الخبراء يعيدون تقييم ازدهار المؤسسات في عصر الرقمنة المتسارع في جيتكس جلوبال 2023


شهد اليوم الخامس والأخير من معرض جيتكس جلوبال 2023 اجتماع الخبراء لإعادة تقييم كيفية ازدهار المؤسسات مقابل مُوجِّه التحول الرقمي السريع، وذلك مع ختام فعاليات المعرض بنجاح.

وقد نجحت الدورة الثالثة والأربعون من معرض جيتكس جلوبال، التي أُقيمت خلال المدة الواقعة بين 16 و20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مرة أخرى ببلوغ طاقتها الاستيعابية الكاملة في مركز دبي التجاري العالمي، إذ استضاف الحدث ما يزيد على 6,000 جهة عارضة.

واحتضن معرضا (جيتكس جلوبال) و(إكسباند نورث ستار)، الذي أقيم في دبي هاربر خلال المدة الواقعة بين 15 و18 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، 41 صالة على مساحة قدرها 2.7 مليون قدم مربعة، وهذا يتجاوز النسخة السابقة بنسبة 40 في المئة.

واجتمع تحت مظلة المعرضين زهاء 1,800 شركة ناشئة ونخبة من ألمع العقول وأكثر الشركات طموحًا لتحديد الأجندات الرقمية للعالم ودراستها وتطويرها وتمكينها.

مراكز البيانات، العصب الأساسي في العصر الرقمي

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

أصدرت شركة خزنة داتا سنتر (خزنة لمراكز البيانات) خلال معرض جيتكس جلوبال 2023 تقريرًا تناول الطلب المتزايد على مراكز البيانات في ضوء الأهمية المتزايدة للتحول الرقمي من أجل نجاح الأعمال.

ووجد التقرير أن 89 في المئة من قادة الأعمال يرون أن الرقمنة سوف تؤدي دورًا حاسمًا في نجاح الأعمال، مما يفرض إعادة تقييم متطلبات مراكز البيانات. وعليه، أفاد 45 في المئة من المؤسسات الكبيرة والكبيرة جدًا بأنها تتطلع إلى توسيع بصمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها لتعزيز المرونة، في حين يطمح زهاء 36 في المئة منها إلى تعزيز مستويات الابتكار الرقمي، ويأمل 36 في المئة تقريبًا تحسين تجربة العملاء.

وأشار حسن النقبي، الرئيس التنفيذي لشركة خزنة داتا سنتر، إلى أن الثورة الرقمية أكدت الدور الجوهري للإستراتيجيات الرقمية. وأضاف أنه مع استمرار نمو الطلب على البنية التحتية الرقمية القوية، تبرز أهمية مراكز البيانات كعصب أساسي.

منصة جديدة لتبادل البيانات من شأنها تبسيط القرارات القائمة على البيانات

تعتمد الشركات والمؤسسات الحكومية الحديثة على البيانات في اتخاذ القرارات. ومع ذلك، فإنهم يواجهون تحديات متعلقة بالبيانات، مثل: نقاط تجميع البيانات (صوامع البيانات)، ومشكلات خصوصية البيانات، وتبادل البيانات عبر الحدود.

وللتغلب على هذه التحديات، أطلقت مرسيدس-بنز منصة تبادل البيانات (أسنتريك) Acentrik التي تتيح بناء منظومة بيانات آمنة ومتوافقة. وأعلنت مرسيدس-بنز خلال جيتكس جلوبال 2023 أن المنصة باتت متوفرة في دولة الإمارات بعد النجاح الذي حققته في أسواق الاتحاد الأوروبي وآسيا والمحيط الهادئ.

وتوفر (أسنتريك) فرصًا متنوعة للتعاون ونقل البيانات وتحقيق الدخل بين الهيئات المختلفة. وتكمن ميزتها الأساسية في نهج الحوسبة إلى البيانات الذي يترافق مع إمكانات الحوسبة المتطورة. ويتيح ذلك احتساب البيات على نحو آمن وخاص دون نقل البيانات الأولية. وتقوم (أسنتريك) بإحضار الخوارزميات إلى البيانات بدلًا من العكس.

ويرى جوكن كايزر، رئيس منظومات البيانات في مجموعة مرسيدس-بنز، أن منصة (أسنتريك) تُبشّر بمستقبل جديد لمشاركة البيانات ومنظومات العمل، إذ لفت إلى أهمية استخدام المنصة لدعم القرارات والإستراتيجيات القائمة على البيانات لدى المؤسسات.

