شارك مئات الفلسطينيون في أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة وسط ركام المنازل الذي أحاط بهم من كل جانب، ومازالت تحيط بهم أجواء حرب مدمرة يشنها عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 9 أشهر.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
وقال خطيب صلاة العيد في المسجد العمري المدمر بمخيم جباليا شمالي القطاع، إن العيد عاد على غزة وهي متمسكة بربها، وتبذل أغلى الأثمان لاستعادة أرضها والدفاع عن مقدسات الأمة.
الاحتلال المتغطرس حرمنا من إحياء عيد الأضحى المبارك، وحال بيننا وبين التقرب إلى الله.
وأضاف: “سندك العدو المتغطرس الذي يحول بيننا وبين أداء شعائرنا الدينية”، مؤكدا “أن الأثمان التي بذلناها وسنبذلها غالية، لكنها تهون، كونها في سبيل المقدسات”.
وشدد على أن “العدو يحاول كسر عزيمة أهل غزة، لكنه لن يفلح في ذلك”.
ويمر العيد على غزة وهي تحت العدوان المستمر منذ تسعة أشهر، بعدد شهداء يقترب من 38 ألف شهيد، فيما تواصل المقاومة تصديها لجيش الاحتلال في مختلف محاور التوغل، مكبدة إياه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وصبيحة يوم عرفة، دعا الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، حجاج بيت الله الحرام إلى أن “يتذكروا إخوانهم في غزة وفلسطين بدعواتهم الخالصة في المشاعر المقدسة وفي أثناء مناسك الحج، وأن يستحضروا غزة وشعبها الصابر ومجاهديها في هذه الأوقات العظيمة المباركة”.
وقال الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس، في تصريحات نشرت عبر منصة تليغرام: “إننا إذ يؤدي ضيوف الرحمن فريضة الحج، فإننا نؤدي فريضة الجهاد ضد أعداء الله المحتلين الغاصبين نيابة عن أمة الإسلام الكبيرة”.
وأضاف أن “طوفان الأقصى انطلق من أجل ثالث الحرمين الشريفين، وأن مناسك الحج هي فرصة لنذكّر أمة الملياري مسلم بحقيقة صراعنا مع عدونا، الذي ينتهك مسرى رسول الله، ويعيث فيه فسادا وتهويدا كل يوم”.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، عن ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 37 ألفا و296 شهيدا، و97 ألفا و851 مصابا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت الوزارة في تقريرها اليوم أن الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر، أدت إلى استشهاد 30 مواطنا، وإصابة 95 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية، لافتة إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليهم.