أصبحت مقاطع الفيديو القصيرة شائعة بشكل متزايد لأنها توفر الترفيه والتسليه وبعضها يمنحك معلومة بسيطة بسرعة، وأصبح الناس يقضون معظم وقتهم في مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة في تيك توك، وريلز في إنستاجرام وShorts في يوتيوب.
ورغم التسلية التي توفرها تلك الفيديوهات والقليل من المحتوى المفيد، يمكن أن تؤثر مشاهدة الكثير منها بشكل سلبي في صحتك العقلية وإنتاجيتك وحياتك بشكل عام.
وفي هذا المقال، سنناقش بعض الأسباب التي تجعلك تفكر في التوقف عن مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة، والتحول إلى أنشطة أخرى تكون أكثر صحة وتقدم لك فوائد أكثر:
1- مقاطع الفيديو القصيرة تقلل الانتباه والتركيز:
واحد من أبرز عيوب مقاطع الفيديو القصيرة هو أنها يمكن أن تقلل فترة انتباهك، وذلك لأن كل مقطع يقدم معلومة بسيطة ثم تنتقل إلى المقطع الذي يليه وتجد نفسك تستمر في التصفح دون التركيز في موضوع محدد لفترة طويلة.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
هذا يمكن أن يجعل من الصعب التركيز في أداء المهام الأكثر تعقيدًا، أو عند قراءة كتاب أو مشاهدة مقطع فيديو أطول. وقد يصبح الانخراط في الأنشطة التي تتطلب الصبر والانتباه والتركيز المستمر مثل: تعلم مهارات جديدة أو بناء علاقات طويلة الأمد مشكلة أيضًا.
2- مقاطع الفيديو القصيرة تنشر معلومات مضللة في معظم الأوقات:
في حين أن المعلومات المضللة موجودة في مقاطع الفيديو الطويلة والقصيرة، لكن الوضع أسوأ مع المقاطع القصيرة. فمع الوقت المحدود المتاح في تلك الفيديوهات، يصبح تقديم شرح دقيق للمواضيع أو القضايا المعقدة أمر غير ممكن. ويعتمد منشئو المحتوى القصير على طرق مختصرة أو يفرطون في تبسيط المعلومات، مما يؤدي إلى معلومات مضللة وغير كاملة ومثيرة للجدل.
مشكلة أخرى هي أن نشر المعلومات المضللة أسهل من خلال مقاطع الفيديو القصيرة، حيث يأخذ المستخدم المعلومات بسرعة وبقليل من التفكير أو التدقيق. ولا يوفر معظم الناس الوقت الكافي للتحقق من صحة الادعاءات الواردة في مقاطع الفيديو هذه.
3- القيمة التعليمية المحدودة:
في حين أن مقاطع الفيديو القصيرة يمكن أن تكون مسلية وتقدم بعض المعلومات، إلا أن قيمتها التعليمية غالبًا ما تكون محدودة. وذلك بسبب الإطار الزمني المحدود، مما يجعل تقديم تفسيرات عميقة أمر صعب، وينتج عن ذلك فهم سطحي بدلاً من الفهم العميق للمبادئ الأساسية للمواضيع المختلفة.
يعتمد المحتوى القصير أيضًا بشكل أكبر على الفكاهة وتوليد شعور الصدمة والإثارة لجذب انتباهك. فإذا كنت ترغب حقًا في تعلم شيء جديد ومفيد، فمن الأفضل مشاهدة فيديو طويل أو فيلم وثائقي، أو قراءة كتاب حول موضوع معين، أو استخدام التطبيقات التعليمية. وتذكر أن البشر يتعلمون بشكل أفضل عندما يغوصون بعمق في موضوع ما ويستغرقون وقتًا كافيًا لفهمه بالكامل.
4- يمكن أن تكون مقاطع الفيديو القصيرة مسببة للإدمان:
يمكن أن تؤدي حالة الاكتفاء بالمعلومات البسيطة والتسلية المستمرة التي توفرها مقاطع الفيديو القصيرة إلى زيادة الدوبامين في الدماغ، مما يجعلك ترغب في مشاهدة المزيد من هذا المحتوى. وقد يتحول هذا إلى حالة إدمان يمكن أن تتداخل مع جوانب الحياة اليومية.
تسبب مقاطع الفيديو في تيك توك، و Shorts في يوتيوب الإدمان بشكل خاص بسبب الخوارزميات المصممة لإبقائك تشاهدها لأطول فترة ممكنة. تتبع هذه الخوارزميات سلوكك، وتتعلم المحتوى الذي يجذبك ويبقيك منخرطًا في المشاهدة، وتقدم المزيد من هذا المحتوى في حسابك.
5- محتوى منخفض الجودة:
مع انضمام الكثير من الأشخاص إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب، يتعرض منشئو المحتوى لضغوطات متزايدة لإنتاج كمية كبيرة من المحتوى للاستمرار في المنافسة. ويمكن أن يقلل هذا من جودة المحتوى الإجمالية، حيث يعطي منشئو المحتوى الأولوية للكمية على حساب الجودة.