وأعربت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اللتان تنفذان حملة مشتركة للتطعيم ضد شلل الأطفال، عن قلقهما إزاء هذه الضربة المزعومة.
وقالت روزاليا بولين، المتحدثة باسم يونيسف: «التقارير عن هذا الهجوم مثيرة للقلق بشكل أكبر، لأن عيادة الشيخ رضوان هي إحدى النقاط الصحية التي يمكن للآباء الحصول على التطعيمات لأطفالهم فيها».
ووقع هجوم اليوم بينما كان الهدنة الإنسانية لا تزال سارية، على الرغم من التأكيدات المقدمة أن الهدنة ستستمر من السادسة صباحًا حتى الرابعة مساءً.
إصابة الأطفال
بيّن مسؤولون فلسطينيون أن الغارة التي شنتها طائرة إسرائيلية دون طيار على عيادة في شمال غزة، حيث كان يتم تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، أدت إلى إصابة ستة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، بينما نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجوم.
ووقعت الغارة المزعومة في شمال غزة، التي حاصرتها القوات الإسرائيلية وعزلتها إلى حد كبير على مدى العام الماضي. وقد نفذت إسرائيل هجومًا آخر هناك في الأسابيع الأخيرة، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف.
وفي حين لم يتسن حل الروايات المتضاربة، شنت القوات الإسرائيلية غارات متكررة على المستشفيات في غزة خلال الحرب، قائلة إن حماس تستخدمها لأغراض عسكرية، وهي الاتهامات التي نفاها مسؤولون صحيون فلسطينيون.
حملة مصغرة
بدأت حملة مصغرة لإعطاء الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال في أجزاء من شمال غزة. وجاء في بيان للأمم المتحدة أن الحملة تأجلت من 23 أكتوبر بسبب عدم القدرة على الوصول، والقصف الإسرائيلي، وأوامر الإخلاء الجماعي، وعدم وجود ضمانات بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وتم توزيع الجرعة الأولى من اللقاح بسبتمبر في مختلف أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك مناطق شمال غزة التي أصبحت الآن مغلقة بالكامل.
وقال مسؤولون صحيون إن الجولة الأولى من الحملة، وتوزيع الجرعة الثانية في وسط وجنوب غزة، كانا ناجحين.
وقد أُجبر ما لا يقل عن 100 ألف شخص على الإخلاء من مناطق شمال غزة باتجاه مدينة غزة في الأسابيع القليلة الماضية، لكن نحو 15 ألف طفل تحت سن العاشرة ما زالوا في المدن الشمالية، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، التي لا يمكن الوصول إليها وفقًا للأمم المتحدة.
وقالت الوكالات إن المرحلة النهائية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال كانت تهدف إلى الوصول إلى ما يقدر بنحو 119 ألف طفل في الشمال بجرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي، لكن «تحقيق هذا الهدف أصبح الآن غير مرجح بسبب قيود الوصول».
ويقولون إنه يجب تطعيم 90 % من الأطفال في كل مجتمع، لمنع انتشار المرض.
وجود الشلل
انطلقت الحملة بعد الإبلاغ عن أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عامًا، وهي حالة لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر، مصاب الآن بالشلل في ساقه. وقالت منظمة الصحة العالمية إن وجود حالة شلل يشير إلى احتمال وجود مئات آخرين مصابين بالعدوى، ولكن لا تظهر عليهم أعراض.
بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023، وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني وفقًا للسلطات الصحية في غزة، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
حملة التطعيم
تهدف إلى تأمين بيئة آمنة للفرق الطبية للوصول إلى الأطفال وتطعيمهم، وتشمل اتفاقيات هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس، وتتيح فترات هدوء يومية تمتد من الساعة 6 صباحا حتى 3 عصراً، وتستمر الهدنة في كل منطقة ثلاثة أيام، مع إمكانية تمديدها يوما إضافيا عند الحاجة. كما تم تقسيم العملية إلى مراحل بحيث تبدأ من وسط غزة، ثم تنتقل إلى الجنوب، ثم الشمال، مما يسمح بتغطية معظم مناطق القطاع في بيئة آمنة. ويُذكر أن هذه الحملة جاءت بعد رصد حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال لأول مرة منذ 25 عاما، مما جعل من الضروري استكمال هذه الجهود لحماية ما يقارب 650.000 طفل من الإصابة.
الوضع الصعب في مستشفيات غزة:
1 – الهجمات المتكررة على المستشفيات
تعرضت مستشفيات شمال غزة، مثل مستشفى العودة والإندونيسي وكمال عدوان، للغارات الإسرائيلية المستمرة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية، وتعرض العاملين والمرضى للخطر.
2 – الادعاءات العسكرية الإسرائيلية
تدعي إسرائيل أن حماس تستخدم بعض المستشفيات مراكز للقيادة والسيطرة، مما يبرر استهدافها هذه المنشآت الطبية.
3 – صعوبة الأوضاع الطبية
نتيجة الدمار والحصار، تعاني المستشفيات نقصا حادا في الإمدادات الطبية والغذائية والمياه، مما يؤثر سلبيا على رعاية المرضى، ويؤدي إلى ممارسات مثل بتر الأطراف في ظل غياب المتخصصين.
4 – الحصار ونقص الإمدادات
تم حصار مستشفى العودة، مما أدى إلى شلل في قدرته على العمل، وعجز عن تقديم الرعاية اللازمة للمرضى، إلى جانب قلة الطعام والماء، مما أجبر العاملين على تناول وجبة واحدة يوميا.
5 – الوفيات والإصابات بين الطاقم الطبي
تعرض العديد من العاملين في المستشفيات، مثل الأطباء والممرضين، للقتل أو الإصابة بسبب القصف أو إطلاق النار من القناصة.
6 – النتائج الإنسانية
الحصار الطويل والتصعيد حول المستشفيات أسفرا عن مقتل مرضى وجرحى، وإصابة طاقم المستشفيات، إلى جانب أضرار مادية هائلة في المرافق.