانخفضت مخزونات النفط الأمريكي، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة، إلى أدنى مستوياتها المسجلة في هذا الوقت من العام منذ عام 2008 في مركز تخزين وتكرير أمستردام – روتردام – أنتويرب، الذي يعد محورا رئيسيا للنفط والغاز في أوروبا.
زيادة معدلات الإنتاج
وعلى صعيد العرض، قرر منتجو الأوبك وحلفاؤها، التمسك بسياستهم المتمثلة في زيادة معدلات الإنتاج الشهرية تدريجياً بمقدار 0.4 مليون برميل يومياً. إلا أنه على الرغم من تلك القرارات، لم يتمكن المنتجون من الوصول إلى مستويات الإنتاج، التي تم رفعها نتيجة لاضطرابات الإنتاج التي شهدها العديد من الدول، وشهد الإنتاج الشهري للأوبك نمواً هامشياً بمقدار 50 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 28.14 مليون برميل يومياً في يناير 2022، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، وفي الوقت الذي أعلن فيه معظم المنتجين عن زيادة إنتاجهم، إلا أن تلك الزيادة قابلها انخفاض حاد في إنتاج ليبيا وأنجولا، كما واصل إنتاج النفط تراجعه في الولايات المتحدة على أساس أسبوعي في يناير 2022، إذ انخفض الإنتاج من 11.8 مليون برميل يومياً بنهاية العام الماضي إلى 11.5 مليون برميل يومياً بنهاية يناير 2022. مما يعكس بصفة رئيسية الاضطرابات الناجمة عن انفجار القطب الشمالي، الذي أثر سلبيا على منشآت النفط في تكساس وعطل إنتاج النفط في حوض برميان. وشهد الأسبوع الأول من فبراير 2022 زيادة هامشية قدرها 100 ألف برميل يومياً. من جهة أخرى، أعاقت العواصف الشتوية عمليات الموانئ في البحر الأسود، مما أثر على الشحنات من روسيا.
الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط
ارتفعت أسعار عقود النفط الآجلة للأسبوع الثامن على التوالي، حتى نهاية الأسبوع الماضي، بدعم من ارتفاع الطلب بعد انخفاض حالات الإصابة بسلالة أوميكرون المتحورة، تزامنا مع الوضع المتأزم في أوكرانيا، بالإضافة إلى ذلك، اشتدت أوضاع الأسواق في ظل قلة الإمدادات نتيجة لاضطرابات الإنتاج في الولايات المتحدة، في أعقاب عواصف الشتاء وكذلك في العديد من الدول الأخرى المنتجة للنفط، ووصلت الأسعار الفورية لمزيج خام برنت إلى 97.3 دولارا أمريكيا للبرميل في 7 فبراير 2022، فيما يعد أعلى المستويات المسجلة منذ سبتمبر 2014، قبل أن يؤدي إعلان المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران إلى كبح جماح هذا النمو، وارتفع متوسط سعر مزيج خام برنت في يناير 2022 بنسبة 16.5 في المائة، مما يمثل أعلى معدل نمو يسجله منذ 13 شهراً، ليصل إلى 86.5 دولارا أمريكيا للبرميل، في حين شهد سعر سلة خام الأوبك وخام النفط الكويتي زيادة أقل نسبياً بنسبة 14.8 في المائة و14.7 في المائة، على التوالي.
وواصلت أوروبا مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة خلال الشهر، الناجم بصفة رئيسية عن ارتفاع الطلب ونقص المعروض من الغاز الطبيعي، مما أدى إلى التحول لاستخدام النفط لتوليد الطاقة بدلاً من الغاز، كما أثرت القضايا الجيوسياسية المتعلقة بروسيا على إمدادات الغاز الطبيعي من خط أنابيب نورد ستريم 2، حيث تقوم روسيا بتوفير نحو 40 % من احتياجات الغاز للمنطقة.
من جهة أخرى، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، توقعاتها لأسعار النفط نظراً لسرعة التغيرات التي تشهدها ديناميكيات القطاع النفطي، وتتوقع الوكالة الآن أن يبلغ متوسط سعر مزيج خام برنت 82.87 دولارا أمريكيا في العام 2022، بزيادة قدرها 7.92 دولارات أمريكية للبرميل، مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 74.95 دولارا أمريكيا للبرميل. وبالنسبة للعام 2023، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يبلغ متوسط سعر النفط 68.48 دولارا أمريكيا للبرميل، مقابل توقعاتها السابقة البالغة 67.5 دولارا أمريكيا للبرميل.
الطلب على النفط
تزايد الإنتاج العالمي من السوائل النفطية في يناير 2022، وأشارت البيانات الأولية إلى نمو شهري قدره 0.71 مليون برميل يومياً، ليصل في المتوسط إلى 98.69 مليون برميل يومياً،، وجاءت الزيادة مدفوعة بصفة رئيسية بزيادة الإنتاج خارج الأوبك، بزيادة قدرها 0.65 مليون برميل يومياً، ليصل في المتوسط إلى 70.71 مليون برميل يومياً.
وتم خفض تقديرات نمو إمدادات السوائل النفطية، من خارج الأوبك للعام 2021 بمقدار 0.06 مليون برميل يومياً، إلى 0.6 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن يصل متوسط العرض إلى 63.6 مليون برميل يومياً، ويعكس تغيير المراجعات التنازلية لبيانات الإمدادات الخاصة بكل من البرازيل والصين وكندا «بسبب انقطاع الإنتاج» والإكوادور والمملكة المتحدة بسبب انخفاض الإنتاج بشكل غير متوقع، خلال الربع الرابع من العام 2021. وقابلت تلك الانخفاضات مراجعة تصاعدية لبيانات الإمدادات الخاصة بالولايات المتحدة، والتي جاءت على خلفية انتعاش الإنتاج في خليج المكسيك، والنمو الشهري المطرد في إنتاج النفط الصخري.
ولم تشهد توقعات نمو إمدادات النفط للعام 2022، أي تغييرات في ظل توقع تسجيل معدل نمو قدره 3.02 مليون برميل يومياً، ليصل في المتوسط إلى 66.6 مليون برميل يومياً، إلا أنه على مستوى كل دولة على حدة، تم تعديل توقعات الإنتاج ورفعها لكل من المملكة المتحدة والإكوادور، والذي قابله خفض توقعات الولايات المتحدة والبرازيل، إلا أن التصريحات الأخيرة تشير إلى زيادة استثمارات إنتاج النفط في الولايات المتحدة. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت شركة أكسون موبيل وشركة شيفرون عن خطط لزيادة الإنتاج من حوض برميان بنسبة 25 %، و10 في المائة على التوالي هذا العام، كما رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها للعام 2023 إلى معدل إنتاج قياسي، يصل في المتوسط إلى 12.6 مليون برميل يومياً مقابل توقعاتها السابقة البالغة 12.41 مليون برميل يومياً، وإلى 11.97 مليون برميل يومياً لهذا العام مقابل 11.8 مليون برميل يومياً.
توقعات نمو إمدادات النفط للعام 2022
– 3.02 ملايين برميل يومياً نمو
– 66.6 مليون برميل يومياً توقعات المتوسط
– رفع التوقعات لكل من المملكة المتحدة والإكوادور
– خفض توقعات الولايات المتحدة والبرازيل
– رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها للعام 2023 إلى معدل إنتاج قياسي، يصل في المتوسط إلى 12.6 مليون برميل يومياً، مقابل توقعاتها السابقة البالغة 12.41 مليون برميل يومياً
11.97 مليون برميل يومياً لهذا العام، مقابل 11.8 مليون برميل يومياً