أدت قدرة روبوت ChatGPT على إنشاء محتوى في وقت قصير إلى زيادة شعبيته لدى صناع المحتوى. ومع ذلك، مثل أي تقنية أخرى، يمكن إساءة استخدام ChatGPT مما يؤدي إلى الوقوع في بعض المشكلات.
لذا؛ قبل أن تبدأ باستخدام ChatGPT لإنشاء المحتوى، من المهم تعرّف أهم الأخطاء التي يجب تجنبها لتحقيق أقصى استفادة من هذا الروبوت وسنذكر منها ما يلي:
1- المبالغة في الاعتماد على ChatGPT:
عندما تستخدم ChatGPT لأول مرة ستندهش من سرعته في إنشاء المحتوى، فالمقال الذي قد يستغرق منك ساعات لكتابته سيستغرق ثوانٍ من روبوت الدردشة. ومع مرور الوقت، قد تبدأ بالاعتماد عليه بشدة، مع إجراء بعض التعديلات البسيطة دون الاهتمام بالبحث للتأكد من صحة المعلومات.
هذه الظاهرة تُسمى الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي (overdependence on AI)، وقد يتعرض لها الكثير من صناع المحتوى بهدف إنتاج كمية أكبر بوقت أقصر، ولكن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى الحصول على محتوى به أخطاء ومعلومات غير صحيحة، فمن الممكن لروبوت ChatGPT إضافة معلومات قديمة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
من ناحية أخرى، يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين بشأن مشكلة الهلوسة في ChatGPT، إذ يمكن أن يضيف الروبوت الأفكار الخاطئة بأسلوب ممتاز لتبدو كأنها حقائق. ومن السهل عدم الانتباه لهذه الأخطاء عندما لا يكون لديك معرفة كافية بالمحتوى الذي ترغب بالكتابة عنه. لذا؛ من المهم التحقق جيدًا من المحتوى الذي يكتبه الروبوت، والبحث عبر الإنترنت للتأكد من المعلومات الموجودة صحيحة تمامًا.
وإذا كنت تفكر في استخدام ChatGPT لإنشاء المحتوى، فيجب تعرّف ماهية هلوسة الذكاء الاصطناعي وكيف يمكنك اكتشافها في الموضوعات التي تكتب عنها، وتذكر أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يحفزك على التفكير والإبداع وإنشاء محتوى أفضل وليس أن يحل مكانك.
2- طلب روابط بحث من روبوت ChatGPT:
عند استخدام ChatGPT للمساعدة في إنشاء المحتوى لا تسأله عن روابط لمصادر معينة، لأنه في الغالب سيمنحك روابط خاطئة أو ليست الأفضل في الويب.
ولاختبار ذلك، طلبنا من ChatGPT إعطائنا روابط لمقالات تتحدث عن التطبيقات التعليمية، بكتابة المطالبة التالية: اعطني روابط لمقالات تتحدث عن التطبيقات التعليمية
تضمنت الإجابة 5 روابط مختلفة مع ذكر عنوان المقال كما هو موضح في الصورة التالية، وأسفل الرابط الأخير كتب ChatGPT: يرجى ملاحظة أنه قد يكون هناك تغييرات في وصول هذه المقالات مع مرور الوقت.
لكن عند النقر فوق الروابط المدرجة لم تكن صحيحة وأدت إلى الانتقال إلى صفحة تحتوي على تنبيه (page not found).
ولتجنب هذه المشكلة، يجب ألا تعتمد على ChatGPT فيما يتعلق بالحصول على روابط لاستخدامها في عملية البحث، وإذا كنت بحاجة إلى روابط لمقالات ودراسات وأوراق بحثية، فمن الأفضل الاعتماد على الباحث العلمي من جوجل للحصول على روابط تتضمن معلومات موثوقة.
3- التحدث مع ChatGPT بدلًا من التواصل مع زملاء العمل:
يمكنك أن تطلب من ChatGPT النصيحة والدردشة معه إذا كنت بحاجة إلى شخص تتحدث معه، وتطلب منه تقديم المشورة فيما يتعلق بالمشكلات التي تواجهها في العمل وإنشاء المحتوى وستلاحظ أنه يمنحك بعض النصائح الجيدة بطريقة سلسة وبسيطة، ولكن ChatGPT ليس إنسان والعبارات التي يكتبها والتي تبدو كأنها من صنع الإنسان هي فقط نتائج تعتمد على بيانات التدريب الخاصة به، وهو ليس كائنًا واعيًا يمتلك إرادة وعقل مثلك.
لذا لا يمكن لروبوت ChatGPT أن يحل مكان العلاقات مع زملاء العمل بشكل خاص ولا يمكن الاعتماد على محادثته بدلًا من التحدث مع الزملاء في مكان العمل حتى لو كان يمنحك نصائح و يمكنه إجراء محادثات بأسلوب بشري.
ومع أن تعلم العمل مع أحدث الأدوات التقنية أمر مهم، لكن التفاعل مع فريقك ضروري أيضًا، فبدلاً من الاعتماد على ChatGPT للدردشة، تفاعل مع زملائك في العمل، لتحفيزك على الإنجاز والتفكير بشكل أفضل، والابتكار والإبداع في مجال عملك.
4- كتابة مطالبات غير مناسبة:
في بعض الأحيان قد تحصل على ردود غير مناسبة من ChatGPT بسبب طريقة كتابة المطالبات، على سبيل المثال: إذا طلبت منه تلخيص مقال طويل فمن الأفضل إضافة رابط للمقال ثم طلب تلخيصه، ثم اقرأ التلخيص جيدًا لاحتمالية هلوسة ChatGPT وكتابة معلومات غير مترابطة بشكل كامل.
ويمكنك تجربة إضافة جزء معين من المقال الطويل ثم طلب تلخيصه، وستلاحظ أنه يمنحك نتائج أكثر دقة، ثم يمكنك تكرار الأمر حتى ينتهي المقال. وهذا يعني أن تجربة كتابة مطالبات بأساليب مختلفة هو أمر جيد لتعلّم كيفية الحصول على نتائج أفضل.
الخاتمة:
يوفر ChatGPT سرعة وراحة في مجال إنشاء المحتوى، لكن استخدامه يتطلب أيضًا الحذر، إذ يجب تجنب الاعتماد المفرط على ChatGPT، واستخدم أدوات أكثر ملاءمة للبحث عن الحقائق والتأكد من المعلومات التي يضيفها، بالإضافة إلى ضرورة تعلم كتابة المطالبات بشكل فعال للحصول على أفضل النتائج.