“الحقونا إحنا بنموت”.. القصة الكاملة للمرض الغامض الذي ظهر ف


09:24 م


الجمعة 20 سبتمبر 2024

محافظات – :

“الحقونا إحنا بنموت”.. استغاثات أطلقها عدد من أهالي أسوان خلال الأيام الماضية، بعض ظهور مرض غامض، تسبب فى إصابة عددًا من المواطنين بنزلات معوية حادة وأسفرت عن وفاة 6 حالات حسب قولهم.

ووفقا لمسؤول فى مديرية الصحة بأسوان، جرى احتجاز 28 حالة بمستشفيات الجامعة والمسلة والصداقة الجديد وإدفو وكوم أمبو ودراو ونصر النوبة، لإصابتهم بنزلات معوية بسبب فيروسات موسمية أو تناول أطعمة ملوثة.

المهندس أحمد عبد المالك مهندس بمصنع كيما وأحد سكان قرية أبو الريشن، قال إن: “مياه الشرب بالقرية والنجوع المحيطة بها ملوثة، وكل يوم نذهب بعشرات الحالات إلى مستشفيات الحميات، وفي قريتنا والنجوع المحيطة بها وصل عدد الوفيات إلى 6 حالات، ولا أعرف سبب إنكار المسؤلين؟”، مطالبا بإحالة الموضوع للنيابة العامة لمعالجة المشكلة قبل أن تتحول إلى كارثة.

مدبولي يتدخل

بدوره وجه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الأجهزة المعنية بقيادة اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، للوصول إلى المسبب الأساسي لهذه الأعراض، والتعامل مع المرضى بشكل مناسب لتقديم الخدمة العلاجية.

وأرسلت وزارة الصحة، فريقا مركزيا من قطاع الطب الوقائي إلى محافظة أسوان، لكشف أسباب هذا المرض الغامض.

تحليل مياه الشرب

في السياق ذاته، كشف المهندس عبد الصبور الراوي رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي فى أسوان، أنه توجه مع هيئة المعمل المركزى ولجنة مختصة من مديرية الصحة إلى محطة مياه “أبو الريش قبلى” استجابة لشكوى من وجود تلوث، وجرى أخذ عينات من المياه وتبين أن تركيز الكلور بها مطابقا للمواصفات، وكذلك أخذ عينات من شبكة القرية بمختلف الشوارع ووجدت أيضا مطابقة للمواصفات، كما جرى المرور على محطتى الرقبة 1، 2 وأخذ عينات كذلك، ووجدت أيضا مطابقة للمواصفات كما فى محطة أبوالريش قبلى.

وأكد الراوي أن المحطات المذكورة تنتج المياه وفقا لمعايرها المطلوبة طبقا لقرار وزارة الصحة رقم (458) لسنة 2007، وقام أعضاء اللجنة بالشرب مباشرة من المياه بتلك المحطات أمام المواطنين تأكيدا على صلاحيتها، مناشدا المواطنين بعدم الانسياق وراء ما يردده البعض من شائعات على مواقع التواصل.

المياه صالحة للشرب

وقال الدكتور محمد سعيد مدير عام الصحة بأسوان، أن ما يتردد عن وجود حالات تسمم ووفاة 6 أشخاص بسبب تلوث المياه عارِ تماما عن الصحة، مؤكدًا عدم وجود أى حالات تسمم أو نزلات معوية بسبب تلوث مياه الشرب فى هذه المناطق أو غيرها داخل نطاق المحافظة، والتى لو حدثت ستكون الحالات المصابة بالآلاف.

وشدد على أن المحتجزين بمستشفيات الجامعة والمسلة والصداقة الجديد وإدفو وكوم أمبو ودراو ونصر النوبة لا تتعدى 28 حالة مصابين بنزلات معوية بسبب فيروسات موسمية أو تناول أطعمة ملوثة، وهذا طبيعى خلال هذه الفترة من فصل الصيف.

كما نفت هيئة الرعاية الصحية بأسوان، ما جرى تداوله عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول تخصيص أحد أدوار مستشفى أسوان التخصصي بالصداقة الجديدة لاستقبال حالات تسمم بسبب تلوث مياه الشرب.

وذكرت الهيئة في بيان، أن الدور الرابع بالمستشفى جرى إخلاؤه منذ فترة ضمن خطة لزيادة عدد الأسرة المتاحة بالمستشفى، بعد أن كانت بعض غرفه تُستخدم كسكن للأطباء.

مستشفى دراو المركزى

وتفقد الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان، والمهندس عمرو لاشين نائب المحافظ، فى وقت سابق اليوم الجمعة، مستشفى دراو المركزى، للاطمئنان على الحالات المرضية المصابة بالنزلات المعوية.

كما زارا قنديل ولاشين، عددا من الأهالى بقريتى بنبان والرقبة بدراو لبث الطمأنينة في نفوس المصابين، والتأكيد على أن عينات مياه الشرب التى جرى أخذها بالمحطات والمرشحات والمنازل لإجراء التحاليل المعملية لها أثبتت أنها سليمة ومطابقة للمواصفات القياسية، وعدم وجود أي تغيرات بها.

كما قام نائب وزير الصحة، ونائب محافظ أسوان بتعريف الأهالى وتوعيتهم بالطرق السليمة الواجب اتباعها للتغلب على الإصابة بالنزلات المعوية.

نصائح متحدث الصحة

ومن جانبه كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، فى تصريح تليفزيوني له، أن الفريق المركزي لا يزال يعمل بشكل دقيق وعلمي للوصول إلى الأسباب الرئيسة لانتشار هذه الأعراض في الأيام الماضية، وذكر أنه لا يوجد تغيرات ميكروبيولوجية في مياه الشرب بأسوان، والمؤشرات الأولية لفحص العينات تؤكد عدم وجود تغيرات مرتبطة بوجود أي بكتيريا معينة في المياه أو في عينات الأطعمة التي تم أخذها من الباعة الجائلين.

وأشار متحدث الصحة إلى تحسن الحالات المصابة بأعراض الجهاز الهضمي، نتيجة لجهود وزارة الصحة في التعامل مع هذه الحالات، مقدما نصائح للمواطنين للوقاية من الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، عن طريق غسل الأيدي قبل وبعد الأكل، طهي الطعام جيدًا، غسل الفواكه والخضراوات والحرص على نظافة المأكولات، عدم تناول أطعمة من الباعة الجائلين، الحصول على الطعام من مصادر آمنة.