وتنظم الرياض معرض اكسبو 2030 وستستفيد لأول مرة من تقنيات الواقع المعزز في حضور مليار شخص.
وتجهزت المملكة منذ تقديم طلب الاستضافة في أكتوبر 2021، لإبراز قدراتها في استضافة هذا الحدث، وسينعكس ذلك على البنية التحتية، والناتج المحلي «غير النفطي»، وسيكون المعرض محركًا كبيرًا جدًا للقطاع الخاص في المملكة، لأن هذا الحدث يستلزم بناء بنية تحتية وفوقية، وسلسلة من الفنادق والمطاعم ودور الضيافة، وتعزيز استثمارات رأس المال الثابت في المملكة، وسيحفز كذلك وعلى نحو كبير قطاع الغاز على مستويي الاستثمار المحلي والأجنبي، من خلال الشركات الاستثمارية الأجنبية التي ستتوافد إلى المملكة، وعلى الأخص الشركات التي شاركت في المعارض السابقة.
قرن و70 عاما
وصف الخبير، المستشار الاقتصادي طلعت حافظ أن فوز المملكة بتنظيم إكسبو يعد حدثًا كبيرًا، وقد جاء الفوز في الجولة الأولى دون الحاجة لجولة ثانية، وذلك يحدث لأول مرة منذ 20 عامًا، كما جاء الفوز ساحقًا وبمجموع 119 صوتًا.
وقال «الحدث اقتصادي وصناعي وتكنولوجي مهم للغاية، ويعود تاريخ هذا المعرض قبل نشأة إدارة المعارض العالمية، وتطور إلى أن أصبح مسؤولا عن المعرض الدولي في باريس، وإطلاق أول معرض رسمي بصيغته التي نراها حاليًا، وأهمية المعرض الذي يزيد عمره عن قرن و70 عامًا، أنه حاضن للاختراعات المهمة، من بينها مترو فرنسا، ومترو كندا، وبرج إيفل، والهاتف السلكي، وشاشة الهواتف الحديثة، واختراعات عدة تتعلق بالبيئة والمياه».
الواقع المعزز
أوضح حافظ أن «المملكة تتجهز منذ تقديم طلب الاستضافة في أكتوبر 2021، وبذلت جهودًا كبيرة على مختلف المستويات لإبراز قدراتنا على استضافة هذا الحدث، من اجتماعات وتنظيم فعاليات»، مبينًا أن «المملكة قد تتصدر أعلى عدد على مستوى المعرض منذ انطلاقته في لندن عام 1851 للميلاد، والاستفادة من الواقع المعزز في حضور مليار شخص، وهي المرة الأولى للمعرض، وهي نوع جديد للتقنيات المستخدمة، ورصد لإقامة مدينة تتسع لهذا العدد الهائل من الزوار بالقرب من مطار الملك خالد الدولي في الرياض، يتسع للأعداد المتزايدة الذين يتوقع حضورهم للمعرض، وستكون نقطة التقاء لمختلف دول العالم جويًا في حدود 4 ساعات ونصف الساعة، وضخ كبير في شرايين الاقتصاد السعودي، وهذا سينعكس على البنية التحتية، والناتج المحلي «غير النفطي»، وبالتالي على إجمالي الناتج المحلي، ومحرك كبير جدًا في القطاع الخاص في المملكة، لأنه يستلزم هذا الحدث بناء بنية تحتية وفوقية، وسلسلة من الفنادق والمطاعم ودور الضيافة، وكل ما استلزم من متعلقات ومستلزمات السفر والسياحة، إضافة إلى شبكة نقل وطرق، وهذا يعزز من استثمارات رأس المال الثابت في المملكة، ومحفز كبير لقطاع الغاز على مستويي الاستثمار المحلي والأجنبي، من خلال الشركات الأجنبية التي ستتوافد إلى المملكة للاستثمار فيما يخصها، وتمتلك من خبرات في قطاعات مختلفة، وبالأخص الشركات التي شاركت في المعارض السابقة».
المدن الذكية
أكد حافظ أن «المعرض سيكون فرصة عظيمة لتعزيز السياحة في السعودية، والتمديد من 100 مليون سائح بحلول 2030، إلى 150 مليون سائح بحلول 2030، إذ إنه من المتوقع الوصول إلى المستهدف 100 مليون سائح في نهاية العام الميلادي الجاري، وهذا يعزز خلق الوظائف وذلك باستهداف مليون وظيفة في 2030 في النقل في مختلف تفرعاته الجوي والسككي «الحديدي» والبري والبحري، وسيكون هناك انعكاسات كبيرة على هذه القطاعات مع المستهدف لمضاعفة أرقام المسافرين ومضاعفة الوجهات السياحية إلى 250 وجهة سفر».
