أفادت بعض التقارير خلال الأيام الماضية أن شركة مايكروسوفت تتطلع إلى إضافة روبوت الدردشة ChatGPT – الذي يعتمد في عمله على الذكاء الاصطناعي، والذي طورته شركة OpenAI – في مجموعة من تطبيقات أوفيس المكتبية، وهي: الوورد (Word)، وبوربوينت (PowerPoint)، وأوتلوك (Outlook).
وأفادت تقارير سابقة أن مايكروسوفت تخطط لإطلاق نسخة من متصفح الويب التابع لها بينج (Bing) تستخدم فيها (ChatGPT) للإجابة عن استعلامات البحث.
وأمس أفاد موقع (SEMAFOR) نقلًا عن مصادر مطلعة بأن شركة مايكروسوفت تُجري محادثات لاستثمار 10 مليارات دولار أمريكي في شركة OpenAI التي استثمرت فيها مليار دولار عام 2019.
كل هذه الأخبار تضعنا أمام سؤال مهم، كيف سيغير الذكاء الاصطناعي تطبيقات العمل التي تستخدمها ملايين الشركات حول العالم، خاصة وأن جوجل ستدخل المنافسة قريبًا جدًا حيث تعمل حاليًا على دمج إمكانات (الذكاء الاصطناعي التوليدي) Generative AI الخاصة بها في تطبيقاتها السحابية Google Workspace؟
هل سنرى Clippy يعمل بالذكاء الاصطناعي؟
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ذَكر خبر دمج روبوت ChatGPT في الورود جيل التكنولوجيا السابق بالمساعد (كليبي) Clippy – الذي أطلقه بيل جيتس عام 1997 – والذي كان عبارة عن واجهة مستخدم ذكية متوقفة مع مايكروسوفت أوفيس على هيئة رمز متحرك تفاعلي في شكل مشبك ورقي تساعد المستخدمين، وقد تم تضمينه في مايكروسوفت أوفيس في عام 1997 واستمر حتى إصدار أوفيس 2001.
كان يظهر كليبي في الورورد بمجرد كتابة كلمة عزيزي في الصفحة ليقول أشياء مثل: “يبدو أنك تكتب رسالة. هل تريد المساعدة”.
ولكنه اشتهر بكونه واحد من أسوأ واجهات المستخدم التي ظهرت على الإطلاق، حيث كان يوقف المستخدمين ليسألهم عن كونهم بحاجة إلى مساعدة في المهام الأساسية، مثل كتابة خطاب أو عمل جدول بيانات، ولكنه كان مزعجًا للمستخدمين وهو ما دفع مايكروسوفت إلى التخلي عنه.
ولكن في عام 2021 أعادت مايكروسوفت إحياء Clippy بطريقة أخرى، حيث حولت مشبك الورق إلى حزمة من الملصقات المتحركة في برنامج Teams التابع لها.
سيكون روبوت ChatGPT بالطبع أكثر من مجرد Clippy جديد، فمن المحتمل أن يقوم بالعديد من المهام في تطبيقات أوفيس، بدءًا من كتابة مقالات كاملة، واقتراح الردود على رسائل البريد الإلكتروني، وترجمة النصوص، وانتهاءً بتحليل البيانات في Excel.
هل ستواجه مايكروسوفت عقبات في دمج ChatGPT في منتجاتها؟
تستخدم مايكروسوفت في تطبيقات أوفيس الآن بعض ميزات الذكاء الاصطناعي، مثل: ميزة (At a Glance) التي تلخص مستندات الوورد، وميزة الإكمال التلقائي، كما تستخدم نموذج اللغة الطبيعة (Turing) للبحث السريع في ويندوز، وتطبيقات أوفيس، ومحرك Bing وغيرها.
ولكن لدمج روبوت ChatGPT الذي طورته شركة OpenAI في منتجاتها سيكون هناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها، وأبرزها:
- مشكلة إجاباته غير الدقيقة: حيث إن شركة (OpenAI) نفسها حذرت المستخدمين من أن ChatGPT قد يقدم أحيانًا إجابات خاطئة أو محتوى متحيزًا، وهذا يجعل إنشاء مستندات الشركة أو التكامل مع خدمات العمل أمرًا محظورًا في الوقت الحالي.
- مشكلة الخصوصية: كيف ستحافظ مايكروسوفت على خصوصية بيانات الشركات التي تستخدم تطبيقاتها المكتبية مع وجود روبوت ChatGPT، فمن الصعب تخيل شركة محاماة أو شركة خدمات مالية تستخدم تطبيقات أوفيس طوال اليوم وهي تحصل على المساعدة من ChatGPT الآن.
ستغير هذه الخطوة من مايكروسوفت العمل المكتبي إلى الأبد:
في النهاية لا يمكن أن ننكر أن هذه الخطوة ستعطي مايكروسوفت ميزة تنافسية كبيرة في سوق التطبيقات المكتبية، كما أنها ستغير العمل المكتبي إلى الأبد، فكر في سرعة كتابة المخرجات النصية اليومية للمؤسسات العادية، مثل: رسائل البريد الإلكتروني، والعروض التقديمية، والتقارير. فقد يكون ChatGPT هو المفتاح لزيادة حصة تطبيقات أوفيس في السوق وزيادة كفاءة العمل المكتبي.
ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتضح كيف يمكن لكل من مايكروسوفت وجوجل أن تجعل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تعمل على نطاق واسع بكفاءة عالية، وكذلك كيف يمكن للمؤسسات التعامل مع ما ينشئه الموظفون باستخدام هذه الأدوات.
يقول الخبراء والمحليين إن هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة حول الضوابط التي ستضعها المؤسسات والشركات حول كيفية اعتماد هذه الأدوات في العمل.