انطلق منتدى التقنية الرقمية في يوم 18 أكتوبر تحت شعار “برمجيات رائدة لاقتصاد رقمي مزدهر” في نسخته الثالثة في العاصمة الرياض في المملكة العربية السعودية، برعاية معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه؛ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، رئيس مجلس إدارة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية.
شهد المؤتمر خمس جلسات حوارية قوية حول البرمجيات، والتحول الرقمي، وسنستعرض في هذا التقرير تفاصيل الجلسة الحوارية الخامسة والأخيرة؛ التي كانت بعنوان: “الاختبار والجودة في البرمجيات”.
الحوار كان بين الأستاذ عبد العزيز المقرن وهو خبير تقني والرئيس التنفيذي لشركة جيف التقنية، وضيفه المهندس عمر السيد، مستشار لمجلس الإدارة في شركة (Test Crew) وأيضًا عضو في مجلس إدارة ثلاث شركات تقنية كندية.
انطلق الحوار بين الطرفين بداية مع سؤال من الأستاذ عبد العزيز المقرن وهو: ما أكبر التحديات التي تواجه عالم اختبار البرمجيات؟ وأجاب عن هذا السؤال المهندس عمر السيد قائلًا: “دعني أجيب عن سؤالك، التحدي في اختبار البرمجيات أو البرامج هو التحدي ذاته الذي يواجهه كل المطورين، في الواقع التحدي الأول هو فهم المتطلبات ويجب أن تُفهم المتطلبات من قبل كافة الفريق وليس فقط المحلل أو مصمم البرمجيات أو المختبِر بل الفريق بأكمله ينبغي أن يدرك المتطلبات ويفهمها. والتحدي الثاني، هو إطلاق البرمجيات في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية. والتحدي الثالث سيكون إطلاق البرمجيات بجودة عالية، وللجودة وجهان هناك الجودة الوظيفية وهناك تجربة المستخدم”.
انتقل الأستاذ عبد العزيز المقرن إلى سؤال آخر وهو: إحدى الممارسات الشائعة في مجال البرمجيات هي أن يكون المبرمج نفسه هو المختبر للنظام التقني ما رأيك بهذه الممارسة؟
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
أجاب المهندس عمر السيد عن ذلك السؤال قائلا: “قديمًا كنا نتبع نموذج الشلال (Watefall) – واسمحوا لي أن أشرح ما هو – كان نموذج الشلال قبل 10 سنوات وهو فكرة أن يكون لديك فرق مقسمة تعمل بتسلسل، فعلى سبيل المثال هناك محللو النظام وتستغرق وظيفتهم من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ثم يستغرق المصممون من أربعة إلى خمسة أشهر، ثم يأتي دور المختبرين الذين يحتاجون أيضًا إلى أربعة أشهر أخرى بحيث تقضي عامًا في إجراء التطوير والاختبار وعادةً ما يتم ضغط دورة الاختبار في النهاية، وعادةً تريد أن تطلق المنتجات قبل أن ينتهي الاختبار، لأنك تعلم أن هناك وقتًا للتسويق وأن هناك إيرادات مرتبطة بالإطلاق، لكن في النموذج الجديد، تريد حقًا التأكد من أن الجميع يؤدي عمله على أتم وجه، لذلك تحدثنا في الجلسات السابقة عن (DevOps)، وعن نظام (Agile) حيث لديك فرق أصغر بكثير ولكن كل شخص متخصص، لديك المصممين والمحللين الذين يؤدون عملهم ويقدمون العمل إلى المختبرين المتخصصين. لا أمانع رؤية المصممين أو مهندسي البرمجيات يقومون بإجراء الاختبارات الخاصة بهم، ولكن إذا كنت تريد الادعاء بأنهم فعلوا كل شيء، فإننا نحتاج إلى رؤية بعض الشهادات مثل: شهادة ISTQB (شهادة ISTQB هي بيانات اعتماد توضح أن لديك معرفة كاملة أو معرفة محددة ومهارات في اختبار البرمجيات). ففي النهاية أنت كمبرمج أو مصمم بحاجة إلى التأكد من أنك تفعل كل شيء بشكل صحيح، وإذا قمت بذلك فسوف تكسر منهجية العمل ولن يكون هناك تصميم برمجيات ولن يكون هناك منهجية Agile”.