ولفت إلى أن «المعرض تظاهرة اقتصادية تكنولوجية وبيئية محفزة للاختراعات من مختلف الدول المشاركة لإبراز مخترعاتها المتعددة، وتتويج المملكة إنجازاتها الطموحة بالمدن الذكية، كمدينة نيوم والقدية التي هي 5 أضعاف مساحة معرض «إكسبو»، وهذا يؤكد أن المملكة قادرة بما تمتلكه من عقول وسواعد وطنية على القيام بهذا الحدث لما تمتلكه من قوة مالية وتكنولوجية على الوجه المطلوب، وسوف تفاجئ العالم بحدث استثنائي غير مسبوق في تاريخ «إكسبو» الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي».
جذب استثمارات
سيكون لاستضافة المملكة لمعرض إكسبو 2030 في الرياض مردودات اقتصادية طويلة المدى، وتخلق فرصًا إبداعية في تمويل وإدارة وتصميم المشاريع وتشغيلها وصيانتها، وتخلق فرصًا وظيفية وترتقي بجودة الحياة وتعزز من صورة المملكة الذهنية لدى سكان العالم.
وسيقام المعرض شمال الرياض على بعد حوالي 5 – 10 دقائق فقط بالسيارة من مطار الملك خالد الدولي، وستصل مساحته إلى نحو 6 ملايين متر مربع، ويتوقع أن يزوره 40 مليون زائر في موقع المعرض، إضافة إلى مليار زائر عبر العالم الافتراضي، كما يتوقع مشاركة 246 مشاركًا من دول ومنظمات عالمية ومشاركين غير رسميين.
تدفقات مالية
سيشهد إكسبو الرياض تدفقات مالية وتقنيات وابتكارات جديدة لتطوير البنية التحتية والخدمات المساندة، حيث يتوقع أن يشمل الطرق والمطارات ومحطات القطار، وأماكن الجذب السياحية والترفيهية وقطاع الإيواء والمطاعم والخدمات اللوجستية وغيرها.
وخصصت للمعرض ميزانية تصل إلى 29.25 مليار ريال، ويتوقع أن يشمل التطوير والتحديث أيضًا عددًا من مناطق المملكة الجاذبة دينيًا وسياحيًا من قبل القطاع العام والخاص، ويخلق فرص عمل في القطاعات ذات العلاقة، وسيضخ في السعودية خبرات عالمية في جميع المجالات، فعلى سبيل المثال، سيزود «المكتب الدولي للمعارض» المملكة بخبراته في إدارة الأحداث والعلامات التجارية الوطنية والدبلوماسية العامة، وسيرفع من كفاءة الإجراءات والنظم مما ينعكس إيجابًا على المناخ الإداري في المملكة.
ومن المؤمل أن تطلع الجهة المنظمة لمعرض إكسبو الرياض القطاع الخاص وعموم المواطنين على خططها وتطلعاتها، لكي تتوحد الرؤى وتتزامن إنجازات المشاريع، وسيكون هناك ورش عمل تعريفية عن المعرض في مناطق المملكة.
مصنع تاريخي
بدوره، ذكر المستشار، الخبير في الاقتصادات الدولية والتخطيط الإستراتيجي علي محمد الحازمي، أن «إكسبو»، هو معرض عالمي اكتسب شهرة كبيرة، وهو يجمع الدول لتقديم أفكارها وابتكاراتها وثقافاتها تحت سقف واحد في العاصمة الرياض.
وقال الحازمي «تُعقد هذه الفعالية مرة كل خمس سنوات، وتستمر لمدة 6 أشهر لإتاحة الفرصة للمشاركة والزيارة من جميع أنحاء العالم، وفي ظل أحدث التطورات والمستجدات الاقتصادية والثقافية، وهناك متابعون كثر يهتمون بهذا الحدث لمعرفة أحدث ما وصل إليه العالم اقتصاديًا وثقافيًا من مستجدات وتطورات».
«وتابع» إكسبو مكسب، ويجب أن يُستثمر بصورة مثلى مع الاستفادة من الفرص المطروحة فيه لعقد صفقات وعمل شراكات إستراتيجية ثقافية واقتصادية يعود نفعها على مصلحة الوطن والمصلحة المشتركة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي أو العالمي، والسعودية في ظل رؤية 2030 تحرص كل الحرص أن تكون «مصنعا تاريخيا»، لخلق «بيئة عمل ومال»، تصنع فيها الفرص وتتجدد، وبالتالي تخدم المصلحة الدولية والعالمية».
