كيف تسبب روبوت ChatGPT في تسريب أسرار شركة سامسونج؟

منذ أن ظهر روبوت الدردشة (ChatGPT)؛ وبدأ الجميع بالبحث عن طرق للاستفادة منه سواء في العمل أو الدراسة أو أداء المهام اليومية، ولكن الشركات انقسمت حول استخدام موظفيها ChatGPT أثناء العمل فمنها من سمحت للموظفين باستخدامه أثناء العمل، ومنها من حظرته، وقد كانت شركة سامسونج من بين الفئة الأولى التي سمحت باستخدامه، لكنها تواجه الآن مشكلة كبيرة بسبب هذا القرار.

لقد سمح قسم أشباه الموصلات في شركة سامسونج للمهندسين باستخدام روبوت (ChatGPT) للتحقق من كود المصدر، ولكن الموظفين شاركوا معلومات سرية عن طريق الخطأ أثناء استخدام الروبوت للمساعدة في العمل.

فقد شارك الموظفون مع روبوت (ChatGPT) معلومات سرية؛ مثل: كود المصدر لبرنامج جديد تعمل عليه الشركة، وبيانات ملاحظات الاجتماعات الداخلية المتعلقة بأجهزة سامسونج، وكانت المحصلة هي أنه في أقل من شهر، كانت هناك ثلاث حوادث مسجلة لموظفي سامسونج الذين قاموا بتسريب معلومات حساسة عبر ChatGPT.

كيف تسبب ChatGPt في تسريب أسرار شركة سامسونج؟

قد جاءت الحالات الثلاث لاستخدام الموظفين الروبوت كالتالي؛ في الحالة الأولى: أدخل موظف كود المصدر لبرنامج جديد في الروبوت بحثًا عن الأخطاء، وفي الحالة الثانية: أدخل موظف سلسلة من سلاسل الاختبارات الشديدة السرية لتحديد الشرائح المعيبة وطلب المساعدة في التحسين، وفي الحالة الثالثة: استخدم موظف أداة الذكاء الاصطناعي (Naver Clova) لتحويل اجتماع مسجل للشركة إلى مستند، ثم طلب من روبوت (ChatGPT) تحويله إلى عرض تقديمي.

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

ونظرًا إلى أن روبوت (ChatGPT) يحتفظ بالبيانات التي يدخلها المستخدم لتدريب نفسه باستمرار، فإن هذه الأسرار التجارية الخاصة بشركة سامسونج أصبحت الآن في يد شركة OpenAI المطورة للروبوت. ولا شك أنه يمكن لأي نوع من تسريب البيانات أن يتسبب في كارثة للشركة المعنية، خاصة أن المنافسة شرسة جدًا في صناعة أشباه الموصلات.


Sigma – Mobile

T2-M-II

Msgat – Mobile

T2-M-IIII

m-MT-4

ماذا فعلت سامسونج لحماية أسرارها؟

تحقق سامسونج في ظروف الحوادث الثلاث، وإذا لزم الأمر ستعاقب المديرين التنفيذيين والموظفين الذين تسببوا في حادث تسريب بيانات الشركة، على الرغم من أنها من سمحت لموظفيها باستخدام الأداة من البداية.

وقد أخطرت شركة سامسونج مديريها التنفيذيين وموظفيها بهذه المعلومات وطلبت منهم توخي الحذر بشأن استخدام روبوت ChatGPT، من خلال إشعار داخلي، وقالت الشركة: “بمجرد إدخال المحتوى في ChatGPT؛ تُنقل البيانات إلى خادم خارجي وتُخزن فيه، ما يجعل من المستحيل على الشركة استردادها”.

بالإضافة إلى ذلك؛ تضع شركة سامسونج سلسلة من الإجراءات الوقائية لمنع حدوث تسريبات مماثلة في المستقبل، إذ أبلغت الشركة مسؤوليها التنفيذيين وموظفيها أنه في حالة وقوع حادث مماثل حتى بعد اتخاذ تدابير الحماية، ستحظر الوصول إلى ChatGPT عبر شبكة الشركة نهائيًا.

واستجابة لما حدث؛ تعمل شركة سامسونج الآن على تطوير تطوير أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على غرار ChatGPT للاستخدام الداخلي فقط بحيث يمكن للموظفين الحصول على مساعدة سريعة دون التضحية بأسرار الشركة.

وقد ذكر تقرير من مجلة الإيكونوميست النسخة الكورية أن سامسونج طبقت إجراءات طارئة مثل الحد من سعة التحميل إلى 1024 بايت لكل سؤال في الروبوت بعد اكتشاف التسريبات.

استخدام الموظفين ChatGPT في عملهم:

وجدت دراسة استقصائية حديثة شملت أكثر من 11 ألف شخص في منصة (Fishbowl) – وهي شبكة اجتماعية للمهنيين – أن نسبة 43% من الموظفين يستخدمون الآن أدوات مثل: ChatGPT أثناء العمل، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 27% في استخدام الموظفين لأدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة باستطلاع Fishbowl الذي أجرته في أوائل يناير 2023.

كما ذكرت الدراسة أيضًا أن نسبة 70% من الموظفين الذين يستخدمون هذه الأدوات – وهي نسبة ليست بالقليلة – يستخدمونها خفية دون علم مديريهم في العمل. وقد شملت الدراسة أكثر من 11700 موظف يستخدمون تطبيق Fishbowl، من شركات كبرى مثل: أمازون، وجوجل، وميتا، وتويتر، و IBM، و JPMorgan، وغيرها من كبرى الشركات.

من ناحية أخرى؛ تعتقد سامسونج أن منظومة أشباه الموصلات يمكن أن يتغير وفقًا للذكاء الاصطناعي التوليدي، وتحث الإدارة على الاستجابة لهذه التغييرات، لذلك عقدت في الثاني والعشرين من الشهر ندوة عبر الإنترنت لجميع المديرين التنفيذيين حول موضوع “ظهور ChatGPT، والمستقبل الذي يتغيير عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأكد (Jong-Hee Han) نائب رئيس مجلس الإدارة في سامسونج على أهمية ChatGPT والحاجة إلى زيادة فهم الذكاء الاصطناعي التوليدي.