12:11 ص
الخميس 03 أكتوبر 2024
القاهرة-
عقب ساعات قليلة من الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء الثلاثاء، بدأ الكثيرون يتساءلون عن مدى تأثير الضربة الإيرانية، وهل كانت مجرد مسرحية وذلك بسبب عدم إعلان إسرائيل عن سقوط قتلى أو حتى جرحى بالرغم من إعلان إيران إطلاق نحو 200 صاروخ على تل أبيب.
المحلل السياسي التركي، محمد كنبكلي، قال إنه في 31 يوليو 2024، أقدم جهاز المخابرات الإسرائيلي على اغتيال واحد من أهم الشخصيات السياسية في المنطقهة، وهو زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، في الأراضي الإيرانية بعد حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، بالرغم من ذهابه حينها لأحد أشد الأماكن تحصينا في إيران.
وتابع المحلل السياسي التركي على صفحته بموقع إكس: “حينها الاغتيال شكل كبيره في المنطقه وأظهر ضعف أمني كبير في إيران وخصوصا أنه جاء بعد عمليات كبيرة جدا نفذتها اسرائيل ضد إيران، وكعادة أي عملية استخباراتية كبيرة من هذا النوع تنفي أجهزة المخابرات تورطها في العملية إلا أن إسرائيل خرجت مفتخرة بتنفيذها للعملية ما جعل إيران في مأزق ومجبرة على الرد بعملية قوية تضاهي تأثير هذه العملية”.
أثناء انتظار الرد الإيراني حسب حديث السياسي التركي، تدخلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا سواء بالتهديد لإيران، أو من خلال الحديث مع إيران وتقديم عروض لها من ضمنها بدء صفقة وقف إطلاق النار في غزة، ومن ناحية أخرى طار المسؤولين الروس لطهران للتعبير عن دعمهم لإيران، فمن ناحية سيقفون مع حليف قوي ومن ناحية أخرى، فإن اشتعال حرب في المنطقة تتورط فيها أمريكا، سيفيد الروس في حربهم مع أوكرانيا و سيحاولون استنزاف الأمريكيين كما فعلوا معهم في أوكرانيا، وفقا لحديث “كنبكلي”.
وذكر السياسي التركي، أنه تبع زيارات المسؤولين الروس لطهران توريد أنظمة دفاع جوي لإيران لحماية منشآتها، وبالرغم من ذلك لكن كانت صفقة وقف إطلاق النار في غزة، يعتبر هو العرض الأهم لدى إيران، وبالفعل كانت الأجواء حينها مهيأه لصفقة وقف إطلاق النار حتى من قبل حكومة بايدن نفسها، التي ستستفيد من ذلك انتخابيا وهي مقبلة على انتخابات، وفي نفس الوقت وقف الحرب في غزة يمنع خطر نشوب حرب إقليمية تضطر الولايات المتحدة للتورط فيها مع حليفتها إسرائيل.
لكن وحسب المحلل السياسي التركي، فإن حكومة نتنياهو والتي وصفها بـ”المتطرفة” كان لها رأي آخر ومخططات أخرى، بالنسبة لها إيقاف الحرب في غزة دون انتصار ساحق يعني لحكومة نتنياهو المحاكمة داخليا وإنهاء حكومته وحياته السياسية، لذا بدلا من ذلك قرر إشعال حرب جديدة لكن هذه المرة على حزب الله، أهم وأقوى حلفاء إيران في المنطقة، لتغتال زعيم الحركة حسن نصر الله وتقرر بدء عملية برية في لبنان.
الضربات الإسرائيلية التي وُصفت بـ”الموجعة” لإيران أفقدتها قوة الردع، وأعادت لإسرائيل قوة الردع التي فقدتها في 7 أكتوبر، ومن هنا كان يجب على طهران أن تتخذ قرار الرد لاعادة توازن الردع الذي فقدته لصالح إسرائيل، وفقا للسياسي التركي.
وتابع محمد كنبكلي: “لذا وبالأمس تقريبا أطلقت إيران مئات الصواريخ البالستيه بإتجاه إسرائيل، ووثقت الفيديوهات سقوط عشرات الصواريخ الإيرانية على أهدافها، لكن مع طبيعة التوترات في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بإيران بسبب تورطها في الصراعات بالمنطقة، ظهر التشكيك في الهجوم الإيراني، بل ودفع البعض للحديث عن أن الهجوم كان عبارة عن مسرحية متفق عليها، وأن الصواريخ كانت بدون رؤوس حربية ولم يتضرر أحد من الإسرائيليين”. وأجاب “كنبكلي” عن سبب عدم مقتل مدنيين إسرائيليين، بأنه وبحسب قادة الحرس الثوري الذين أطلقوا العملية، فإن أهداف العملية كانت قواعد ومقرات عسكرية ولم تكن موجهة لأي هدف مدني، وبحسب الإسرائيليين أنفسهم فإن وقت الهجوم كان هناك نحو 10 مليون إسرائيلي في الملاجئ.
ورد السياسي التركي عن سؤال ما إذا كانت الصواريخ الإيرانية بدون رؤوس نووية قائلا: “بالطبع لا فمن خلال مشاهد الفيديو التي تم عرضها فقد أظهرت الفيديوهات انفجارات”، مشيرا إلى أن هدف الهجوم بالدرجة الأولى هو قوة ردع لكن ليس لدرجة أن هذه القوة يمكن أن تُدخل إيران وإسرائيل في حرب مباشرة. وأضاف محمد كنبكلي: “صحيح أن إيران ضعيفة استخباراتيا وحتى قدرات قواتها الجوية بالمقاتلات ضعيفة مقارنة بإسرائيل، لكن تعتبر إيران واحدة من أقوى دول العالم في القدرات الصاروخية البالستية بعد الولايات المتحدة وروسيا، لذلك كان هدف الهجوم بالأمس هي استعادة قوة الردع، باختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية.
كذلك أيضًا كان الهدف من الصواريخ أمس، هو حدوث أضرار قدر الإمكان بالقواعد العسكرية الإسرائيلية وإرسال رسالة لإسرائيل مفادها أنه في حال تعرضت إيران لهجوم من إسرائيل مجددا، فإن طهران تمتلك ترسانة صاروخية تستطيع أن تصل لقواعد تل أبيب العسكرية، وهذه المرة سترسل إيران عدد أكبر ورؤوس متفجرة أقوى، وهذا ما ألمح به المسؤولين الإيرانيين بعد الهجوم، وفقا لـ”كنبكلي”.