الكشف عن تفاصيل خطّة ضمّ غزّة.. نتنياهو يرفض توسلات الجيش بوقف العدوان لاحتلالٍ دائمٍ للقطاع

يرى العديد من المحللين والخبراء والمختصين الإسرائيليين بالشؤون العسكريّة أنّ الأثمان الذي يدفعها جيش الاحتلال في قطاع غزّة باتت ثمينةً جدًا مقارنة بما أسموه الإنجازات التي حققها الكيان في عدوانه الوحشيّ والبربريّ على قطاع غزّة منذ أكتوبر من العام 2023.
وفي هذا السياق رأى ألون بن دافيد، الخبير العسكريّ في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ أنّ قادة الجيش يدفعون بكلّ قوتهم من أجل إنهاء الحرب على قطاع غزّة، بيد أنّ المستوى السياسيّ، وتحديدًا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يرفضون ذلك، ويسعون لفرض الحقائق على أرض الواقع، والذي يتمثّل في احتلالٍ دائمٍ لشمال قطاع غزّة وإقامة المستوطنات الاستعماريّة فيه، على حدّ تعبيره.

وكانت صحيفة (هآرتس) العبرية كشفت عن خطةٍ إسرائيليّةٍ تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتقسيمه إلى أربعة محاور منفصلة، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية.
وأفادت الصحيفة أنّ هذه الخطة ستبدأ بتقسيم القطاع إلى مناطق جغرافية منفصلة، تشمل محاور عسكرية تسهل السيطرة على القطاع. وبدأت الخطة فعلاً في المنطقة الشمالية لغزة، حيث تعرضت العديد من المباني للهدم، ولم يتبقَّ هناك سوى نحو 20 ألف شخص من أصل مليون كانوا يعيشون في تلك المنطقة.
المحور الثاني، هو نتساريم، الذي سيتم تحويله من شارع ضيق إلى ممر رئيسي بعرض 5-6 كيلومترات وطول 7 كيلومترات، يمتد عبر القطاع من الشرق إلى الغرب.
كما أشارت الصحيفة إلى محور صلاح الدين (أو محور فيلادلفيا)، حيث يُتوقع أنْ تشهد هذه المنطقة عمليات هدم واسعة للأحياء السكنية. وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة إسرائيلية لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود الشرقية لغزة بعرض كيلومتر واحد داخل أراضي القطاع، مع تنفيذها بشكلٍ تدريجيٍّ حتى نهاية عام 2025.
إلى ذلك، قال محرر الشؤون الفلسطينية في هيئة البث الإسرائيلية، إليئور ليفي، إنّ جيش الاحتلال، دخل في ما أسماه بنوبة غضب مؤخرًا، تعتمد على “هندسة العقل” لجمهور الاحتلال، عبر تسويق أنّ حركة حماس سوف تركع على ركبتيها.
وأوضح ليفي، في منشورات عبر حسابه على موقع إكس، أنّ الجيش يسوق للجمهور شعورًا وهميًا، أنّ سكان غزة، سيقومون بانقلاب في أيّ لحظة على الحركة، لكن الواقع مختلف تمامًا.
ولفت ليفي إلى أنّ الناطق باسم الجيش، الجنرال دانيئيل هاغاري، يطلع الصحفيين على حقيقة أنّ من أسماهم بالإرهابيين الذين تمّ أسرهم في جباليا، يدلون خلال التحقيقات بأنّ قتل رئيس حركة حماس يحيى السنوار، أضعفهم، وتابع: “يبدو عظيمًا ذلك أليس كذلك؟”.
ومضلا الخبير الإسرائيليّ قائلاً: “لكن الحقيقة المريرة، هي أنّه منذ بدء المناورة في جباليا، قتل ما يقرب من 30 مقاتلاً بمن فيهم قائد اللواء 401 إحسان الدقسة”.
وتساءل الصحفي الإسرائيلي: “كم عدد الكتائب التي قضي عليها خلال هذه الفترة، كم عدد المختطفين الذين أطلق سراحهم الآسرون مقابل العفو أو المال في المقابل؟.. الجواب صفر”.
علاوة على ما ذُكر آنفًا، قال ليفي إنّ نشر هذه البيانات غير المبهجة يسبب انتشار صورة ضبابية، والشيء المهم هو أنْ يؤكدوا أنّ حماس موجودة.
ولفت إلى أنّه قام بتصوير أشياء هذا الأسبوع: “لا تتناسب مع السرد الذي يحاولون بيعه، وطلبت التقاط بعض الصور من داخل القطاع، لكن المتحدث أراد معرفة مضمون المادة قبل الموافقة على إدخالي هناك”، على حدّ تعبيره
وأوضح أنّه بعد إفصاحه عن مادته، فقد بدأ الجيش بالتلعثم عبر حجج عديدة، لا يوجد تصريح بالتصوير في غزة، وأعذار أخرى طنانة حول السبب، وأنّه غير ممكن.
وأشار إلى أنّ المتحدث باسم جيش الاحتلال، “يمسك ببوابة الدخول إلى غزة، وعندما تداعبه يسمح لك بالتصوير هناك، وعندما تتحدى السرد بطريقة واقعية ومحترمة، يصبح فجأة أقل تعاونًا”.
وقال الخبير في الختام وهو مستشرق، إنّ ما أراد تصويره قام به، لكن “من حدود القطاع وليس داخله، كما أردت أنْ يكون، وسوف ترى المادة، وأعتقد أنّهم سيتواصلون معي بشكل أقل لاحقًا”، على حدّ قوله.
وفي الختام، نذكر ما قاله المُحلِّل عيناف شيف في (يديعوت أحرونوت) العبريّة: “الحقائق على الأرض التي يثبتها الجيش الإسرائيليّ شمالي القطاع (من خلال شق الطرق، وبناء البنى التحتية وطرد السكان)، غياب أفق لإنهاء الحرب والغموض السلطويّ لمستقبل القطاع تشتم كاحتلال وليس من النوع المؤقت”.