الخطوة قبل الأخيرة

خطوة واحدة تفصل الرباعي المتأهل إلى نصف نهائي كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي26»، عن بلوغ نهائي البطولة التي تدور رحى منافساتها منذ الـ21 من ديسمبر الجاري، وتختتم السبت المقبل، وسيكون منتخبان من بين منتخبات السعودية وعمان والكويت والبحرين، موعودين بالفرحة قبل الأخيرة في المحفل الخليجي الحافل بالندية والإثارة، عندما يبلغان النهائي المرتقب.

ففي اللقاء الأول، الذي سيحتضنه إستاد جابر المبارك، يطمح المنتخب السعودي إلى تأكيد صحوته ومواصلة انتفاضته وإكمال مسيرته نحو استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 2003، حينما يواجه المنتخب العماني الساعي هو الآخر إلى مواصلة رحلة استعادة اللقب الذي توج به في 2017، ودوما ما تشهد مواجهات الأخضر السعودي والأحمر العماني إثارة كبرى وتحديا فنيا واضحا.

وفي المعركة الثانية، يتقابل على إستاد جابر الأحمد الدولي، منتخبا البحرين والكويت، الساعيان إلى استعادة أمجادهما في البطولة الخليجية وخصوصا الأزرق الكويتي الذي يعد زعيم البطولة بتتويجه بـ10 ألقاب، كان آخرها في 2010، فيما الأحمر البحريني بطل النسخة قبل الماضية فيتطلع إلى استعادة اللقب الذي فقده في نسخة 2023.

قمة مهارية

سيكون إستاد جابر المبارك، مسرحا لقمة خليجية ممتعة، تجمع منتخبين يتمتعان بالمهارة الفردية والقوة الجماعية، عبر تاريخهما الحافل في البطولة، هما المنتخب السعودي ونظيره المنتخب العماني، لتحديد الطرف الأول في نهائي خليجي 26.

ولن تكون مهمة أي من المنتخبين سهلة، وتحتاج إلى مضاعفة الجهد من أجل الظفر ببطاقة التأهل للمباراة الختامية.

تأكيد العودة

خطف الأخضر بطاقة التأهل إلى نصف النهائي في الجولة الأخيرة لدور المجموعات بعد انتصار قوي ومثير على حساب المنتخب العراقي 1/3، بعد أن أخفق في الجولة الأولى ولم يظهر بالشكل المطلوب وقدم خلال موقعة البحرين أداء باهتا خسر على إثره 3/2، وفي الجولة الثانية سجل ريمونتادا مقنعة نسبيا بعدما حول تأخره من صفر/2، في الـ28 دقيقة الأولى من مواجهته أمام اليمن إلى انتصار جدد الآمال والحظوظ في التأهل، بل جعلها قوية بتفوقه في نهاية اللقاء 2/3، قبل أن يطيح بالمنتخب العراقي في الجولة الأخيرة 1/3، رغم أن التعادل كان يكفي الصقور للتأهل، وخلال معركة العراق الطاحنة ظهر الأخضر بشكل مغاير عن اللقائين الأولين له في البطولة، واستعاد شيئا من بريقه وتوهجه المفقود، مستعيدا الثقة في إمكانيات نجومه. وجاء تأهل الصقور إلى نصف النهائي كثانٍ في المجموعة B، برصيد 6 نقاط، متأخرا عن المنتخب البحريني بفارق نتيجة المواجهة المباشرة بين المنتخبين التي صبت في مصلحة البحرين.

ظهور مختلف

غيرت الجولة الأخيرة الكثير من النظرة السيئة التي كانت تحيط بأداء الأخضر، وظهر مترابط الخطوط، واختفت الأخطاء الدفاعية، وظهر الثلث الهجومي مقنعا للغاية، وتمتع اللاعبون بروح عالية، وقدموا كرة ممتعة للغاية، ويتوجب على مدربه الفرنسي هيرفي رينارد الاستمرار على ذات النهج وبدء اللقاء بالشكل الجيد، كما أن اللاعبين مطالبون بمضاعفة الجهد والاستمرار في الظهور بالشكل الرائع وخوض المواجهة بروح عالية.

ويسعى الأخضر إلى استعادة أمجاده في البطولة التي توج بلقبها 3 مرات سابقة، كان آخرها في خليجي 16 التي أقيمت في الكويت عام 2003، وإذا ما أراد رينارد ولاعبوه السيطرة وخطف بطاقة التأهل فإنه يتوجب عليهم فرض أسلوب اللعب وعدم منح المنتخب العماني فرصة البناء من الخلف وتناقل الكرات بسلاسة وتضييق المساحات أمام لاعبيه، والضغط على حامل الكرة.

جماعية حمراء

في المقابل تصدر المنتخب العماني المجموعة A برصيد 5 نقاط بعد تعادله مع الكويت في لقاء الافتتاح 1/1، ثم انتصاره على قطر 1/2 في الجولة الثانية، والتعادل مع الإمارات 1/1 في آخر الجولات، ورغم تساويه مع الكويت نقطيا وتهديفيا وفي صافي الأهداف، إلا أنه تصدر المجموعة بعد العودة إلى البطاقات الملونة التي حصل عليها كل منتخب، ليتفوق الأحمر العماني الذي كان أقل نيلا للبطاقات الملونة من الأزرق.

ويعد المنتخب العماني من المنتخبات الأكثر حضورا من الناحية الفنية خلال البطولة، وظهر منظما يجيد اللعب بجماعية، وتناقل الكرات بسلاسة في وسط الميدان، ويتمتع بخاصية البناء الجيد من الخلف، إضافة إلى الاستغلال الجيد للفرص السانحة للتسجيل أمام مرمى المنافس.

معركة شرسة

في لقاء صعب أيضا يلتقي على إستاد جابر الأحمد الدولي، البحرين والكويت في مباراة لا تقل إثارة عن سابقتها لتحديد الطرف الثاني في النهائي.

ويتسلح الأزرق الذي حل وصيفا في المجموعة A خلف المنتخب العماني بفارق البطاقات الملونة، بعاملي الأرض والجمهور سعيًا للوصول إلى المباراة النهائية وتحقيق حلمه في استعادة عرش الكرة الخليجية، حيث يبقى الأكثر تتويجًا باللقب برصيد 10 مرات آخرها في عام 2010.

ولن تكون مهمة الأزرق سهلة أمام المنتخب البحريني، الذي قدم أداء رائعًا في الدور الأول من البطولة، وأبهر الجميع بعروض قوية منحته صدارة المجموعة الثانية متفوقًا بفارق المواجهات المباشرة على نظيره السعودي.

ويحلم الأحمر بمواصلة المسيرة القوية في البطولة وإقصاء صاحب الأرض والوصول للمباراة النهائية حالمًا بلقب ثان في تاريخه بعد التتويج بالكأس في خليجي 24 عام 2019 بالنسخة التي استضافتها قطر.