غرّمت هيئة أوروبية لتنظيم الخصوصية شركة ميتا بمبلغ قياسي قدره 1.2 مليار يورو (1.3 مليار دولار أمريكي) بسبب نقلها بيانات المستخدمين في الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة.
ويرتبط القرار بقضية رفعها الناشط النمساوي في مجال الخصوصية (ماكس شريمز) الذي قال إن إطار العمل الخاص بنقل بيانات مواطني الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لا يحمي الأوروبيين من المراقبة الأمريكية.
وخلال السنوات الماضية، تنازعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عدد من آليات نقل البيانات الشخصية للأوروبيين بصورة قانونية. وفي عام 2020، رفضت محكمة العدل الأوروبية الآلية الأحدث التي أُطلق عليه اسم (درع الخصوصية) Privacy Shield.
وادّعت لجنة حماية البيانات الأيرلندية، التي تشرف على عمليات ميتا في الاتحاد الأوروبي، أن الشركة انتهكت (اللائحة العامة لحماية البيانات) GDPR عندما واصلت إرسال البيانات الشخصية للمواطنين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة على الرغم من حكم المحكمة الأوروبية لعام 2020.
وتُعدّ (اللائحة العامة لحماية البيانات) القانون الأبرز في حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، وهو يحكم الشركات النشطة في الاتحاد الأوروبي وقد دخل حيز التنفيذ عام 2018.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وخلال المدة الماضية، استخدمت ميتا آلية تسمى (البنود التعاقدية القياسية) لنقل البيانات الشخصية داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه. ولم تمنع أي محكمة في الاتحاد الأوروبي هذه الآلية.
وقالت هيئة مراقبة البيانات الأيرلندية إن المفوضية الأوروبية تبّنت البنود، بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى التي نفذتها ميتا.
ومع ذلك، قالت الهيئة إن هذه الترتيبات «لم تعالج المخاطر على الحقوق والحريات الأساسية لموضوعات البيانات التي حددتها محكمة العدل الأوروبية».
كما طلبت لجنة حماية البيانات الأيرلندية من ميتا تعليق أي نقل مستقبلي للبيانات الشخصية إلى الولايات المتحدة في غضون خمسة أشهر من القرار.
وتُعدّ الغرامة المفروضة على ميتا البالغة 1.2 مليار يورو أعلى عقوبة تُفرض على أي شركة لخرقها اللائحة العامة لحماية البيانات. وكانت الغرامة الكبرى السابقة هي 746 مليون يورو، وقد فُرضت على عملاقة التجارة الإلكترونية أمازون لانتهاكها اللائحة العامة لحماية البيانات في عام 2021.
ومن جانبها، قالت ميتا إنها ستستأنف القرار والغرامة.
وقال (نيك كليج)، رئيس ميتا للشؤون العالمية، و(جنيفر نيوستيد)، كبير المسؤولين القانونيين في الشركة، في منشور على مدونة الشركة اليوم الاثنين: «سنستأنف هذه القرارات وسنسعى على الفور إلى الحصول على وقف للتنفيذ مع المحاكم التي يمكنها إيقاف المواعيد النهائية للتنفيذ، وذلك نظرًا إلى الضرر الذي قد تسببه هذه الأوامر على ملايين الأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك كل يوم».
وأعادت قضية ميتا التركيز في جهود الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للحصول على آلية جديدة متفق عليها لنقل البيانات. ووافقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العام الماضي «من حيث المبدأ» على إطار عمل جديد لنقل البيانات عبر الحدود. ومع ذلك، فإن الاتفاقية الجديدة لم تدخل حيز التنفيذ بعد.
وترجو ميتا أن تُبرم اتفاقية خصوصية البيانات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل حلول المواعيد النهائية للجهة التنظيمية الأيرلندية.
وقال كليج ونيوستيد إنه إذا دخل إطار العمل الجديد حيز التنفيذ قبل انتهاء المواعيد النهائية للتنفيذ، فيمكن أن تستمر خدماتنا كما تفعل اليوم دون أي اضطراب أو تأثير على المستخدمين.