تعرضت شركة فيسبوك لعدد من الصدمات المتتالية في الفترة الأخيرة. وقد بدأ الأمر مع تسريب ما يعرف بملفات فيسبوك Facebook Files على يد شخص مجهول، وقد ظهرت تلك الملفات ضمن جريدة وول ستريت جورنال، والتي تعد مصدرًا موثوقًا.
وقد ناقشت هذه الملفات حقائق صادمة حول كيفية تعامل الشركة مع المراهقين. كما أن منصة إنستاجرام التابعة للشركة كانت – وطبقًا للتسريبات – تصدر للأطفال والمراهقين محتوى غير مناسب. وذلك إلى جانب وصفها بأنها منصة سامة.
ولاحقًا تم الكشف عن مصدر التسريب، وهي مديرة المشروعات السابقة ضمن الشركة. وكذلك فقد نشرت شركة فيسبوك دليلًا شاملًا بما يخص الصحة النفسية للمراهقين والأطفال على إنستاجرام.
اقرأ أيضًا: فيسبوك تبطئ تطوير المنتجات والميزات الجديدة
وقد تواصلت منصة The Verge مع عدد من الموظفين داخل الشركة، ولعل أفضل ما كان يمكن لفيسبوك فعله هو إتاحة Facebook Files لجميع المستخدمين بمجرد بدء المشكلة، نظرًا لأنها تسربت على أي حال.
ولعل واحدة من أهم المشكلات التي تعلقت بهذه القضية هي أن فيسبوك قد اتخذت قرارها بإخفاء تلك الملفات عن العامة. وتلك الملفات – والتي تقدر بعشرات الآلاف – قد تضمنت نتائج لدراسات أتممتها الشركة بنفسها وتوصلت بها إلى نتائج سلبية حول مستوى الضرر النفسي الذي تسببه منصاتها.
اقرأ أيضًا: زوكربيرج يرفض الادعاءات بشأن فيسبوك
كان على فيسبوك نشر Facebook Files
يمكن وصف هذه المشكلة بأنها أكبر مشكلات الشركة منذ فضيحة كامبريدج أناليتيكا. وبشكل عام فإن المشكلات المتعلقة بأمان المستخدمين الرقمي وخصوصيتهم هي آخر المشكلات التي تود شركة مثل فيسبوك أن تتعرض لها.
ولعل إطلاق الشركة لملفات Facebook Files بنفسها كان سيجعل الوضع أقل ضررًا على الشركة. لأن حدوث ذلك كان سيعبر عن شفافية الشركة ورغبتها الفعلية في إصلاح الأخطاء.
اقرأ أيضًا: تيليجرام تكتسب 70 مليون مستخدم جديد في يوم واحد
وقد زاد الأمر سوءًا توقف جميع خدمات ومنتجات الشركة لما وصل إلى ست ساعات. ولعل البعض يرى أن هناك علاقة بين المشكلة الأخيرة وبين توقف الخدمات، إلا أن هذا لازال أمرًا غير معلومًا.
وستبدأ الشركة ومديرها التنفيذي في التعرض قريبًا للمساءلات القانونية وجلسات الاستماع في محاولة لمراقبة تحركات الشركة. ولا ننسى أن الملفات المسربة قد كشفت بشكل رئيسي عن أمرين، والأول هو أن فيسبوك تهتم بالربح والنمو كأولوية، ومن ناحية أخرى فهي لا تمنع خطاب الكراهية أو الأذى إن كان ذلك سيؤثر على الأرباح.
وإلى جانب ذلك تضمنت Facebook Files معلومات عن أمور مثل الاستقطاب، والتردد في أخذ لقاحات كورونا، والتأثير السلبي على ثقة المراهقين في أنفسهم، والمزيد.
وقد غيرت منصات الشركة من خوارزمياتها أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة لتعظيم الزيارات ومستويات التفاعل، لأن أي منصة تواصل اجتماعي لا يمكنها أن تحقق ربحًا أو نموًا دون مستويات تفاعل مرتفعة.
اقرأ أيضًا: فساد فيسبوك ينكشف وهي في أضعف حالاتها