لقد أثارت الطفرة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي ظهرت على الإنترنت خلال الأشهر القليلة الماضية جدلًا يبدو أنه لن ينتهِ قريبًا، فبعد أن ذاع صيت تطبيقات من أمثال (ChatGPT)، طُرحت أسئلة صعبة بشأن: كيف ومتى ولماذا ينبغي لنا أنا نلجأ إلى الروبوتات بحثًا عن الصحبة أو إجابات عن تساؤلاتنا.
وأثبتت روبوتات الدردشة بصورة خاصة أن الذكاء الاصطناعي قادر على الارتقاء إلى مستويات جديدة مثيرة للاهتمام والجدل معًا، وكان أحدث إبداعات هذه الروبوتات الملفتة للانتباه هو أداة (Character.AI) التي تتيح لك التحادث مع نسخة رقمية لأي شخص تقريبًا، سواء كان حيًا أو ميتًا، حقيقيًا أو خياليًا.
وتستمد أداة (Character.AI)، التي طورها الباحثان السابقان لدى جوجل، دانيال دي فريتاس، ونعوم شزير، وبطريقة مماثلة لروبوت (ChatGPT)، المعلومات من المقالات، والقصص الإخبارية، والكتب، والمصادر الرقمية الأخرى لتقديم ردود معقولة من الأفراد أو الشخصيات التي يختارها المستخدم.
وبخلاف (ChatGPT)، تركز أداة (Character.AI) على الترفيه، خاصةً أن موقع الويب الخاص بها يُبرز التحذير التالي: “كل ما تقوله الشخصيات مختلق”.
وقال مبتكرا الأداة في حديث لهما مع صحيفة نيويورك تايمز أُجري حديثًا: “لم تُصمم هذه الأنظمة لتكون حقيقية. إنها مصممة للمحادثات المعقولة. إن (Character.AI) مفيدة اليوم للتسلية، وللدعم العاطفي، ولتكوين الأفكار، ولجميع أنواع الإبداع”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتختلف أداة (Character.AI) عن أداة (OpenAI) أيضًا بأنها ليست مصممة لتصبح محرك البحث المفضل للمستخدمين، بل على العكس تمامًا، إذ نبهت صحيفة نيويورك تايمز إلى: “إن الشركات، ومنها (Character.AI) على ثقة بأن عامة الناس سيتعلمون قبول عيوب برامج الدردشة وتكوين حالة صحية من عدم الثقة في كل ما تقوله”.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه بغض النظر عمن يُختار التحدث إليه من خلال (Character.AI)، فإن الردود ستُكتب باللغة الإنجليزية العادية.
وقال يوناس ثيل، المتخصص في العلوم الاجتماعية والاقتصادية في إحدى الكليات بألمانيا، لصحيفة نيويورك تايمز: “إذا قرأت ما كتبه شخص مثل [الفيلسوف كارل] كاوتسكي في القرن التاسع عشر، فإنه لا يستخدم اللغة نفسها التي نستخدمها اليوم. لكن الذكاء الاصطناعي الذي تعمل عليه (Character.AI) يمكنه بطريقة ما ترجمة أفكاره إلى اللغة الإنجليزية الحديثة العادية”.
ويُعتقد أن التقنية التي تطورها (Character.AI) تمتاز بأنها تضفي قيمةً إلى الواقع، خاصةً أنها توفر طريقة سهلة للوصول إلى مجموعة النظريات والفلسفات المعقدة، لا سيما تلك التي صاغها علماء قبل قرون.
وعلاوة على ذلك، يبدو أن (Character.AI) ابتكار جديد تمامًا يخدم غرضًا مختلفًا عن (ChatGPT) وعن الأنظمة المماثلة التي تعمل على تطويرها عمالقة التقنية الأخرى، مثل: جوجل، وميتا.
أما عن التداعيات الأخلاقية للدردشة مع نسخ خيالية لأشخاص من واقع الحياة، سواء كانت حية أو ميتة؟ فيبدو أن الأسئلة التي أثارها الذكاء الاصطناعي لن تنتهي قريبًا.