يحتاج كل مجال من مجالات العمل الحر إلى مهارات خاصة لإتقانه، إلا أن هناك مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها كل مُستقل، والتي تساهم بشكل أساسي في نجاحه وصقل مهاراته وتطوره المُستمر، وأهمها ما يلي:
1- مهارة التعلُّم الذاتي:
يُعد التعلُّم الذاتي أحد أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها العامل المُستقل. وبينما يمكن تدريب الموظف من قبل صاحب العمل وإعطائه دورات تطويرية، ليس لدى العامل المُستقل من يعتمد عليه سوى نفسه.
لذا يجب أن يمتلك المستقل دوافع ذاتية لتعلم أشياء جديدة ورفع مستوى مهاراته. ويمكنه اللجوء إلى قراءة الكتب، ومشاهدة مقاطع الفيديو المتخصصة في مجال مُعين، وحضور الدورات التدريبية للمهارة التي يرغب في تعلّمها، والتواصل مع مستقلين آخرين لمشاركة بعض النصائح والخبرات في مجال العمل الحر.
2- مهارة إدارة الوقت:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
في حين أن العمل الحر يعني المرونة في أوقات العمل، إلا أنه يُسهّل المماطلة في العمل وتأجيله للاعتقاد أن هناك المزيد من الوقت لإنجازه لاحقًا، ولكن هذا قد يتسبب في بعض المشاكل المتعلقة في إنجاز المهام كاملة في وقت لاحق. لذا يُعد استخدام أدوات مُساعدة في إدارة الوقت لإنشاء جدول زمني للأعمال والالتزام به طريقة ممتازة لتجنب إضاعة الوقت والتخطيط ليوم العمل.
3- مهارة التفكير المنطقي:
في الكثير من الأوقات سيُطلب منك شرح أعمالك بصفتك مُستقلاً، ربما يريد العميل معرفة سبب اختيارك لنهج معين للمشروع الذي طلبه منك، أو ربما يكون غير متأكد من أن المبلغ المُطلوب مناسب تمامًا للخدمة المُقدمة له. فإذا لم تكن قادرًا على التفكير المنطقي ومشاركة تفاصيل أعمالك مع عملائك وشرح لهم سبب وجود شيء ما على ما هو عليه، فقد يشكون في خبرتك ولا يستمرون في العمل معك، وهذا هو السبب أيضًا في أنك قد تواجه مشكلة في العثور على عُملاء جدد فيما بعد.
ولتعلم مهارة التفكير المنطقي وكيفية شرح تفاصيل عملك في مجال العمل الحر يمكنك التواصل مع عاملين مستقلين آخرين وفهم كيفية تعاملهم مع العُملاء.
4- مهارة حل المشكلات:
إن وظيفتك الأساسية كمستقل هي فهم مشاكل عُملائك وتحديد الطريقة المُناسبة لحلها. وهذا ما يجعل مهارة حل المشكلات المُعقدة من أهم مهارات المُستقل الناجح وهي ميزة تساعدك في التطور في عالم العمل الحر.
5- تقبُّل النقد:
إن قبول النقد من العملاء أحد أهم الأمور التي يبحث عنها العملاء عند توظيف مُستقلين. والنقد البنّاء هو ما يجعلك تُحسّن مهاراتك وتعمل بطريقة أفضل مما سبق.
6- التكيّف مع ظروف العمل المُتغيرة:
يُعد التكيّف أمرًا مهمًا لعملك المُستقل لأنه يساعدك في مواجهة الظروف السيئة مثل الانهيار الاقتصادي. على سبيل المثال: خسرت العديد من الشركات السياحية أعمالها بسبب جائحة كورونا، بينما تطوّر سوق التجارة الإلكترونية بشكل جيد في تلك الفترة. والهدف هنا هو فهم السوق في كل مرحلة، والتكّيف مع المُجريات والمُتغيرات المستمرة وتوجيه عملك إلى المجال المُربح والمطلوب في سوق العمل في الوقت الحالي.
7- تحمّل المخاطر:
يعد العمل الحر هو اختيار مهني محفوف بالمخاطر، أهمها عدم الاستقرار المالي ما لم يتوفر عقد عمل طويل الأجل مع عميل. وهذا الأمر يمثل تحديًا دائمًا للعاملين المُستقلين، ففي بعض الأشهر، قد يحصلون على الكثير من العمل، وفي الأشهر الأخرى، قد يواجهون صعوبة في العثور على مشاريع جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود مزايا مثل: الإجازات المدفوعة الأجر أو الإجازات العادية هي مشكلة أخرى يواجهها المُستقلون، حيث إن الإجازة العادية هي مشكلة يجب عليك حسابها كمستقل، لأنك أنت من تعطي نفسك هذه الإجازة لذا تأكد من أخذها في الوقت المناسب وللمدة المناسبة لتجنب إغفال العمل المعلق، ولا تتجاهلها تمامًا تجنبًا للتعرض لحالة الاحتراق الوظيفي (Job burnout)، وهو مصطلح يعبر عن حالة نفسية تصيب الموظف تترافق مع الإصابة بالإرهاق وانخفاض مستوى الإنتاجية، وتؤدي إلى فقدان الرغبة في العمل.