تواصلت مجازر الاحتلال الدموية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، وتجددت في محافظات شمال غزة، والتي تشهد إبادة وتطهيرا عرقيا منذ 33 يوما، فيما كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية عن كمية القنابل التي ألقاها الاحتلال على القطاع طيلة فترة حرب الإبادة التي بدأت في 7 أكتوبر لعام 2023.
واستشهد ستة فلسطينيين وأصيب آخرون، بقصف إسرائيلي استهدف منزلا ومدرسة تؤوي نازحين بمحافظة شمال غزة، وتحديدا في بلدة بيت لاهيا.
وطال قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة “حليمة السعدية” في جباليا النزلة، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني على الأقل، وإصابة خمسة آخرين.
كما استشهد 4 مواطنين، في قصف مسيرة تابعة لطيران الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الأربعاء، مجموعة مواطنين في مدينة غزة.
وقال مسعفون من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنهم نقلوا 4 شهداء وعدد من الجرحى عقب قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين قبالة مقر الإسعاف والطوارئ في حي الرمال غرب مدينة غزة، إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
و استُشهد مواطنان، اليوم الأربعاء، بقصف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين في رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد شابين وإصابة عدد آخر، إثر استهداف مسيرة إسرائيلية مواطنين شرق مدينة رفح.
كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مسجد في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
حصار مشدد
وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وفرض الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع هذه العملية حصارا مشددا على المحافظة مانعا الدخول والخروج منها أو من أي منطقة أخرى لمخيم جباليا، إلا عبر حواجز نصبها حيث يتم تفتيش المواطنين النازحين لغزة والجنوب.
وتسببت هذه الإجراءات الإسرائيلية المشددة في إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أعلنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي أسقط أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفر عن تدمير واسع وتلوث الأراضي الزراعية، ما يعيق الزراعة لعقود.
مصادر طبية: استشهاد عدد من الجرحى في مستشفى كمال عدوان لعدم توفر أخصائيين
وقالت مصادر طبية، إن عددا من الجرحى في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة فقدوا حياتهم لعدم توفر إخصائيين جراحيين، إضافة إلى أن أغلب المصابين يصلون المستشفى مشياً على الأقدام، إذ لا توجد مركبة إسعاف واحدة في شمال قطاع غزة.
وأضافت المصادر لـ”وفــا”، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ 10 أيام أغلب الكادر الطبي، ولم يتبقَّ سوى طبيبين وبعض الممرضين.
وأشارت إلى أن الكثير من الجرحى يموتون في الشوارع لعدم تمكنهم من الوصول إلى المستشفى.
وتابعت المصادر، أن عددا من الأطفال والطواقم الطبية أصيبوا بجروح يومي أمس وأمس الأول نتيجة قصف جيش الاحتلال مباني تابعة للمستشفى بشكل مباشر وعشوائي.
ولفتت، إلى أنه رغم المناشدات التي أطلقتها إدارة المستشفى إلى العالم والمؤسسات الدولية والإنسانية، إلا أنها لم تحصل على أي إجابة.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها وجرائم الإبادة في محافظة شمال قطاع غزة، لليوم الـ33 على التوالي، عبر قصف بري وجوي مكثف، وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية لإجبار المواطنين على النزوح جنوبا.
وخلال الـ33 يوما، خلّف العدوان على محافظة الشمال نحو ألف شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، وتدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير آلاف المواطنين جنوبا.
ولا تزال قوات الاحتلال تمنع وصول الطواقم الطبية إلى المصابين شمال القطاع لتقديم المساعدة العلاجية لهم، في ظل توقف الخدمات الصحية وخدمات الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ.
وفي بيان بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية الذي يصادف 6 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام بقرار من الأمم المتحدة، ذكرت السلطة أن “ما أسقط على غزة يتجاوز ما تم إسقاطه في الحرب العالمية الثانية”.
وأضافت أن “قصف الاحتلال المستمر أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتلوث التربة بمواد كيميائية سامة تعيق الزراعة لعقود”.
الفسفور الأبيض
وأوضحت أن “الاحتلال استخدم بعدوانه جميع أنواع الأسلحة والقذائف، أبرزها الفوسفور الأبيض، الذي يحظره القانون الدولي، حيث إنه يستهدف مكونات البيئة مسببا أضرارا بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية”.
ولفتت إلى أن “الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد مئات الآلاف من السكان لعقود”.
وفي الضفة الغربية، أفاد البيان بأن “المستوطنات والتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال تشكل خطرا كبيرا على البيئة، إذ تتعرض مساحات شاسعة من الأراضي للاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر”.
وأضاف أن “المخلفات الناتجة عن تدريبات الاحتلال تلحق الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، حيث تقدر المستعمرات بأنها تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويًا في الأرض الفلسطينية”.
ودعت سلطة جودة البيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان المستمر ومنع استغلال البيئة لأغراض عسكرية، وتطبيق القوانين الدولية.
وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 146 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.