ترأس وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، بمشاركة مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم عبر الاتصال المرئي الحوار الإستراتيجي الأول بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية الذي استضافته الرياض، بحضور المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان حسن بلخي.
وشهد الحوار الذي تم خلال يومي 1314 من أغسطس الجاري مشاركة عدد من كبار المسؤولين في وزارة الصحة والجهات المعنية بالمملكة، وممثلين لمنظمة الصحة العالمية.
ورحبت المملكة والمنظمة بهذا الحوار الإستراتيجي، حيث تم استعراض العلاقات الإستراتيجية بين الطرفين والاتفاق على تعزيز التعاون الصحي وتحديد المبادرات المشتركة، والتزامهما بدعم الجهود الدولية لتعزيز الصحة الإقليمية والعالمية، ومواصلة التعاون في مواجهة الأزمات الصحية.
وناقش الحوار الشراكة التاريخية بين الطرفين والعلاقات الثنائية والمسائل الصحية الإقليمية والدولية، والاستثمار الصحي، والاقتصاد، والبحث العلمي، إلى جانب استعراض جهود المملكة في برنامج التحوّل الصحي وما قدمته في العناية وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية من خلال تعزيز الصحة العامة عبر مختلف الجهود والممارسات، كما تناول الحوار أهم الإجراءات والسياسات التي طبقتها المملكة في تحسين كفاءة الخدمات الصحية والتسهيل الرقمي للوصول للخدمات الصحية، وتعزيز السلامة المرورية.
واشتملت جلسة الحوار الإستراتيجي على استعراض برنامج المنظمة وأهدافه، وأولويات المملكة في الأجندة الدولية، مثل مقاومة مضادات الميكروبات، والصحة الرقمية، وسلامة المرضى، والتغطية الصحية الشاملة، والطوارئ الصحية.
من جانبه، رحّب وزير الصحة في كلمته بالمشاركين في الحوار الإستراتيجي الأول بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية، من ممثلي منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والوزارات والجهات المشاركة.
وأكد أهمية الحوار الإستراتيجي في ظل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، لدعم القطاع الصحي والاستفادة من الخبرات والشراكات الدولية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن الحوار الإستراتيجي خطوة مهمة لتعزيز التعاون المستقبلي بين الطرفين نحو شراكة أكثر إستراتيجية، بما في ذلك تبادل الخبرات والمعرفة في مجال الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن المملكة منذ أن أصبحت عضوًا في منظمة الصحة العالمية في عام 1961 تطورت العلاقة إلى شراكة إستراتيجية قوية، متطلعًا من خلال هذا الحوار إلى التعاون في مجالات مختلفة في الصحة العالمية بما في ذلك حالات الطوارئ الصحية ومقاومة مضادات الميكروبات والبيانات والصحة الرقمية.
من جانبه قال مدير منظمة الصحة العالمية في كلمته: إن المملكة شريك إستراتيجي مهم لمنظمة الصحة العالمية، وقد قطعنا معًا خطوات مهمة في مواجهة التحديات الصحية العالمية، بما في ذلك مقاومة مضادات الميكروبات، وتحسين البيانات الصحية، والاستجابة لجائحة كوفيد19، إضافة إلى عمليات الطوارئ في العديد من البلدان.
وأشار إلى أن حوار اليوم يوفر منتدى للتواصل بشأن الأولويات المشتركة في سياق إستراتيجية الصحة العالمية لمنظمة الصحة العالمية للأعوام 2025 إلى 2028، وبرنامج العمل العام الرابع عشر، ويشمل ذلك جولة الاستثمار وتوسيع نطاق الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز النظم الصحية، وتحسين التأهب لحالات الطوارئ الصحية والوقاية منها والاستجابة لها، ومعالجة الأسباب الجذرية للمرض، بما في ذلك التهديد المتمثل في تغير المناخ.
من جهتها أكدت الدكتورة حنان بلخي أهمية المملكة بصفتها الدولة الوحيدة من مجموعة العشرين في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، ولها دور مركزي من خلال خبرتها وقيادتها وصوتها الرائد في تعزيز الصحة، وقالت: «نتطلع من خلال هذا الحوار الإستراتيجي إلى مواصلة تعاوننا القوي وبناء الشراكات بين المنظمة والمملكة».