تخيل أنك تسير في مركز للتسوق؛ وبدأ شخص غريب باللحاق بك في جميع أنحاء المكان، ويقدم لك تقارير مفصلة عن المتاجر التي تزورها. وإذا كنت تقرأ نشرة إعلانية، تجده يسترق النظر لمعرفة هل تقرأ باهتمام شديد أم لا، وعندما تكون في متجر، يستخدم مؤقت لحساب الوقت الدقيق الذي تقضيه أمام كل رف، يبدو الأمر مربكًا ومقلقًا، أليس كذلك؟
ولكن هذا ما يحدث بالضبط في كل مرة تزور فيها موقع ويب، أو تستعرض رسائل البريد الإلكتروني الواردة من المتاجر أو الخدمات عبر الإنترنت، أو تستخدم تطبيقات التسوق عبر الهاتف. وهنا الشخص الذي يحمل المؤقت يمثل الأنظمة التحليلية المتصلة بشكل افتراضي بكل موقع ويب وتطبيق وحملة عبر البريد الإلكتروني.
لماذا تحتاج الشركات إلى جمع كل هذه البيانات؟
يوجد العديد من الأسباب لذلك، وأبرزها:
- معرفة تفضيلاتك بشكل أفضل، واقتراح المنتجات والخدمات التي قد تعجبك. وبهذه الطريقة تظهر لك إعلانات الدراجات، بعد بحث عن نوع الدراجة الذي يناسب طفلك.
- لإضافة نصوص وصور أكثر تأثيرًا في مواقع الويب ورسائل البريد الإلكتروني، إذ تختبر الشركات خيارات التسمية التوضيحية والعناوين والشعارات المختلفة، واختيار تلك التي يركز عليها العملاء أكثر.
- لتحديد الأقسام الأكثر رواجًا، في تطبيق الهاتف المحمول أو موقع الويب، وكيفية تفاعلك معها.
- لاختبار المنتجات والخدمات والميزات الجديدة.
- لبيع بيانات سلوكيات المستخدم والتفضيلات لشركات أخرى.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
كيف يعمل التتبع المُستند إلى وحدات البكسل وبرامج الويب الملحقة للتتبع؟
تستند أنشطة التتبع إلى برامج الويب الملحقة للتتبع، والمعروفة أيضًا باسم (وحدات بكسل التتبع) Tracker Pixels، أو (وحدات بكسل التجسس) Spy Pixels.
وتتمثل أكثر تقنيات التتبع شيوعًا في إدراج صورة صغيرة (صورة صغيرة جدًا بحيث تكون غير مرئية عمليًا) – بحجم 1 × 1 أو 0 × 0 بكسل – في بريد إلكتروني أو تطبيق أو صفحة ويب. عندما تعرض شاشتك معلومات، يطلب البريد الإلكتروني أو المتصفح تنزيل الصورة من الخادم عن طريق إرسال معلومات عنك، التي يسجلها الخادم: مثل: الوقت، والجهاز المستخدم ونظام تشغيله، ونوع المتصفح، والصفحة التي تم تنزيل وحدات البكسل منها. وتلك هي الطريقة التي يعلم من خلالها مشغل برامج التتبع أنك فتحت البريد الإلكتروني أو صفحة الويب.
وهناك طريقة ثانية للتتبع عبر الويب، وهي عبارة عن تضمين مقدار بسيط من التعليمات البرمجية – المكتوبة بلغة جافا سكريبت – داخل صفحة الويب، التي يمكنها أن تجمع معلومات أكثر تفصيلًا، والتي غالبًا ما تُستخدم بدلًا من وحدات البكسل.
وفي كلتا الحالتين، لا يكون المتتبع مرئيًا في رسالة البريد الإلكتروني أو في موقع الويب بأي شكل من الأشكال. ببساطة، لن يمكنك ملاحظة وجوده، ومع ذلك، فإن برامج التتبع الموجودة في كل صفحة أو شاشة تطبيق تجعل من الممكن متابعتك من خلال تتبع مسار التنقل والوقت الذي تقضيه في كل مرحلة من مراحل هذا المسار.
مجرمو الإنترنت وبرامج الويب الملحقة للتتبع:
الهيئات التسويقية وشركات التكنولوجيا ليست الوحيدة التي تستخدم برامج الويب الملحقة للتتبع، ولكن يستخدمها مجرمو الإنترنت أيضًا.
تعد برامج الويب الملحقة للتتبع وسيلة مريحة لإجراء استطلاع أولي لهجمات البريد الإلكتروني الموجهة – مثل: التصيد الاحتيالي، واختراق البريد الإلكتروني للأعمال – فهي تساعد المحتالين على معرفة الوقت الذي يتحقق فيه ضحاياهم من بريدهم الإلكتروني لاختيار أفضل وقت للهجوم.
يمكن تسريب معلومات المستخدم، بما يشمل: بيانات السلوك والاهتمامات، في أعقاب تعرض الشركات لهجمات إلكترونية، حتى الشركات الكبرى مثل: Mailchimp، أو Klaviyo، أو ActiveCampaign، يواجهون أحيانًا هذه الأنواع من التسريبات.
ويمكن استخدام المعلومات المسروقة في عمليات احتيال مختلفة، على سبيل المثال: سرق المتسللون الذين هاجموا شركة Klaviyo قوائم المستخدمين المهتمين بالاستثمار في العملات المشفرة. ويمكن بعد ذلك استخدام أسلوب تصيد احتيالي متخصص لاستهداف هذا الجمهور وخداعهم استنادًا إلى اهتمامهم بالعملات المشفرة.
كيف تحمي نفسك من التتبع؟
لا يمكننا التحكم في التسريبات والاختراقات التي تحدث للشركات، ولكن يمكننا التأكد من أن خوادم الشركات العملاقة في التكنولوجيا تجمع أقل قدر ممكن من البيانات عنا.
وهنا يقدم خبراء شركة كاسبرسكي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدنا في ذلك ومنها:
- منع التحميل التلقائي للصور في البريد الإلكتروني: عند إعداد البريد الإلكتروني في هاتفك أو حاسوبك، أو في خدمات العميل المستندة إلى الويب، تأكد من تفعيل الإعداد الذي يحظر عرض الصور تلقائيًا.
- حظر برامج التتبع: يمكن منع معظم برامج الويب الملحقة للتتبع من التحميل، ويمكنك العثور على إعدادات التصفح الخاصة في منتجات أمان Kaspersky. كما يتيح لك متصفح (Firefox) تمكين حماية التتبع المحسنة وضبطها. وتتوفر أيضا العديد من الإضافات المتخصصة لحماية الخصوصية في متصفحات كروم وسفاري.
- حماية اتصالك بالإنترنت: تعمل حماية التتبع جيدًا ضمن نطاق نظام التشغيل أو جهاز التوجيه المنزلي، لذلك إذا حظرت برامج الويب الملحقة للتتبع في جهاز التوجيه، فإنها سوف تتوقف عن العمل ليس فقط في البريد الإلكتروني وصفحات الويب لديك، ولكن أيضا داخل التطبيقات وحتى في جهاز التلفاز الذكي. وللقيام بذلك، يوصي خبراء كاسبرسكي بتمكين DNS الآمن في إعدادات نظام التشغيل أو جهاز التوجيه، وتحديد خادم DNS الذي يحظر المتتبعين.
- يمكن أن يوفر اتصال VPN أحيانًا حماية من التتبع: إذا كان هذا هو الخيار الأكثر سهولة بالنسبة لك، فتأكد من أن مزود VPN يقدم خدمة حظر برامج التتبع.