اعتبر القيادي بحركة حماس أسامة حمدان، مساء الثلاثاء، أن أي مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى “سيهدف إلى امتصاص الغضب في الشارع الإسرائيلي” وكسب وقت لـ”مزيد من قتل الشعب الفلسطيني”.
وقال حمدان، في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية نشرتها صفحة الحركة عبر “تلغرام”: “لا شيء جديد سوى ما نسمعه في الإعلام وما يجري الحديث به مع الوسطاء حول نية الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم مقترح جديد”.
وبوساطة قطر ومصر، تجري الفصائل الفلسطينية بغزة مع إسرائيل منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتابع حمدان: “واشنطن كانت شريكة الاحتلال (إسرائيل)، ولم تضغط بشكل مناسب على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، ولم تقم بما هو مطلوب منها كي يلتزم بالمبادرات التي قُدمت”.
واعتبر أن “الحديث الأمريكي عن تقديم مبادرة (هو) محاولة لامتصاص الغضب (في الشارع الإسرائيلي) نتيجة الفشل الإسرائيلي الأمريكي، ومحاولة إضافية لتمرير الوقت لإعطاء نتنياهو فرصا لمزيد من القتل بحق الشعب الفلسطيني”.
ومنذ إعلان تل أبيب الأحد العثور على جثث 6 من أسراها بغزة، تتصاعد في إسرائيل انتقادات سياسية واحتجاجات شعبية تحّمل نتنياهو مسؤولية مقتلهم، وتطالبه بإبرام اتفاق فورا.
والاثنين، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن إدارة بايدن تستعد لطرح مقترح “الفرصة الأخيرة” لوقف إطلاق النار في غزة.
وشدد حمدان على أن “فكرة استعادة الأسرى (الإسرائيليين من غزة) وفق الشروط الإسرائيلية غير ممكنة”، ولن يعودوا “إلا إذا توقف العدوان وانسحب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة”.
وأحد أبرز نقاط الخلاف الراهنة هو تمسك نتنياهو ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل من القطاع الفلسطيني.
وأردف حمدان: “ليس المطلوب أن تكون هناك مبادرة جديدة، المطلوب إلزام نتنياهو بما قُدم ووافقت المقاومة عليه في الثاني من تموز الماضي، هذا هو المخرج وليس مزيدا من التفاوض الذي لا أفق له”.
وجدد رفض حماس لأي صيغة “تسمح ببقاء الاحتلال في محور فيلادلفيا”.
وتابع: “محور فيلادلفيا جزء من عملية الانسحاب من غزة التي تم الاتفاق عليها بشكل أساسي لإبرام الاتفاق، الذي يتضمن وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإجراء عملية تبادل للأسرى”.
ونهاية مايو/ أيار الماضي، قال بايدن إن إسرائيل عرضت مقترحا من 3 مراحل تتضمن أولاها وقف إطلاق نار شامل وكامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين.
وفي 2 يوليو الماضي، وافقت حماس على المقترح، قبل أن يحاول نتنياهو إضافة شروط جديدة عليه، وهو ما رفضته الحركة.
بينما دعت حماس، في أكثر من مناسبة، الوسطاء إلى تقديم خطة لتنفيذ ما قبلت به في 2 يوليو، استنادا إلى رؤية بايدن وقرار مجلس الأمن رقم 2735، وإلزام إسرائيل بذلك، بدلا من إجراء مفاوضات جديدة.
ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.