نصر الله : على سكان حيفا أن يستعدوا لأي سيناريو ونتنياهو لا يريد وقفا للحرب ومشروعه في غزة اقتلاع أهلها وتهجيرهم..

 أمين عام “حزب الله” اللبناني السيد حسن نصر الله اليوم الثلاثاء، خطابا بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، وفي وقت يترقب فيه الشرق الأوسط ردا من إيران وحلفائها على اغتيال قياديين كبيرين في الحزب وحركة “حماس”، مؤكدا “ليس هناك ما يمنع إسرائيل من هدم المسجد الأقصى إذا انتصرت بمعركتها الحالية على المقاومة وهي لن تنتصر، واستنجاد إسرائيل بالولايات المتحدة للدفاع عنها مؤشر على أنها عاجزة عن حماية نفسها ولم تعد كما كانت من حيث القوة والهيبة”، وصرح بأنه على سكان مدينة حيفا شمالي إسرائيل أن يكونوا مستعدين لأي سيناريو.
وطالب السيد نصر الله كل المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان من مدينة “نهاريا” إلى الجولان، التواجد قرب الأماكن المحصنة، مضيفا أن “المعركة القائمة تشكل فلسطين وقطاع غزة والضفة ميدانها المركزي وتضاف إليها جبهات إسناد المقاومة”.

وقال السيد نصر الله، في كلمة المتلفزة إن “المعركة مع إسرائيل دخلت مرحلة جديدة”، مضيفا أن إسرائيل “لا تعرف أي خطوط حمراء تجاوزت وأي عدوان ارتكبت”. وتعهّد نصر الله بأن “الحزب سيرد على اغتيال قائده العسكري، فؤاد شكر، على يد إسرائيل”، مؤكدا أن “الحزب يبحث عن رد حقيقي وليس شكلي”، قائلا: “بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.
وحول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، قال نصر الله، إن هذا الأمر “مس بشرف إيران” وليس سيادتها فقط، مشددًا على أنه يختلف عن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، في شهر نيسان/ أبريل الماضي.
وقال السيد نصر الله ان “إسرائيل قد تلجأ لخرق جدار الصوت فوق الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء كلمتي كمحاولة للاستفزاز.. لو حصل ذلك يرد عليه بالشعار المناسب”.
وبالفعل اخترقت طائرات حربية إسرائيلية حاجز الصوت ثلاث مرات فوق بيروت في أقل من 30 دقيقة اليوم الثلاثاء مما أدى إلى انفجارات صوتية مدوية دفعت الناس في العاصمة اللبنانية إلى الركض بحثا عن ملجأ قبل كلمة للأمين العام لجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران. وحلقت الطائرات قبل دقائق من بدء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله القاء كلمته.
وأضاف السيد نصر الله “يكمن سر قوتنا في الاستمرار لأن النيل من قادتنا لن يمس بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق”.
وتابع “الشهيد السيد فؤاد شكر من الجيل المؤسس في المقاومة ولكن إضافة إلى ذلك كان من القادة المؤسسين.. السيد “محسن” (الاسم الحركي للقيادي فؤاد شكر) بدأ مقاتلا وسريعا ما ظهرت مواهبه القيادية وكان حاضرا دائمًا في كل معارك المقاومة الأساسية..وكان على صلة بالعمليات النوعية وخاصة الاستشهادية منها.”
وقال السيد نصر الله ان “غرفة العمليات المركزية في حرب “تموز” كانت في عهدة السيد “محسن” ولم يغادرها طوال 33 يوما.. السيد فؤاد شكر من العقول الاستراتيجية في المقاومة كان يفكر بكل الأمة وثريًا بالأفكار ولديه قدرة عالية على التخطيط.. منذ اليوم الأول لبدء طوفان الأقصى بدأ السيد “محسن” بالتحضير والترتيب لمعركة الإسناد وكان موجودًا في غرفة العمليات طيلة فترة المعركة.. كان يملك ثقافة دينية كبيرة وثقافة عامة واسعة وقدرة بيان جيدة جدا”.
واكد السيد نصر الله ان “المعركة القائمة تشكل فلسطين وقطاع غزة والضفة ميدانها المركزي وتضاف إليها جبهات الإسناد”.
وتابع “في الآونة الأخيرة تطورت ظروف تساعد بقوة على فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) المتطرف كتصريح وزير المالية الإسرائيلي الذي اعتبر أنه من العدل قتل مليوني فلسطيني في غزة إذا لم يرجع الأسرى الصهاينة”.
