كيف تغيرت طبيعة عمل مطوري البرمجيات مع مرور الوقت

يعتبر مجال تطوير البرمجيات من أهم مجالات العمل حول العالم. وهذا نظرًا للتطور التقني المستمر والاعتماد الكبير على البرمجيات والأنظمة من الحكومات، الشركات والأفراد، ودور مطوري البرمجيات هو الدور الأساسي في تطوير هذه الأنظمة.

ويظن الكثيرين أن مطوري البرمجيات لا يعملون سوى على كتابة التعليمات البرمجية وتطوير البرامج والتطبيقات. لكن هذا لم يعد صحيحًا. على الأقل في الوقت الحالي. حيث أن مهامهم قد زادت بشكل كبير في السنوات السابقة، وهو أمر طبيعي نظرًا لتكامل المجالات التكنولوجية مع قطاع الأعمال.

وفي الوقت الحالي، أصبح مطوري البرمجيات مضطرين لفهم أبعاد إضافية لقطاعات الأعمال. إلى جانب تقنيات التواصل الحديثة والعمل التعاوني.

اقرأ أيضًا: أهم لغات البرمجة التي تستحق الدراسة في 2021

تغير مجال تطوير البرمجيات

أصبح المطورين الآن في حاجة لإدارة المشاريع والمشاركة في التخطيط لها. إلى جانب حاجتهم للتواصل المستمر مع أشخاص غير عاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات من الأساس. وهو ما يحتاج منهم قدرة على الشرح لغير المتخصصين.

والحاجة لهذا التغيير قد ظهرت بعد الفشل المستمر الذي حققته برمجيات عديدة. هناك شركات قد استثمرت ملايين الدولارات وسنوات من العمل في برامج وأنظمة، وبعد الانتهاء منها لم تكن بالجودة المطلوبة.

وقد ألقي اللوم على مطوري البرمجيات من أكثر من ناحية. وهذا لأنهم لم يكونوا قادرين على مشاركة مستوى التقدم في عمليات التطوير بالشكل الصحيح. وهو ما أثر على التوقعات الإدارية والخطط طويلة الأجل.

وفي العادة، الشركات المطورة للبرمجيات تقوم بتحديد خطة العمل والأهداف من التطبيق. بينما يكتفي المطورين بالعمل على برمجته وتجهيزه للإطلاق. وهنا يجب أن يحدث تواصل بين القطاعين الإداري والتكنولوجي.

اقرأ أيضًا: ما هي لغات البرمجة؟ و ما هي أنواعها؟

مطوري البرمجيات الآن وسابقًا

يمكن تصنيف مطوري البرمجيات إلى نوعين. النوع الأول هو المطور التقليدي، وهو الذي يتقن لغات البرمجة وأساليبها ويستطيع تقديم حلول للمشاكل فعليًا من خلال برمجياته.

والنوع الثاني هو مطور البرمجيات المعاصر، والذي يتقن كل ما يتقنه المطور التقليدي إلى جانب فهمه لقطاع الأعمال وامتلاكه للمهارات المطلوبة في العمل الإداري والتجاري.

وفي الوقت الحالي ظهرت طرق وأساليب برمجية عديدة، وهي التي قد جعلت مطوري البرمجيات عمومًا وأصحاب الخبرات البرمجية خصوصًا قادرين على تطوير البرمجيات بدون الحاجة لإتقان لغات برمجية بأكملها.

وهذه الطرق لن تهدد مهنة تطوير البرمجيات، بالعكس، هذه الطرق ستجعل سير العمل أسهل وأكثر سلاسة، لكنها من ناحية أخرى ستعظم الحاجة لاكتساب مهارات الأعمال والإدارة نظرًا لتضاؤل أهمية مهارات البرمجة ولو نسبيًا.

إقرأ أيضاَ: لماذا تعتبر لغة بايثون ضرورية للعمل في مجالات علوم البيانات وكيف تتعلمها؟

تطوير البرمجيات عبر Low-Code

مفهوم Low-Code في تطوير البرمجيات هو مفهوم يعتمد على الأتمتة. وهذه التقنية تعمل على جعل جزء كبير من التطبيقات يعمل بشكل أوتوماتيكي. وهذا سيؤدي بالطبع لتقليل الاعتماد على التعليمات البرمجية (الأكواد) المكتوبة من طرف المبرمجين.

وهذه التقنية هي سلاح ذو حدين، حيث أنها ستسهل من عمل المطورين من ناحية، لكن -وكما سلف الذكر- تقلل من أهمية كتابة التعليمات البرمجية بشكل يدوي، كما أنها ستشكل مدخل لغير المحترفين لمجال البرمجة،

وهذا النوع من البرمجة ليس بوليد الأمس. بل أنه متواجد منذ فترة، إلا أنه قد حصد الاهتمام من جميع النواحي في السنوات السابقة خصوصًا بعدما قالت جارتنر أن 75% من الشركات الضخمة ستستخدم على الأقل 4 أدوات تعتمد على Low-Code قبل عام 2025.

اقرأ أيضًا: Sphero indi .. روبوت لتعليم الأطفال البرمجة