ملتقى الثقافات
أردف الحازمي «المملكة مؤثرة عالميا، وهي ملتقى الثقافات والحاضرات ولديها إرث ثقافي متين ومرن يحمل أصالة ورزانة، ولديها مخزون فكري كبير، ولديها ابتكارات وبراءات اختراع برصيد كبير على مستوى مؤسسي وعلى مستوى الأفراد، ولدينا شركات مثل: أرامكو وسابك لديها رصيد كبير من براءات الاختراع والابتكارات على مستوى العالم، وتجاربها وخبراتها تعد مرجعا عالميا، والمملكة حضارة وثقافة وإنجازات مشرفة، وهي تقدم نموذج رائدا يحتذى به على مستوى عالمي».
وأشار إلى أن إكسبو 2030 له مردود اقتصادي وثقافي وتلتقي فيه حضارات وثقافات من جميع دول العالم، وقال «أنا مطمئن إلى أن إكسبو 2030 في الرياض سيكون مختلفًا ومميزًا جدًا، ويتوقع أن تكون مخرجاته متميزة عن جميع المعارض السابقة، وسيجمع دولا من جميع أنحاء العالم لتقديم أفكارها وابتكاراتها وثقافاتها، ويساعد في تعزيز التعاون الدولي المشترك والتكامل ويعرض التقدم التكنولوجي والثقافي، ويساعد في عملية الاندماج والتكيف، والمملكة من أحد أهم مقوماتها الحضارية والثقافية المقدرة على الاندماج والتكيف بكل مرونة مستندة إلى قيم التسامح والسلام».
ربط حقيقي
تفاءل الحازمي بألا يكون إكسبو 2030 فرصة فقط لعقد الاتفاقيات التجارية والتعاون الذي يصل إلى مليارات الريالات، بل سيدشن كذلك مرحلة جديدة متفائلة «للهوية العالمية» تربط الشرق بالغرب، وستشكل (مرحلة الربط الحقيقي).
واقترح إطلاق جملة من المبادرات المتعلقة بالمعرض، بحيث تستهدف تطوير برامج سياحية مبتكرة، وتعزيز الدليل السياحي للزوار مدعومًا بالإرشاد، وهذه المبادرات ستساعد في تعزيز السياحة وتعريف الناس بالثقافة والتراث السعودي الغني والثري بالأصالة، إضافة إلى إطلاق دعوات تجوب العالم من خلال سباقات تحمل أسئلة تعرّف بثقافتنا وحضاراتنا، وفي حالة الفوز يتم استضافة الفائز محفولا مكفولا، ولا شك أن السياحة تعزز الثقافة والتفاهم بين الثقافات المختلفة، أيضا أوصي بالعمل التكاملي محليًا وإقليميًا ودوليًا وبالتالي عالميًا، وخلق كيان قوي يسهم في إيصال ما تحمله المملكة إلى العالم من قيم التسامح والسلام والتكامل الدولي لخلق «هوية عالمية متكاملة».
كما ربط نجاح استضافة إكسبو 2030 بمحركين أساسيين لا غنى عنهما وهما »البرامج السياحية المتكاملة مع الإرشاد السياحي، وبين أنهما يحتاجان إلى تطوير جذري، وأتمنى من الجمعيات السعودية المتخصصة في الإرشاد السياحي أن تتأكد من جميع وسائل التواصل أن تعمل جيدًا في «مواقعها الإلكترونية»، علمًا بأن قطاع السياحة شهد نموًا كبيرًا غير مسبوق، ولا شك أن لديه كثيرا من الخطط لتحقيق إنجازات مستقبلية سيكون لها أثر اقتصادي واجتماعي وإستراتيجي يرفع من جودة الحياة، ويعزز الحيوية، ويفيد الأجيال القادمة».
من أهداف إكسبو 2030
ـ تبادل الأفكار والابتكارات الجديدة
ـ تعزيز التفاهم الثقافي بين الدول
ـ الكشف عن التقدم الثقافي التكنولوجي
ـ وتعزيز التعاون الدولي
ـ تشجيع السياحة والتنمية الاقتصادية
مشاركات المملكة في معارض إكسبو:
1985 بروكسيل
2005 آشي
2008 سرقسطة
2010 شنغهاي
2017 استانا
2020 دبي
تاريخ إقامة معارض إكسبو:
1851 لندن
1855 باريس
1862 لندن
1867 باريس
1873 فيينا
1876 فيلادلفيا
1878 باريس
1880 ملبورن
1888 برشلونة
1889 باريس
1893 شيكاغو
1897 بروكسل
1900 باريس
1904 سان لويس
1905 لييج
1906 ميلانو
1910 بروكسل
1913 خينت
1915 سان فرانسيسكو
1929 برشلونة
1933 شيكاغو
1935 بروكسل
1937 باريس
1939 نيويورك
1949 بورتو برينس
1958 بروكسل
1962 سياتل
1967 مونتريال
1970 أوساكا
1992 أشبيلية
2000 هانوفر
2005 آيشي
2010 شنغهاي
2015 ميلانو
2020 دبي
2025 أوساكا
2030 الرياض