روى طارق حامد لاعب ضمك السعودي، لأول مرة تفاصيل رحلته مع كرة القدم منذ بدايته وحتى انتقاله لنادي الزمالك، كاشفًا عن الصعوبات التي واجهها.
وقال طارق حامد في تصريحات عبر قناة “بي إن سبورتس”: “بدايتي في الكرة كان عمري 5 سنوات ألعب في الشارع مع أصدقائي، والناس كانت تقول إنني ألعب بشكل جيد، وعندما وصلت لسن 10 سنوات كانوا يقولون لي بأنني لا بد أن ألعب في نادي”.
وتابع: “ذهبت لاختبارات نادي المنصورة، وكانت 3 اختبارات، الأول والثاني نجحت فيهما، والثالث فشلت، كانت أول تجربة بالنسبة لي واستفدت منها، وفي السنة التالية ذهبت ونجحت، ولعبت حتى سن 14 سنة”.
وأضاف: “لكن اللعب في الناشئين لا يوجد فيه عقود، وأنا ظروفي المادية كانت صعبة، لأن والدي توفى وعمري شهرين، ووالدتي كانت هي الأم والأب، وأنا كنت أشعر بأنني عبء عليها لأنها تعمل أكثر من مهنة لكي توفي احتياجات البيت”.
وأردف: “أنا كنت أتمنى لعب الكرة، لكن في نفس الوقت كنت أحتاج إلى دخل لكي أساعد والدتي، قررت أن أخذ خطوة أخرى من أجل مساعدتها، كنت أريد أن تعيش أفضل، وقررت أنني لن ألعب كرة مرة أخرى، وفي هذا التوقيت الشباب في القرية كانوا يُسافرون إلى لبنان (تهريب)، وبالفعل جهزت جواز السفر لكي أسافر”.
واستكمل: “أنا كنت مُضطرًا للسفر، كنت أريد أن أبقى وأصبح لاعب كرة، لكن الظروف لم تُساعدني، أنا كنت أحصل على جنيه أو 75 قرش من والدتي لأسافر إلى المنصورة، وهذا كان عبئًا عليها، كنت أستقل سيارة إلى مركز طلخا، وبعد ذلك أسير على قدمي مسافة 5 كيلو متر لأنني لا أمتلك المال لكي أستقل سيارة أخرى، ثم أتدرب وأعود نفس المسافة سيرًا على الأقدام، لأوفر ثمن المواصلة لأتناول به عصير”.
طالع أيضًا | الزمالك يوضح حقيقة رحيل زيزو إلى السعودية.. ومصير صفقتي بن شرقي وطارق حامد
واستمر: “الوضع كان صعبًا، لذلك قررت السفر لأساعد والدتي، لكن موضوع السفر توقف، خلال هذه الفترة كان لدي صديق أقنعني بأن أذهب للنادي الإسماعيلي، وذهبت بالفعل ونجحت في الاختبارات، لكن الأمر كان صعبًا بسبب عدم وجود سكن في المدينة، وصعب أذهب كل يوم للتدريبات وأعود”.
وتابع طارق حامد: “لكن صديقي كان يدفع لي الأموال لكي أسافر بها، ولم أكن أمتلك حذاء رياضي، فكان يقوم باستلافها من شخص آخر لكي أتدرب فيها وأعيدها له، الموضوع كان حلمًا بالنسبة لي وأصدقه، لكن في نفس الوقت الأمور كانت صعبة، ووالدتي رغم الظروف الصعبة كانت تساعدني؛ لذلك بعدما وصلت لما أنا عليه الآن أصبحت أمي قبل كل شيء وأهم من أي مخلوق”.
وأضاف: “بعد اختبارات الإسماعيلية والقناة وإنبي، والوضع كان صعبًا، فقررت أن أعمل في مطعم لمدة سنة وأنا أدرس، وكنت أحصل على راتب 240 جنيه، أخذ 100 وأعطي الباقي لوالدتي”.
واستطرد: “لكن ظل حلم لعب الكرة يراودني، فكان لدي صديق يلعب في كهرباء طلخة، ذهبت معه وكنت أشاهد اللاعبين وهم يتدربون، هنا ربنا تدخل، كان عندهم تقسيمة وينقصهم لاعب واحد، ولم يكن يوجد أحد غيري، فاستعانوا بي في التقسيمة، فقررت أن أتمسك بالفرصة، واللاعبون لم يُصدقوا مستواي، والمدرب بعد التمرين قال لي الموسم القادم ستكون معنا”.
واستمر: “بالفعل بعد الموسم تحدث معي المدير الإداري، وقال لي المدرب يريدك أن توقع على عقد، وبالفعل ذهبت ووقعت وحصلت على 1000 جنيه، كان هذا المبلغ في وقتها بالنسبة لي مبلغ كبير، وذهبت به لوالدتي وأعطيته لها”.
وأردف: “لعبت سنة مع كهرباء طلخة، ثم بعدها طلبني نادي طلائع الجيش في الدوري الممتاز للاختبار، كان أمر لا يُصدق، بعد اللعب في كهرباء طلخة فجأة أتدرب مع عبد الستار صبري والمدير الفني طلعت يوسف وأسماء كبيرة، ذهبت بالفعل وتدربت مع الفريق 3 مرات، وكان في ذهني أنه لا يوجد لاعب أفضل مني وكنت أثق في نفسي، وانتهت فترة الاختبارات وسافرت للمنصورة”.