انتقل الأستاذ عبد العزيز إلى نقطة أخرى قائلًا: بناء على خبرتك العالمية ما شاء الله، لنتكلم في موضوع العلاقات بين الشركات الكبرى وما المعوقات التي تواجهها؟
أجاب المهندس عمر السيد عن هذا السؤال المهم قائلًا: “قدم لنا السيد رائد هذا الصباح أرقامًا تقول إن سوق التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية يبلغ 100 مليار ريال سعودي أي ما يعادل قدره 30 مليار دولار أمريكي، وتقول بعض الإحصائيات الأخرى أن حصة البرمجيات الخاصة بالبرمجيات التجارية فقط تبلغ حوالي 1.6 مليار دولار. كانت هذه الإحصائية في عام 2021، ولكن في المملكة العربية السعودية عام 2021 يُعد قديما بعض الشيء والآن ربما تضاعف المبلغ. النقطة المهمة هي أن الشركات السعودية المحلية بحاجة إلى الانتقال إلى المستوى التالي من حيث بيع وتسويق خدماتها، وقد سمعنا هذا الصباح أن هناك 28 دولة تقبل المنتجات السعودية وأعتقد أن هذه ليست سوى البداية. صناعة البرمجيات لا حدود لها، لا يهم إذا كان المصمم في الولايات المتحدة أو في المملكة العربية السعودية أو في شرق آسيا، فالبرمجيات عالمية، ويمكنك القيام بعملك في أي مكان في العالم، وسيكون العصر الجديد هو عرض الابتكار الذي يحدث حقا في المملكة العربية السعودية بسبب جيل الشباب وجميع الخريجين الجامعيين الجدد، وبسبب ما لاحظته في السنوات العشر الماضية، فيما يتعلق بأساليب التفاوض بين الأطراف. فعندما يلتقي المسؤولون بالموردين، تتغير المفاوضات كليًا، وهذا يعني أنه لم يعد سوقًا استهلاكية، بل سوق إنتاج وسوق ابتكار”.
كما انتقل الأستاذ عبد العزيز المقرن نحو سؤال آخر، وهو: هل يمكنك مشاركة بعض قصص النجاح بناء على خبرتك الواسعة في مجال الجودة واختبار البرمجيات؟
أجاب المهندس عمر السيد قائلًا: “في الواقع، اخترت تطبيقين كمثال على مدى نضج السوق السعودي، وهما مدرستي وتوكلنا. بالنسبة لي، تحول الأمر من مجرد تطبيق يمكنك من خلاله حجز مواعيد إلى تطبيق ضروري لنشاطك اليومي، وليس ذلك فحسب، أعتقد أن هناك 30 مليون شخص في المملكة العربية السعودية يغمرون هذه المنصة بالطلبات، ومع ذلك حُدثت المنصة بسرعة عالية. كان هناك تحديث لإصلاح المشكلات بسرعة حتى وصلنا إلى النقطة التي عرفنا فيها أنها قوية جدًا وأعتقد أنها منصة عالمية المستوى. مدرستي هي مثال آخر حيث يقوم ملايين الطلاب بإمطار النظام بتسجيلات الدخول، مع المقاطع المرئية وهو ما سيضغط على الشبكة أكثر من غيره، ومع ذلك فقد سارت الأمور بسلاسة لدرجة أن طلابنا أو أطفالي الآن يعتقدون أن التعليم الآن أصبح عبر الإنترنت. بالمناسبة، هذا جيلهم وأنا أتفق مع ذلك. إذن، سيخبرك هذان المثالان مدى أثر هذه المنصات الكبرى في السعودية، التي صنعها واختبرها كادر محلي وأدارتها فرق محلية”.