تم تقديم القرص المرن للمرة الأولى منذ خمسين عامًا. وقد تم ذلك على يد شركة IBM الرائدة في صناعة الإلكترونيات. وأتى هذا المنتج الثوري حينها باسم IBM 23FD، وبمرور السنوات تحول هذا المنتج إلى أيقونة تقنية متكاملة.
وأتى القرص المرن لحل مشكلة كبيرة تعرضت لها شركة IBM في ستينيات القرن الماضي. حينما قدمت الشركة أجهزة حواسيب رئيسية “Mainframes”، وكانت تحتاج الشركة لوسيلة سريعة لتحميل نظام التشغيل على هذه الأجهزة.
ومع حلول العام 1967 بدأت الشركة في إجراء الأبحاث للتوصل إلى حل لهذه المشكلة. وقد تم تقديم الحل أخيرًا على شكل ذاكرة خارجية قابلة للإزالة. إلى جانب قدرتها للاحتفاظ بالبيانات دون الحاجة للطاقة. ونجح فريق من مهندسي IBM في الوصول لذلك بقيادة David L. Noble.
اقرأ أيضًا: IBM تجعل الحواسيب الكمومية أكثر عملية
القرص المرن على مر التاريخ
مرت فكرة IBM بمراحل من التطوير والتحضير. وكانت الشركة حينها تمتلك مهندسين أكفاء فعلًا. إلى أن جاء العام 1971، والذي تم خلاله تقديم القرص المرن لأول مرة كمنتج تجاري.
وأتى القرص بشكل مربّع وبقياس 8 بوصة. بينما كان قادرًا على الاحتفاظ بمساحة 80 كيلوبايت فقط من البيانات. وقرص 23FD كان فعلًا محدودًا، وكان قابل فقط لقراءة البيانات وليس كتابتها، وحينها أشارت IBM للمنتج باسم “Magnetic Recording Disk” و”“Magnetic Disk Cartridge”.
إلا أن الاسم الأسهل والذي بقى معنا حتى اليوم هو “القرص المرن”. حيث أطلقت IBM هذا الاسم على قرصها لأنها كان مرنًا وسهل الاستخدام والحمل، وليس ضخمًا أو مصنوع من المعدن مثل الأقراص التخزينية في ذاك الوقت.
وبعدها وفي عام 1973 أطلقت IBM الإصدار الثاني المحسّن من القرص تحت اسم “IBM Diskette”. وهذا الإصدار قدم لأول مرة إمكانية القراءة والكتابة على القرص وليس القراءة فقط.
وشكل هذا القرص ثورة في مجال تخزين البيانات حينها. حيث أن القرص الواحد كان يكافئ 3,000 بطاقة مثقبة. وهي وحدة التخزين التي كانت تستخدم قبل ذلك.
اقرأ أيضًا: IBM و Fujifilm تطوران شريطًا مغناطيسيًا بسعة 580 تيرابايت
إصدارات القرص المرن ووصوله للمستخدمين
وكما سلف الذكر، تم توجيه هذا المنتج في بادئ الأمر للحواسيب الرئيسية والمستخدمة في المجالات الصناعية والهندسية. إلا أنه قد وجد طريقه لاحقًا للمستخدمين العاديين أصحاب أجهزة الحاسب الشخصي التقليدية.
ولاحقًا ومع تطور التقنية، وتحديدًا في عام 1976، أصبحت الأقراص المرنة أصغر حجمًا. حيث نجح Shugart Associates في ابتكار قرص مرن بقياس 5.25 إنش.
وقد ساهم جهاز Apple II من شركة آبل في زيادة انتشار الأقراص المرنة. حيث أنه كان يدعم تشغيلها، ولاحقًا ومع مرور الوقت أصبحت الأقراص المرنة من أهم مكونات أجهزة الحاسب الشخصي، خصوصًا في مجالات الأعمال.
وقد ظهرت أشكال كثيرة من الأقراص المرنة على مدار التاريخ، حيث أن الشكل الأول كان ذو قياس 8 إنش والذي تحدثنا عنه، ولاحقًا إصدار IBM Diskette المحسّن منه. إلى أن وصلنا إلى إصدار 5.25 إنش. لكن لاحقًا في عام 1982 تم تقديم إصدار جديد بقياس 3 إنش فقط.
ووصل هذا القرص لقياس 2 إنش لاحقًا في 1989، وآخر إصداراته كان Imation SuperDisk بقياس 3.5 بوصة في عام 1996 وكان يأتي مع سعة تخزينية 120 ميجابايت فقط.
اقرأ أيضًا: سامسونج تطلق أكبر قرص تخزين SSD بسعة 8 تيرابايت للمستهلكين
تحول القرص المرن إلى أيقونة
استخدم ملايين المستخدمين أقراص فلوبي ديسك منذ بدايات الثمانينيات ووصولًا لنهايات التسعينيات. وهو ما جعل برامج الحاسب الشخصي في هذا الوقت تصف خيار الحفظ بأيقونة القرص المرن.
وحتى وقتنا الحالي لازال الوضع كذلك في عدد ضخم من برامج الويندوز. منها برامج مايكروسوفت أوفيس وغيرها وهو أمر تم الاعتياد عليه. لدرجة أن Bill Gross قد غرد مازحًا، وذكر أن طفل قد رأى معه القرص المرن وقال له: “هل قمت بطباعة أيقونة الحفظ بالطابعة ثلاثية الأبعاد؟”.
اقرأ أيضًا: طائرات بوينج 747 تتلقى التحديثات المهمة عبر الأقراص المرنة