سمعنا منذ فترة عن المبرمج الألماني Stefan Thomas. والذي نسى كلمة مرور محفظة بيتكوين الرقمية الخاصة به، والتي كانت تضم 7,002 عملة بيتكوين. ويظهر أن الحواسيب الكمومية كانت قادرة على حل مشكلته.
وتصل قيمة عملات البيتكوين في محفظة Stefan لأكثر من 250 مليون دولار أمريكي. إلا أنه لم يتمكن من الوصول لعملاته بسبب أنه ما من طريقة لاستعادة كلمة مرور المحافظ الإلكترونية.
ومن ناحية أخرى، الحواسيب الكمومية تمتلك قوة أكبر من الحواسيب الشخصية العادية بملايين المرات. وهذه الأجهزة كانت قادرة على كسر تشفير المحفظة، وحينها سيكون الوضع في صالح Stefan، لكن سيشكل خطر على الملايين حول العالم.
اقرأ أيضًا: الاستعداد للهجمات الإلكترونية في عصر الحوسبة الكمومية
الحواسيب الكمومية وعملة بيتكوين
تمر تقنية الحوسبة الكمومية بمراحل عمرها الأولى. إلا أن حكومات عديدة وشركات قطاع خاص مثل شركة مايكروسوفت وجوجل يعملون بجهد على تطوير هذه التقنية.
وفي خلال عقد من الزمن. الحواسيب الكمومية قد تصبح قادرة على اختراق تقنيات التشفير التي تحمي الهواتف المحمولة، حسابات البنوك، حسابات البريد الإلكتروني، وأيضًا محافظ بيتكوين الرقمية.
وقد صرّح Fred Thiel، المدير التنفيذي في شركة Marathon Digital Holdings العاملة في مجال تعدين العملات الرقمية قائلًا: “إن كنا نمتلك تقنيات الحوسبة الرقمية في الوقت الحالي ونمتلك رعاية وموارد كافية، يمكن أن يتم اختراق المحافظ على البلوك تشين في خلال ثمان سنوات فقط”.
ومن ناحية أخرى، التطوير والاهتمام لا ينصبان فقط على الحواسيب الكمومية، بل يقوم أيضًا المشفرون الرقميون حول العالم بالعمل على بناء بروتوكول تشفير مقاوم للحواسيب الكمومية.
اقرأ أيضًا: جوجل تريد بناء حاسب كمومي تجاري بحلول عام 2029
الاختراق الكمومي
يتم استخدام تقنية تعرف باسم الترميز غير المتماثل، وهي التي تتيح للأفراد الحصول على مفتاحيّ للمصادقة، واحد منهم عام والآخر خاص، وبالاعتماد على هذه التقنية تتم عمليات المصادقة وتسجيل الدخول لخدمات وأجهزة عديدة.
وتتم كل عملية تسجيل دخول أو مصادقة في هاتفك الذكي، حسابك البنكي، أو غيره بالاعتماد على هذه التقنية في التشفير. وفي حالة أن الحواسيب الكمومية أصبحت قادرة على اختراقها فهذا سيهدد العالم بأكمله.
والمفتاحين العام والخاص يتيحان للمستخدم امتلاك هوية رقمية، وفي مجال العملات الرقمية تحديدًا تعرف هذه الهوية الرقمية باسم “خوارزمية التوقيع الرقمي المنحنى”، وهي الهوية التي تضمن ألّا يتم التصرف في العملات سوى من صاحبها فقط.
ونظريًا، باستخدام الحواسيب الكمومية، يمكن لأي شخص أن يقوم بإجراء هندسة عكسية للمفاتيح الخاصة بك، ومن ثم تكوين هوية رقمية مماثلة لهويتك، وبعدها يمكنه الاستيلاء على كل عملاتك الرقمية.
اقرأ أيضًا: IBM تطلق شهادة مطور أجهزة الحاسب الكمومية
تحصين محافظ بيتكوين وغيرها
حدوث عمليات الاختراق تلك سيتم فقط في حالة أن الإنسان لم يجد حل للتصدي لها. وبالحديث عن محافظ بيتكوين وغيرها من المحافظ الرقمية على سبيل المثال، فالخبراء لا يشعرون بالقلق من هذه التقنية.
ووصف Nic Carter، الشريك المؤسس في Castle Island Ventures أن عمليات الاختراق بالحواسيب الكمومية لن تكون مفاجئة. بل أنها ستتم بالتدريج وستكون واضحة للشخص أو الجهة المستهدفة، وهو ما سيعطي فرصة للتصدي لها.
ومن المميز أن المجتمع العلمي ومجتمع العاملين في مجال التشفير يعلمون بتفاصيل التقنية الجديدة. وهو ما يعطيهم الفرصة في السنوات التالية أن يطوروا تقنيات تشفير آمنة ضد الحوسبة الكمومية.
اقرأ أيضًا: متداولو العملات المشفرة يكافحون لمقاضاة بينانس