حذرت الولايات المتحدة من أي تصعيد في لبنان بعدما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ عملية عسكرية هناك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحافيين: “لا نريد أن نرى تصعيدا للنزاع لأنه سيؤدي فقط إلى مزيد من الخسائر في الأرواح سواء لدى السكان الإسرائيليين أو اللبنانيين”.
وأضاف ماثيو ميلر أن التصعيد من شأنه أن يلحق ضررا هائلا بأمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة.
وشدد المتحدث على أن واشنطن تفضل الحل الدبلوماسي للصراع على الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أن مخاطر التصعيد في الشمال تزداد في ظل استمرار الأزمة في غزة.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تحاول احتواء التصعيد على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة وتسعى للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن.
كما أشار إلى أنّ “عدم التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعني استمرار الحرب الجارية”، متابعاً أنّ جهود واشنطن تتركّز على وقف إطلاق النار، والمضي في مفاوضات سلام بين الأطراف المعنية.
ولفت ميللر إلى أنّ “المبادرة المطروحة تتناول وقفاً دائماً لإطلاق النار وبهذا تتجاوب مع مطالب حركة حماس”، مدّعياً أنّ “حماس” تُماطل في قبول المبادرة، وتنتظر الرد عبر الوسطاء.
وحول إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، أضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أنّ “إدخال المساعدات عبر المعابر كافّة هو مسألة دائمة البحث مع مصر ودول أخرى، وشرطها هو توفير الأمن لطواقم الإغاثة”.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مستوطنة كريات شمونة المحاذية للحدود اللبنانية، “الأرض احترقت هنا، ونحن مستعدون لعملية مكثفة للغاية في لبنان”.
وأضاف نتنياهو: “بالأمس احترقت الأرض هنا وأنا سعيد لأنكم أخمدتم الحريق، لكن الأرض احترقت في لبنان أيضا”.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنهم مستعدون لعملية قوية جدا في الشمال.
وبالتزامن مع تصريحات نتنياهو أعلن حزب الله اللبناني أنه استهدف تجمعا مستحدثا للجنود الإسرائيليين في مستعمرة الكوش في بلدة حرفيش الجليل الغربي والتي تبعد عن الحدود مع جنوب لبنان حوالي 5 كم.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بسقوط مصابين في الهجوم بالطيران المسير.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلامية إسرائيلية أن الحكومة صادقت على استدعاء 50 ألف جندي من الاحتياط لإسناد القوات التي تعمل في الشمال على الحدود مع لبنان وفي قطاع غزة.
ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي فإن هذا الدعم الإضافي للجيش الإسرائيلي يأتي في ظل احتمال شن عملية عسكرية واسعة في الشمال ضد “حزب الله” ولتوسيع العملية البرية في رفح، مشيرة إلى أن التجنيد الجديد يرفع عدد الجنود الإسرائيليين في الشمال من 300 إلى 350 ألف جندي.
واليوم، أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، أنّ الحركة وفصائل المقاومة تتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل وتبادل الأسرى.
ولطالما شدّدت “حماس” على موقفها الواضح من المفاوضات، ومفاده أنّه في حال أوقف الاحتلال حربه وعدوانه ضد شعبنا في غزة، فهي مستعدة للتوصّل إلى اتفاق كامل يتضمّن صفقة تبادل شاملة.
وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية ازديادا كبيرا في عدد العمليات وسط تحذيرات من خطورة الوضع ودعوات لجميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار وضبط النفس.