يرى الخبراء أن التطور الذي نشهده حاليًا في الذكاء الاصطناعي يعمل على تسريع التحول الذي طال انتظاره لأنظمة التعليم نحو التعلم الشامل الذي من شأنه أن يهيئ الطلاب للتركيز أكثر في تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي وحل المشكلات لتشكيل مستقبل أفضل. وفي الوقت نفسه، يمكن للمعلمين استخدام هذه التقنيات لتعزيز ممارساتهم التدريسية وخبراتهم المهنية.
إذا كنت مدرسًا فاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي سيساعدك في أداء العديد من المهام بشكل أسرع، مما يمنحك الوقت للتركيز في الأولويات الأخرى، إذ تشير التقارير إلى أن المعلمين يعملون نحو 50 ساعة في الأسبوع، ويقضون أقل من نصف الوقت في التفاعل المباشر مع الطلاب.
لذلك من الفوائد المحتملة لتطور الذكاء الاصطناعي التوليدي هي إمكانية توفير الوقت في الفصل الدراسي، إذ يشير المعلمون غالبًا إلى أن المهام الإدارية هي أكبر مصدر للإرهاق. ومن خلال أتمتة المهام الإدارية الروتينية، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تبسيط سير عمل المعلمين، ومنحهم المزيد من الوقت لبناء علاقات مع الطلاب وتعزيز تعلمهم وتطورهم.
لذلك سنستعرض اليوم أبرز أدوات للذكاء الاصطناعي التي تسهل على المعلمين أداء مهام عملهم:
1- أداة Research Rabbit:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
تتيح لك أداة (Research Rabbit) البحث عن الأبحاث العلمية التي تحتاج إليها في عملك كمعلم، بالإضافة إلى ذلك تتيح لك تنظيمها ومشاركتها مع الآخرين بسهولة، إذ يمكنك تنظيم الأبحاث في مجموعات، وتستخدم الأداة التعلم الآلي لمعرفة ما تبحث عنه وتقدم لك توصيات مقترحة تناسب الموضوع، لذلك يُطلق عليها اسم (Spotify) للأوراق البحثية.
كل ما عليك فعله عند استخدام هذه الأداة هو إدخال الكلمة الرئيسية أو عبارة حول الورقة البحثية التي تحتاج إليها، وستقوم أداة (Research Rabbit) بالبحث، وتقدم لك قائمة بالأبحاث ذات الصلة من خلال محرك (Semantic Scholar) للمنشورات الأكاديمية – وهو محرك بحث يستند في عمله إلى الذكاء الاصطناعي طوره معهد آلين للذكاء الاصطناعي – أو محرك PubMed.
تتيح لك الأداة أيضًا التعاون مع الآخرين في المجموعات التي أنشأتها، إذ يمكنك مشاركة المجموعات عبر البريد الإلكتروني، ومساعدة أي شخص في بدء عملية البحث مما يتيح للمعلمين تعليم طلابهم كيف يجدون الأبحاث التي تساعدهم في تقاريرهم.
2- أداة Gradescope:
تساعد أداة (Gradescope) المعلمين في إدارة عملية تصحيح الامتحانات والمشاريع، مما يتيح لهم توجيه جهودهم لمهام أكثر أهمية.
تتيح هذه الأداة للمعلمين إعداد الواجبات الدراسية الورقية والرقمية والبرمجية وإدارتها وتصحيحها بسهولة، إذ تشير الإحصائيات إلى أنها تقلل وقت التصحيح بنسبة 80%.
تستخدم أداة (Gradescope) الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتجميع الإجابات المتشابهة تلقائيًا، وتوفر ملاحظات وتعليقات أكثر دقة وتحليلات مفصلة تسمح للمعلمين بتحديد المجالات التي يحتاج فيها طلابهم إلى المساعدة.
3- أداة Education Copilot:
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في (SSRN) أن وضع خطط الدروس وتنفيذها في الفصل الدراسي أمر ضروري للتدريس بفعالية، ولكن إنشاء خطط الدروس التفصيلية يستغرق الكثير من وقت المعلمين دائمًا. لذلك طُورت أداة (Education Copilot) لحل هذه المشكلة.
تساعد أداة (Education Copilot) المعلمين في إنشاء خطط دروس منظمة لأي موضوع أو درس بسهولة، كما تقدم لهم أفكار للدروس والمشاريع.
تستند هذه الأداة في عملها إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يتيح لك إدخال مطالبة بسيطة لإنشاء خطط الدروس، والنشرات التعليمية وتقارير الطلاب ومخططات المشروع، ثم يمكنك تحريرها حسب رغبتك كل ذلك خلال دقائق فقط.
4- أداة ReadCube Papers:
تستخدم أداة (ReadCube Papers) الذكاء الاصطناعي لمساعدة المعلمين والأكاديميين في إدارة المراجع والأبحاث العلمية التي يستخدمونها في عملهم، إذ تسهل الأداة قراءة المقالات والتعليق عليها وومزامنتها عبر أجهزتك، بحيث يمكنك العمل على بحثك أينما كنت.
لتحقيق أقصى استفادة من هذه الأداة يمكنك تثبيت إضافة (ReadCube Papers) في المتصفح بحيث يمكنك تحديد موقع المقالات الكاملة وحفظها في مكتبتك بسرعة أثناء التصفح.
تتيح لك الأداة إنشاء مجموعات مشتركة خاصة للتعاون مع ما يصل إلى 30 شخصًا في الوقت نفسه، وهي ميزة مثالية لتعزيز تعاون المعلمين مع طلابهم في عملية البحث.
5-أداة Consensus:
تُعد المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة واحدة من مخاطر الذكاء الاصطناعي، لأن نماذج الذكاء الاصطناعي عرضة للهلوسة أو إعطاء معلومات خاطئة، لذلك لا يمكنك الثقة في إجاباته السريعة ثقة كاملة. ولحل هذه المشكلة طُورت أداة (Consensus)، إذ يمكنها التحقق من المعلومات وتوفير مصادر موثوقة بسرعة.
أداة (Consensus) هي عبارة عن محرك بحث يستخدم النماذج اللغوية الكبيرة لتلقي الأسئلة البحثية، والعثور على الإجابات ذات الصلة في الأوراق البحثية الموثوقة، إذا تستند النماذج اللغوية إلى قاعدة بيانات محرك (Semantic Scholar) التي تتضمن أكثر من 200 مليون ورقة بحثية في جميع مجالات العلوم.