وأشار: “بعدها نادي طلائع الجيش قام بشرائي من كهرباء طلخة، وعقدي وقتها كان 36 ألف جنيه، أخذت الـ 50% من عقدي وذهبت بها لوالدتي، لأنها صاحبة الفضل علي في كل شيء”.
وأضاف: “مسؤولو طلائع الجيش كانوا يعتبرونني مستقبل النادي وبنوا الخطط علي، بعد ذلك تعاملت مع فاروق جعفر المدير الفني الكبير والذي أحترمه على المستوى الشخصي، لكنه كان غير مقتنع بي تمامًا، وكنت ألعب بشكل جيد، لكن بعد نهاية الموسم رفض تواجدي، ومسؤولي النادي تعجبوا من قرار فاروق جعفر، ولكن الأخير أصر على رحيلي، لم أصدق ما حدث، وشعرت أنني سأبدأ من الصفر من جديد، لأنني لا أمتلك معارف أو علاقات”.
واستمر: “وقتها الكابتن عبد الجليل إمام اتصل بي وقال لن أتركك، سأخذك إلى سموحة، وبالفعل إداري النادي تواصل معي وذهبت لأجري اختبارات هناك تحت قيادة محسن صالح، وبعد أول تمرين قال لي يا طارق ستكون عندي رقم واحد، وطلب من المدير الإداري أن يوقع معي عقد”.
واسترسل: “المدير الإداري قال لي ما المبلغ الذي تريده، قلت له سأوقع على بياض واكتبوا ما تريدون، أنا لا أبحث عن الأموال بل في اللعب فقط وتوفير سكن، فقال العقد سيكون 250 ألف جنيه، بعد أن رحل محسن صالح وتولى تدريب الفريق الكابتن أحمد ساري كنت أجلس احتياطيًا، ثم تولى تدريب الفريق باتريس نوفو، وبعد أن شاهد المباريات السابقة للفريق، قال للمسؤولين (رقم 3 ده إللي مبوظ الفريق)، فأنا قلت لو أنت لست مُقتنعا بي أنت المُخطئ وليس أنا، شاهدني في الملعب وستقتنع بي رغمًا عنك، بعد مباراتين لم ألعب معه، تحدثت معه وقلت له لماذا لا ألعب، أنا لا أجد لاعب أفضل مني يُشارك، وبالفعل منذ أن دفع بي ظللت أساسيًا ولم أجلس احتياطيًا مرة أخرى”.
وبسؤاله، كيف ذهبت لـ الزمالك؟، قال: “أنا رغبتي كانت دائمًا الزمالك، لأنني أنتمي للفريق منذ الصغر، وقلت قبل ذلك في لقاء أنه شرف لي أن أرتدي قميص القلعة البيضاء، مع إحترامي الكامل للنادي الأهلي وجمهوره، لكن أنا أحب الأبيض، كنت أريد وأنا في سموحة أن أحقق حلمي الأكبر وهو اللعب في صفوف الأبيض”.
واستمر: “أهم مباراتين في الموسم مع سموحة كانتا الزمالك والأهلي، كنت أتابع اللاعبين الذين يلعبون في نفس مركزي وأقول لنفسي أنا أفضل منهم، كنت أنتظر مواجهة الزمالك، وكان يلعب في نفس مركزي الثنائي إبراهيم صلاح وعاشور الأدهم، كنت أفكر في الفوز بالمباراة أولًا، والمعركة الثانية بالنسبة لي أن أثبت أنني أفضل، كنت أبذل مجهودًا كبيرًا وأتحدث مع نفسي طوال المباراة لكي أصل لأقوى شيء عندي، والحمد لله ربنا أكرمني بأن ألعب في الزمالك، وهذا بيتي وشرف لي أن اسمي ارتبط بالنادي”.
وأوضح: “انتقالي من سموحة لـ الزمالك لم يكن سهلًا، فرج عامر قال لي أحتاجك في الفريق وخذ الأموال التي تريدها، قلت له أنا لعبت 4 سنوات في الفريق وأشعر أنني أعطيت أقصى ما لدي، وحلمي أن أنتقل للزمالك وأحقق إنجازات وأصنع تاريخ، وقتها كان حمادة صدقي المدير الفني، ورفض رحيلي بقوة بحجة أنه يحتاجني، قلت له أنا أحترمك لكنك كنت تلعب في المنيا ولم يعرفك أحد إلا عندما لعبت للأهلي وأصبحت تمتلك سيارة جيدة والناس تلتقط الصور معك، لماذا تقف أمام رغبتي، وقلت له لو فعلت ذلك قسما بالله لن أسامحك وسأحسبن عليك طوال حياتي، وقتها وافق، وانتقلت للأبيض”.
واختتم: “عندما كنت في سموحة خسرت الدوري والكأس، وكان أمرًا عاديًا بالنسبة لي، عكس الزمالك لو هذا حدث القيامة تقوم، عندما تذهب لناد كبير وتفوز ببطولة مُستحيل إنك تكسل في البطولة التالية”.