واضاف “من التطورات المهمة رفض “الكنيست” قيام دولة فلسطينية..هناك شبه إجماع كبير في كيان العدو على رفض إقامة دولة فلسطينية بمعزل عن طبيعة هذه الدولة وهذا تطور مهم لكل من لا يزال يراهن على مسار تفاوضي لحل القضية الفلسطينية”.
واضاف “نتنياهو لا يريد وقفا للحرب ولإطلاق النار ويصر على ذلك في كل الصفقات.. نتنياهو يريد إخضاع غزة والسيطرة الأمنية المطلقة عليها.. مشروع نتنياهو في غزة هو اقتلاع أهلها وتهجيرهم نحو مصر أو إلى مكان آخر، والإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزة لأنهم يرون فيها خطرا وجوديا ولو في اعترف بها دوليا فقط في غزة”.
تابع ان “الضفة ُتقصف بسلاح الجو والمسيّرات والمشروع هناك هو توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن وضمها رسميا.. الإسرائيلي يقول للجميع وللمجتمع الدولي إنه لا يوجد دولة فلسطينية”.
واشار السيد “إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأمريكي الصهيوني على المقاومة في غزة والضفة سيأتي الكيان القاتل للأطفال للتسيّب في المنطقة، ونحن أمام مخاطر بأن يتسيد كيان الاحتلال المنطقة، وهناك نفاق أمريكي عجيب، والأمريكي مستنفر بالدفاع عن اسرائيل التي ترتكب المجازر وهذا دليل على أن اسرائيل لم تعد قوية كما كانت بدليل عملية “الوعد الصادق” الإيرانية”.
واكد ان “إسرائيل الخائفة من الرد الايراني أو رد “حزب الله” تستنجد الأمريكي ودول غربية وهذا دليل تراجع الردع الاسرائيلي وهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها”، مؤكدا “إذا انتصرت حكومة نتنياهو في غزة والضفة فهذا يعني أن المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية سيكونان في خطر كبير”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الرادارات “الإسرائيلية” والأقمار الصناعية الأمريكية في قمة استنفارها خشية من الرد واليوم وصلت مسيراتنا إلى شرق مدينة عكا”.
وتابع “اذا هزمت المقاومة في غزة ستنتهي المقدسات المسيحية والإسلامية و المخاطر ستمتد إلى لبنان والنظام الأردني الحالي، لأن المشروع الحقيقي لنتنياهو هو الوطن البديل، المخاطر أيضا على سوريا وعلى مصر وكل دول المنطقة، وامام مرأى العالم فعلت إسرائيل ما تفعل وهو صامت.. الخطر الإسرائيلي لا يُواجه بدس الرؤوس في التُراب والهروب من العاصفة لأن العدو يقاتل بدون خطوط حمراء” مؤكدا ان “هدف هذه المعركة منع إسرائيل من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية والمطلوب المواجهة والتصدي وعدم التردد وعدم الخضوع وهذا واجب إنساني وشرعي”.
وتابع “الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع إسرائيل من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية”، على كل إنسان شريف أن يواجه، وهدف هذه المعركة هو منع إسرائيل من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية.. هذه المواجهة لها أفق انتصار تاريخي كبير”.
وقال السيد نصر الله “اغتيال القائدين شكر وهنية هو إنجاز إسرائيلي ولكنه لا يغيّر في طبيعة المعركة، وجعل ذلك وضع العدو أصعب فعمليات الضفة تصاعدت والهجرة العكسية ارتفعت إضافة لضرر على كافة الأصعدة، وإسرائيل ما زالت في وضعٍ صعب حتى ما بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية والشهيد السيد فؤاد شكر، بل هي أصبحت في وضع أصعب وفق اعترافها، نحن في معركة لها أفق”.
ودعا السيد نصر الله  المقاومة في غزة والضفة الغربية و”من موقع الشراكة في الدم والجهاد والمصير والمستقبل إلى المزيد من الصبر والصمود”.
وقال “إيران ألزمت بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق والآن ملزمة أن تقاتل (إسرائيل) بعد اغتيال الشهيد هنية في طهران وليس مطلوبا من إيران وسورية الدخول في القتال، دعوتنا لجبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزة رغم التضيحات”.
كما دعا الدول العربية لأن تستيقظ أمام الخطر الذي يهدد المنطقة لأن تعيد النظر في سلوكها أمام المخاطر التي تتهدّد المنطقة والمطلوب من إيران وسورية الدعم السياسي والمادي والعسكري والتسهيلات.
وتابع “على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدو”.