شركة ماسك لشرائح الدماغ تواجه تحقيقًا بشأن إساءة معاملة الحيوانات

أفاد تقرير جديد نشرته وكالة رويترز اليوم الثلاثاء بأن شركة نيورالينك Neuralink التابعة للملياردير إيلون ماسك، والمتخصصة في شرائح الدماغ، تواجه تحقيقًا فيدراليًا بشأن تعاملها مع الحيوانات المستخدمة في تجاربها.

وذكرت رويترز أن المفتش العام لوزارة الزراعة الأمريكية فتح حديثًا تحقيقًا مع الشركة. ويركز التحقيق، الذي ذكرت الوكالة أنه من غير الواضح مدى اتساع نطاقه، على الانتهاكات المحتملة لقانون رعاية الحيوانات.

وفي مقابلات لرويترز مع أكثر من 20 موظفًا حاليًا وسابقًا لدى شركة نيورالينك، ذكرت بالتفصيل مجموعة من المخاوف بشأن رفاهية الحيوانات. ويتضمن ذلك تقارير عن أنه في تجربة واحدة فقط وُضع في 25 من أصل 60 خنزيرًا جهاز بالحجم الخطأ، في حين أنه في حالة أخرى، وُضعت الأجهزة في الفقرات الخطأ في خنزيرين منفصلين، مما أدى إلى أن يُقتل أحدهما لإنهاء معاناته.

وتهدف نيورالينك إلى تطوير طرائق يتفاعل بها الدماغ البشري مباشرةً مع أجهزة الحاسوب للمساعدة في علاج مجموعة من الحالات العصبية، وحتى مساعدة المرضى المصابين بالشلل على المشي، أو الذين فقدوا البصر على الرؤية.

وحتى الآن، قدمت الشركة عددًا من العروض التوضيحية العامة لتقنيتها التي تستخدمها في الحيوانات، ومن ذلك إظهار قرد يلعب بونج Pong على الحاسوب بواسطة دماغه، وقرد آخر يكتب على الحاسوب باستخدام شريحة في دماغه.

ومن الشائع أن تُقتل الحيوانات المستخدمة في الاختبارات العلمية بعد الانتهاء من التجارب، حتى أن تشريح جثثها قد يوفر مزيدًا من البيانات. ولكن موظفي نيورالينك الحاليين والسابقين الذين قابلتهم رويترز قالوا إن أخطاء الاختبارات قد تؤدي إلى وفيات زائدة لأنها تتطلب أن تُعاد الاختبارات كثيرًا. كما أنها قد تجعل البيانات الناتجة أقل دقةً.

وذكرت رويترز أن شركة نيورالينك قتلت نحو 1,500 حيوان منذ عام 2018، ومع ذلك، لا يُعد أي من هذا دليلًا قاطعًا على ارتكاب مخالفات، حتى أن الوكالة أشارت إلى أن الشركة اجتازت جميع عمليات التفتيش التي أجرتها وزارة الزراعة الأمريكية، ولكن ورد أن الموظفين أثاروا مخاوف داخل الشركة من أن مساعي ماسك لتحقيق تقدم سريع قد أنتجت بيئة مليئة بالموظفين غير المهيأين والمرهقين الذين يسابقون الزمن للوفاء بالمواعيد النهائية.

ويُقال إن محاولات ماسك لتحفيز الموظفين على العمل على نحو أسرع تتضمن إخبار الموظفين بتخيل أن لديهم قنبلة مثبتة على رؤوسهم. وتقول رويترز إن الرئيس التنفيذي كتب أيضًا في رسالة بريد إلكتروني في شهر شباط/ فبراير من العام الحالي: “بصورة عامة، فإننا ببساطة لا نتحرك بالسرعة الكافية. إنه يقودني إلى الجنون”.

أما ماسك، فقد أعلن أنه متفائل بشأن احتمال أن تبدأ نيورالينك التجارب البشرية في المستقبل القريب، وحديثًا قال إنه يأمل أن يُثبت الجهاز في رأس إنسان خلال الأشهر الستة المقبلة، مع أنه كان يأمل ذلك عام 2020، ثم في عام 2021، ثم في العام الحالي.

وسبق أن واجهت نيورالينك انتقادات بسبب معاملتها للحيوانات، ففي وقت سابق من العام الحالي، ادعت منظمة غير ربحية تسمى لجنة الأطباء للطب المسؤول، التي تعارض استخدام الحيوانات في التجارب الطبية، أن علماء في جامعة كاليفورنيا عاملوا، في دراسة مولتها نيورالينك، القرود المشاركة في إحدى التجارب على نحو غير إنساني. وردت نيورالينك على الادعاءات بالقول إن المرافق والرعاية في جامعة كاليفورنيا لبّت ولا تزال المعايير الفيدرالية المفروضة”.