الواقع المُعزز (Augmented Reality) تقنية تنطوي على إضافة المعلومات الرقمية مثل: الصور أو البيانات إلى البيئة الحقيقية، فيصبح بالإمكان رؤية البيانات والصور كما لو كانت جزءًا من المحيط المادي، ويختلف الواقع المُعزز عن الواقع الافتراضي (Virtual Reality) في أنه لا يحل محل العالم المادي تمامًا، بل يعززه بمعلومات إضافية وعناصر تفاعلية. وفي مجال صناعة السيارات وتطويرها، يُساهم الواقع المُعزز في إحداث ثورة في كيفية تفاعلنا مع السيارات، فهو يقدم تجربة قيادة بديهية تمزج بسلاسة عناصر رقمية تفاعلية مع الواقع لجعل الرحلات أكثر أمانًا ومتعة للجميع.
إليك المزيد من التفاصيل عن دور الواقع المُعزز في تغيير طريقة تفاعلنا مع السيارات:
ما دور الواقع المُعزز في تطوير السيارات؟
إليك أبرز الطرق التي يمكن لتقنية الواقع المُعزز من خلالها تطوير السيارات:
تعزيز السلامة:
تُستخدم تقنية الواقع المُعزز للمساعدة في اكتشاف محيط السيارة والتنبؤ بالمخاطر المحتملة، وأبرز الأمثلة على ذلك شاشة العرض الأمامية القائمة على الواقع المُعزز (AR-HUD) (Augmented Reality Head-Up Display)؛ إذ تسمح هذه التقنية للسائقين بإبقاء أعينهم على الطريق من خلال إسقاط المعلومات المتعلقة بالطريق على الزجاج الأمامي؛ مما يعزز الوعي للسائق، ويقلل من احتمالية وقوع الحوادث.
تحسين أداء السائقين:
إن تقنيات الواقع المُعزز والواقع الافتراضي تساهم أيضًا في تطوير تدريب السائقين من خلال توفير تجارب واقعية دون التعرض للمخاطر المرتبطة بالقيادة في العالم الحقيقي، فمن خلال الواقع الافتراضي، يمكن للسائقين الجدد محاكاة المواقف الخطرة مثل: الطرق الجليدية أو الأمطار الغزيرة أو العوائق المفاجئة، والتعامل معها بأمان دون أي مخاطر في العالم الحقيقي.
أما الواقع المُعزز، فيمكن الاستفادة منه في إضافة معلومات عن أدوات التحكم في السيارة ومزاياها؛ مما يساعد السائقين في التعامل مع السيارات الجديدة بسرعة. ويمكن لتجارب الواقع المُعزز والواقع الافتراضي التفاعلية جعل تعلم قوانين المرور وإشارات الطرق أسهل للحفظ.
توفير مزايا القيادة المخصصة:
تستخدم مصانع السيارات تقنيات الواقع المُعزز لتقديم مزايا القيادة المخصصة؛ إذ يمكن توفير شاشات لوحة القيادة المخصصة وخيارات الترفيه المصممة وفقًا للرغبات والاحتياجات الفردية. ولا يزيد هذا المستوى من التخصيص الراحة والرفاهية وحسب، بل يعزز أيضًا شعور السائقين بالارتباط بسياراتهم.
كما يمكن لمشتري السيارة الاستفادة من صالات العرض الافتراضية التي تعمل بتقنية الواقع المُعزز لتصور تكوينات المركبات المختلفة لحظيًا؛ مما يساعد في اختيار السيارة المناسبة لاحتياجاته، كما يمكن لصالات العرض الافتراضية التي تعمل بتقنية الواقع المُعزز تمكين المستهلكين من اكتساب فهم شامل عن سياراتهم المفضلة دون الحاجة إلى زيارة وكالات متعددة.
كيف يغير الواقع المُعزز مستقبل القيادة؟
من المُتوقع أن يُحدث الواقع المُعزز ثورة في عالم القيادة بالطرق التالية:
المساعدة في تقليل حوادث المرور:
يساعد الواقع المُعزز في تقليل حوادث المرور من خلال تعزيز وعي السائق، وإمداده بمعلومات لحظيًا للتخفيف من المخاطر المحتملة على الطريق.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم أنظمة الملاحة المدعومة بتقنية الواقع المُعزز في تقليل حوادث المرور من خلال تقديم إرشادات متقدمة مباشرة ضمن مجال رؤية السائق، وتعزيز اتخاذ القرارات بنحو أفضل في أثناء القيادة.
التطورات في مزايا الملاحة والسلامة:
من خلال تقنيات الواقع المُعزز، تُعرض معلومات الملاحة لحظيًا مباشرة على الزجاج الأمامي للسيارة؛ مما يوفر للسائقين إرشادات محدّثة دون تحويل انتباههم عن الطريق.
تعزز هذه التكنولوجيا سلامة القيادة، وتقلل من مخاطر الحوادث، وتحسن تجارب القيادة الشاملة لعشاق السيارات والمشترين المحتملين.
تخصيص تجربة القيادة:
يهدف الواقع المُعزز في صناعة السيارات إلى تخصيص تجربة القيادة، وتلبية الرغبات والاحتياجات الفردية، إذ يمكن للسائقين تخصيص لوحات القيادة وواجهات الملاحة والوصول لحظيًا إلى المعلومات المصممة خصوصًا لمتطلباتهم المحددة، وهذا بدوره يسهل القيادة ويمنح السائقين تجربة مميزة.
التحديات التي تقف أمام استخدام تقنية الواقع المُعزز في السيارات:
هناك بعض التحديات التي تقف أمام تطبيق تقنيات الواقع المُعزز في السيارات، وأبرزها:
مخاوف من تشتت الانتباه في أثناء القيادة:
يواجه مهندسو السيارات وخبراء السلامة تحديات متعلقة باحتمالية تشتت انتباه السائق في أثناء القيادة مع تزايد دمج تكنولوجيا الواقع المُعزز في السيارات؛ إذ يمكن أن تحول مزايا الواقع المُعزز -مثل شاشات العرض الأمامية- انتباه السائقين بعيدًا عن الطريق.
للتغلب على المخاوف المرتبطة بتشتت الانتباه، يجب على شركات تصنيع السيارات إعطاء الأولوية لتصميم واجهات المستخدم التي تقلل التشتت مع الحفاظ على إمكانية الوصول إلى المعلومات المهمة.
مشكلات التكامل والصيانة:
يطرح دمج تقنية الواقع المُعزز في المركبات تحديات تتعلق بصيانة النظام وتكامل البرامج بسلاسة مع مكونات المركبة الحالية. ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال التحديثات المنتظمة، وفحوصات التوافق، واستكشاف الأخطاء وإصلاحها.