الحد من قدرة الهاتف ليس في صالح المستهلك

تقدم الهواتف الذكية أداءًا يتناسب طرديًا مع سعرها. كلما كان الهاتف أغلى كلما قدّم أداءًا أعلى، ولهذا يتم تقسيم الهواتف الذكية لأكثر من فئة، وهي الرائدة، المتوسطة، وتحت المتوسطة، أي الضعيفة. وتقوم الشركات في بعض الأحيان بتقليل أداء الهواتف دون علم المستخدمين.

وتتخذ الشركات هذا الإجراء لأسباب عديدة. منها دفع المستخدم لشراء هاتف أحدث، أو إحداث فارق كبير بين الهاتف الذي يتم تقليل أداؤه وأحدث هواتف الشركة، أو لأسباب أخرى.

ومن أشهر عمليات تقليل الأداء كانت من طرف أبل. حيث قامت العملاقة الأمريكية بإرسال تحديثات للنظام تعمل على تقليل أداء الهاتف خصوصًا في حالة كون بطاريته ليست في حالتها المثالية.

اقرأ أيضًا: كل ما تود معرفته عن مشكلة تباطؤ هواتف آيفون

ون بلس متورطة بمشكلة تقليل أداء الهواتف

تشيع عمليات الحد من قدرة الهاتف بين الشركات التقنية. وون بلس تطرح لنا مثالًا، حيث قامت الشركة بتقليل أداء هاتف ون بلس 9 برو الرائد.

والطريقة التي استخدمتها ون بلس هي منع المعالج من استخدام أنويته عالية الأداء. أي أن المعالج سيستخدم الأنوية الأقل أداءًا حتى مع التطبيقات التي تحتاج أداء مرتفع، وبالتالي ينخفض الأداء. هذا في حين أن المعالج يضم ثمان أنوية، منهم أنوية عالية الأداء وأخرى منخفضة الأداء.

وردّت ون بلس على الأمر -وكما كان متوقعًا- بأنها قامت بذلك لتحسين استهلاك شحن البطارية. هذا حيث أن أنوية سنابدراجون 888 منخفضة الأداء تستهلك بديهيًا طاقة من الأعلى أداءًا.

ولم تكتفي ون بلس بهذا الرد المقتضب. حيث قامت الشركة بمشاركة منشور مطوّر على منتدياتها الرسمية. ولعل تبريرات الشركة كانت فعلًا في محلها. إلا أنها كانت مستفزة لشريحة أخرى من المستخدمين، خصوصًا أصحاب الخبرة التقنية.

اقرأ أيضًا: كوالكوم مستعدة للاستثمار في Arm

وبطريقة ما، ألقت ون بلس اللوم على كوالكوم. موضحة أن معالجات الوقت الحالي تقدم أداء أقوى من اللازم، وبالتالي تحتاج الشركة لإيجاد حلول أخرى لكبح هذه القوى وتقليل استهلاك الطاقة.

وبالرغم من أن ون بلس حاولت توضيح موقفها إلا أن عملية تقليل أداء الهواتف تظل مكروهة من الجميع. خصوصًا أن ون بلس تبيع هواتفها تحت شعار “Never Settle” وتعد المستخدمين بأفضل أداء ممكن.

وعانى هاتف ون بلس 9 برو من انخفاض كبير في الأداء بعد حدوث ذلك. بالرغم من أنه يحمل معالج سنابدراجون 888، والذي يعتبر المعالج الأكثر ريادة في هواتف أندرويد حاليًا.

وعملية تقليل أداء الهواتف تعد خطيرة في مفهومها. حيث أن الشركات المصنعة للهواتف قادرة على تقليل أداء هواتفها الرائدة عن بعد دون إذن أو موافقة المستخدم على ذلك. وهذا أمر غير مقبول حتى لو كان بهدف توفير استهلاك الطاقة.