وشهدت موقعة الخميس، العديد من اللحظات المثيرة، ولكن التعادل كان سيد الموقف، لتظل الشراكة النقطية بين المنتخبين بعد مرور 5 جولات، حيث يمتلك كل منهما 6 نقاط، ولكن أستراليا تتفوق بفارق الأهداف.
وصحيح أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، لكن هناك العديد من الملامح الجديدة التي ظهرت على الأخضر تحت قيادة رينارد، عكس الفترة الماضية مع المدرب الإيطالي السابق روبرترو مانشيني.
تحول فني
خاض المدرب الفرنسي، مواجهة أستراليا، بشكل مغاير تمامًا عن أسلوب مانشيني، حيث ظهر المنتخب السعودي بطريقة (4141) مع ضغط متقدم من بداية المباراة، بالإضافة لفرض الاستحواذ.
وحرص رينارد على الدفع بـ3 لاعبين في الوسط، وهم ناصر الدوسري، ومصعب الجوير، وفيصل الغامدي، ولكن الأخير حصل على أدوار دفاعية أكبر بالتواجد كمحور ارتكاز (6).
وقام الظهيران سعود عبدالحميد، وياسر الشهراني بأدوار دفاعية مميزة، لمنع أصحاب الأرض من الاختراق من الأطراف، بالإضافة إلى المعاونة الهجومية في بعض الأحيان، وهو ما جعل المنتخب السعودي يظهر بشكل مختلف، وما كان يميز الأخضر مع رينارد في المباراة، هو نقل الكرة بصورة سليمة في المساحات الضيقة ولعب التمريرات الطولية، حتى وإن ظهرت بعض الأخطاء البسيطة في وسط الملعب.
شخصية مختلفة
شهدت الفترة الماضية، غياب شخصية لاعبي المنتخب السعودي في أغلب المباريات تحت قيادة مانشيني، حيث ظهر بعضهم دون روح وحماس، بالإضافة إلى غياب الثقة، لكن مباراة أستراليا، كانت مغايرة تمامًا، حيث عادت شخصية الأخضر في المنافسة حتى الرمق الأخير، والدليل هو هز الشباك في الوقت القاتل عن طريق سلطان الغنام، ولكن الحكم قرر إلغاء الهدف.
وتأتي الروح والشخصية، بعد تصريحات رينارد التي سبقت المباراة قبل أيام قليلة، والتي أعرب خلالها عن ثقته في المجموعة المتواجدة وقدرتهم على التأهل لكأس العالم 2026.
وبطبيعة الحال، نجح المدرب الفرنسي في شحذ همة اللاعبين وإعادة الروح لهم، حيث يجيد القدرة على إدارة غرفة خلع الملابس، بالإضافة إلى رغبته الدائمة في الاقتراب من جميع العناصر وحل المشاكل الداخلية، على عكس مانشيني.
توهج سعود
يعتبر سعود عبدالحميد أحد نجوم اللقاء، بسبب الأداء المذهل الذي قدمه، رغم ابتعاده عن المشاركة مع ناديه روما، سعود كان بمثابة حائط صد للجبهة اليسرى في المنتخب الأسترالي، بالوجود في خانة الظهير الأيمن، حيث اعترض الكثير من الكرات، فضلا عن إنقاذه التاريخي في الدقيقة 82، عندما أبعد الفرصة الأخطر لأصحاب الأرض قبل سنتيمترات قليلة من مرمى الكسار.
ورغم اعتماد الكنغر الأسترالي على إرسال الكرات الطولية خلف، سعود عبدالحميد، نظرًا لنزعته الهجومية الدائمة، إلا أنه كان ثابتًا، ومنع العديد من المحاولات.
وحصل سعود على أعلى تقييم من قبل موقع «سوفا سكور» بواقع 8.2 درجة من 10، ليبرهن على براعته الشديدة، حيث تلقى إشادة كبيرة من رينارد ومدرب أستراليا في المؤتمر عقب المباراة.
وجاء تألق عبدالحميد بعد فترة من هبوط المستوى تحت قيادة المدرب الإيطالي، الذي كان يمنحه العديد من الأدوار التي لا تتناسب مع مركزه.
عودة رائعة
أحرج ياسر الشهراني، المدرب السابق مانشيني، بسبب المستوى المميز الذي ظهر به في مباراة أستراليا، رغم عودته لقائمة الصقور بعد غياب طويل، بقرار فني من مانشيني، رغم فشل الأخير في إيجاد البديل، واعتمد على عدة خيارات أخرى، لم تؤت ثمارها، لكن رغم ابتعاد الشهراني عن المشاركة مع الهلال والأخضر وتقدمه في العمر، إلا أنه أثبت براعته الشديدة في مباراة أستراليا، بتحولات هجومية ودفاعية مذهلة.
فضلا عن قدرته الرائعة على الافتكاك وإرسال الكرات الطولية واللعب بقدميه اليمنى واليسرى ببراعة شديدة، حيث لم يختلف كثيرًا عما قدمه سعود عبدالحميد.
أزمة مستمرة
واصل الخط الهجومي للمنتخب السعودي عجزه، مثلما كان الوضع مع مانشيني، حيث فشل الثلاثي الهجومي في تشكيل أي خطورة، وهو ما اعترف به المدرب الفرنسي بعد المباراة، فالأخضر يعاني منذ فترة طويلة في هذا الجانب، سواء في صناعة الفرص أو ترجمتها إلى أهداف، حتى مع وجود سالم الدوسري في المباريات الماضية.
توليفة رينارد وأسلوبه الجيد منحه ظهورًا رائعًا.
الأخضر ظهر مع رينارد بشكل فني مختلف.
رينارد اعتمد على طريقة 4 /1 /4 /1 الهجومية.
المدرب الفرنسي أعاد الثقة للاعب السعودي وبث فيه روح الحماس.
الاستحواذ والتمرير الجيد في المساحات الصغيرة ميزة جديدة.
سعود عبدالحميد ظهر بشكل مغاير عما كان يقدمه مع مانشيني.
الشهراني وجه صفعة قوية لمانشيني وكان على قدر المسؤولية.
تظل معضلة العجز الهجومي المشكلة الوحيدة التي ظهرت على الأخضر.