وأطلقت وزارة التعليم العديد من البرامج والمبادرات التطويرية؛ منها البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، إلى جانب تطبيق نظام التسريع في الانتقال عبر السلم التعليمي إلى صف دراسي أعلى، وزيادة فصول الموهوبين والاهتمام بالتربية الخاصة، وإطلاق 70 برنامجًا للتدخل المبكر في الروضات الحكومية، إلى جانب افتتاح فصول لتقديم الخدمات التعليمية للطلاب والطالبات المصابين بالأورام، وزيادة نسبة الالتحاق برياض الأطفال والصفوف الأولية. وعملت رؤية 2030 على جعل الطالب محور العملية التعليمية، وصبت اهتمامها على تنشئته تنشئة علمية، وعدم تحميله ما لا يستطيع من واجبات ومهمات، وأدت إلى زيادة الأنشطة التربوية داخل البيئة المدرسية، وذلك لتنمية مهارات جميع طلابها لمواجهة متطلبات الحياة الحديثة، بالإضافة إلى المهارات التخصصية لكل مهنة؛ التي تغطي جميع المجالات المهنية لجيل الشباب.
وفي ظلال الرؤية وإستراتيجياتها التي وضع أساسها ومرتكزاتها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نجحت وزارة التعليم في مواجهة التحدي الطارئ الذي ضرب العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه، وضربت مثالاً عظيماً خلال أزمة كورونا تأسيساً على حق الإنسان في الحياة وفي التعلم. وفي اليوم التالي من إعلان أول حالة كورونا في المملكة، بدأت وزارة التعليم بمواكبة الحدث، وإعداد كل المعينات لتعليم الطلاب والطالبات عن بعد، وتعزيز كل آليات الذكاء الاصطناعي في هذا الجانب.
وخلال الجائحة، وضعت الوزارة عدة سيناريوهات لبداية العام الدراسي، وعملت على إنجاز منصة (مدرستي) التي تخدم أكثر من (ستة) ملايين طالب وطالبة وأولياء أمورهم، و525 ألفاً من شاغلي الوظائف التعليمية، وذلك بمميزات مختلفة كالاتصال المرئي ورفع الواجبات والمواد الإثرائية والدروس المسجلة والاختبارات وغيرها. وبفضل المنصة والثقافة الرقمية، دخل 92% من الطلاب والطالبات في منصة مدرستي، و٩٧% من المعلمين والمعلمات، و٣٧% من أولياء الأمور؛ الأمر الذي يعكس حجم الإنجاز الذي تحقق خلال فترة وجيزة.
وفي جانب إكساب الخريجين مهارات سوق العمل، عززت وزارة التعليم مناهجها بما يتواءم مع ثقافة سوق العمل والتنمية المستدامة، من أجل بيئة تعليمية قادرة على تمكين الأجيال الشابة من خلال تزويدهم بالمهارات، وطرق التفكير الضرورية لمواجهة التحديات العالمية، إلى جانب الالتزام بتعزيز التعاون وتبنّي إجراءات عملية للوصول إلى الهدف.
مبتعثونفي 56 دولة
تخطت مسيرة التعليم في السعودية الجانب المحلي، بتطوير الأدوات والتوسع في الابتعاث الخارجي لـ53 ألف طالب وطالبة مبتعثين في 56 دولة، من خلال 31 ملحقية ثقافية حول العالم.
وفي حقل التعليم فوق الثانوي، حققت الجامعات إنجازاً وطنياً بتقدمها ضمن الجامعات العالمية، وأكدت مؤشرات التصنيف أن السعودية بمنظومتها الجديدة للبحث والابتكار تّعد الأولى عالمياً من حيث تحسّن الاستشهاد بمخرجاتها البحثية، وهو ما انعكس إيجاباً على تصنيف جامعاتها؛ ما أدى إلى تحسّن كبير في مراكزها، حيث تُعد الزيادة في المنشورات البحثية للجامعات السعودية وارتفاع جودتها وتأثيرها خلال الأعوام الأخيرة، أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق النجاحات.