التمهيد لمدن المستقبل

استضاف معرض جيتكس جلوبال 2023 جلسة حوارية مميزة بشأن مدن المستقبل الرقمية، قيّم خلالها الخبراء الشكل الذي سوف يبدو عليه العالم والمدن في عام 2050. وأكدوا أن مدينة المستقبل ستكون شبكة مترابطة من المعلومات والبيانات والمعلومات والتكنولوجيا التي ستواصل إحداث نقلة نوعية في أنماط حياتنا وعملنا وترفيهنا.

وحتى مع ما توفره من فرص عديدة، فقد حذّر الخبراء، بالمقابل، من التحديات الكامنة في بناء المدن الذكية. ولفتوا إلى إمكانية التغلب على العقبات التقنية باستخدام التكنولوجيا المناسبة. ومع ذلك، فإن تأهيل الأفراد لركوب موجة المدن الذكية يتطلب تثقيف العامة وتغيير مواقفهم جذريًا إزاء التكنولوجيا الناشئة. ونظرًا لوتيرة التقدم التكنولوجي السريعة، فمن الضروري مواكبة آخر مستجدات التكنولوجيا واتجاهها المستقبلي لتلبية احتياجات محددة بشكل فعال.

وضمت قائمة الخبراء المشاركين في الجلسة كلًا من (ديفيد تان)، مساعد الرئيس التنفيذي في شركة (جي تي سي) JTC من سنغافورة، و(أنس نعيم)، المدير العام لشركة أورانج في منطقة الشرق الأوسط وتركيا، و(دانييل دييز)، الرئيس التنفيذي لشركة (ميجا ليب) من الولايات المتحدة، والدكتور (منير زهدي)، المدير التنفيذي للتكنولوجيا ورئيس حلول المدن الذكية وإنترنت الأشياء في شركة (نوكيا) في الإمارات العربية المتحدة، و(بيتر هلافاسيك)، نائب عمدة العاصمة التشيكية براغ، و(روبرتو فرونجيا)، مدير الإستراتيجية والعمليات في شركة (تونومس كومبيوت) من المملكة العربية السعودية.

الجرائم الإلكترونية تخلّف مسار دمار عالمي للشركات

يُمكن لأضرار الجرائم السيبرانية العالمية أن ترتفع إلى 10.5 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2025. ومما يساهم في تصعيد هذه الموجة الخطرة هو تزايد حجم الهجمات السيبرانية وتعقيدها، بالإضافة إلى الاعتماد المتنامي على التكنولوجيا الرقمية، وقلة الوعي والثقافة في مجال الأمن السيبراني. ووراء هذه الإحصاءات ثمة مسار دمار عالمي للأفراد والشركات والحكومات.

وقد اجتمع كبار مسؤولي أمن المعلومات في القطاعين العام والخاص لمناقشة الطبيعة العالمية للجرائم الإلكترونية والحاجة الماسة إلى بذل جهود عابرة للحدود الوطنية. وكان من بينهم: (علي عبدالله حسن)، رئيس تقنية المعلومات في البحرين، و(سيليا مانتشياني)، رئيس أمن المعلومات في جنوب أفريقيا، و(ديميتري فان زانتفليت)، مدير الأمن السيبراني وكبير مسؤولي تقنية المعلومات في هولندا، و(جيلينا ماتون)، رئيس أمن المعلومات في لوكسمبورغ، و(روبن لينون بيلينجا)، نائب الرئيس للتوعية بأمن المعلومات وقائد التعليم والاتصالات في المملكة المتحدة، و(سانوسي درامي)، مدير الأمن السيبراني في غامبيا، و(سولومون سوكا)، المدير العام لإدارة أمن شبكات المعلومات في إثيوبيا.

وعلى غرار الفضاء السيبراني، تُعدّ الجرائم السيبرانية مجالًا لا حدود له. وفي حين يتعين على كل دولة أن تتبنى آليات الدفاع السيبراني الخاصة بها استنادًا إلى الظروف المحلية، فإن التعاون مع المجتمعات المحلية والعالمية أمر بالغ الأهمية.

وسلّط المشاركون الضوء على الحاجة إلى الدبلوماسية السيبرانية القائمة على الاتفاقيات الثنائية لتبادل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالتهديدات، مع مشاركة الحادث الذي حُدِّد في بلد واحد عبر جميع البلدان. كما أوصوا بإقامة مراكز عمليات أمنية على مستوى القارة وحتى على مستوى العالم، قد تساهم بقطع شوط كبير في حماية العالم والبشرية جمعاء.