خلُصت مجموعة من العلماء في دراسة جديدة نُشرت في مجلة (نيتشر ماشين إنتليجينس) Nature Machine Intelligence إلى أن روبوتات الدردشة المبنية على تقنية الذكاء الاصطناعي مفيدة فقط إذا كنت تعتقد أنها كذلك.
وتأتي هذه الدراسة بعد أن أثبتت تجربتنا لروبوتات الدردشة أنها مختلطة على نحو لا يُصدَّق، فقد تشعر في بعض الأحيان كما لو كنت تتحدث إلى شخص حقيقي يمكنه تقديم رؤى ونصائح حقيقية، ولكن، في أحيان أخرى، قد تؤدي المحادثات إلى الشعور بالإحباط، إذ تُخفق الخوارزميات في الرد؛ فَتَهْذي أو تُقدَّم ادعاءات كاذبة.
ولكن ماذا لو كانت تجربتنا لروبوتات الدردشة تعكس توقعاتنا قبل البدء بهذه المحادثات؟
في الدراسة الجديدة، وجد فريق من الباحثين من مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتقنية MIT Media Lab أن تجربة الناس مع الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تعكس نظرتهم إليه.
وقال (بات باتارانوتابورن)، من مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتقنية، والمؤلف المشارك للدراسة، لمجلة (ساينتفيك أمريكان) Scientific American: «الذكاء الاصطناعي مرآة».
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وأضاف: «أردنا أساسًا قياس تأثير العلاج الوهمي للذكاء الاصطناعي. وأردنا أن نرى ما سيحدث إن كان لديك تصور معين عن الذكاء الاصطناعي، وكيف سيظهر ذلك في تفاعلك؟».
وفي واحدة من التجارب، قسّم الفريق 300 مشارك إلى ثلاث مجموعات، طُلب من المشاركين جميعهم استخدام التقنية الناشئة لتلقي دعم الصحة العقلية وقياس مدى فعاليتها في تقديم ذلك الدعم.
ومع ذلك، طُلب من المشاركين في كل مجموعة أن يتوقعوا تجارب مختلفة مع أنهم سيواجهون جميعهم إما نموذج اللغة الكبير (جي بي تي-3) GPT-3 من شركة (أوبن أي آي) OpenAI، أو (إليزا) ELIZA، وهو ذكاء اصطناعي أبسط قائم على القواعد، ولم يُتلاعب بأي منهما بأي شكل من الأشكال.
ووفقًا للصحيفة، قيل للمجموعة الأولى إنه ليس للذكاء الاصطناعي دوافع، في حين قيل للثانية إن التقنية دُرِّبت لإظهار التعاطف، وقيل للثالثة إن لدى التقنية «نوايا خبيثة وتحاول التلاعب بالمستخدم أو خداعه».
وكانت النتائج مذهلة، إذ أفاد غالبية المشاركين في المجموعات الثلاث أن تجربتهم كانت متوافقة مع ما قيل لهم أن يتوقعوه.
وقال (باتارانوتابورن) لمجلة (ساينتفيك أمريكان): «عندما يعتقد الناس أن الذكاء الاصطناعي يهتم بهم، فإنهم يصبحون أكثر إيجابية تجاهه». وأضاف أن «التغذية الراجعة المعززة» أدّت إلى أن يغير المشاركون نظرتهم تجاه الذكاء الاصطناعي اعتمادًا على ما قيل لهم.
ويشير (باتارناوتابورن) وزملاؤه إلى أن الطريقة التي ترى بها الثقافات بأكملها هذه التقنية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى التأثير في كيفية استخدام التقنية وتطويرها بمرور الوقت.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: «وجدنا أن النموذج العقلي يؤثر بدرجة كبيرة في تقييمات المستخدمين ويؤثر في سلوك كل من المستخدم والذكاء الاصطناعي».
وأوضح الباحثون أن هذا النموذج العقلي هو نتيجة للخلفية الثقافية للفرد، والمعتقدات الشخصية، والسياق الخاص للموقف.