إيمان خليف: ظلموني.. لكن «الحواجز تولّد الدوافع»

بعد فوزها بالميدالية الذهبية في الملاكمة وزن 66 كغ في دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024، ومواجهتها للحملة الشرسة التي شككت في أنوثتها؛ تحدثت البطلة الجزائرية إيمان خليف عن إنجازها وما أحاطها قبله من حملات لتشويه سمعتها، وقالت لقناة «بي بي سي»: «كان مسلسلا طويلا وشاقا، 20 يوما من الكواليس، لكن التوفيق كان من الله، كي أتصدى للحملات الشرسة من تنمر وما شابه، هي قضية صبر وكفاح ومعاناة، كنت دائما أقول كلمة في كل مقابلة أظهر بها ألا وهي أن الحواجز تولد الدوافع، الحمد لله تحكمت في أعصابي وذهني، روحي كانت رياضية من أجل حلمي حتى توجت بالذهبية».

وأضافت: «الحملة عليّ كانت شرسة من جميع أنحاء العالم، ظلموني، لكن أشكر اللجنة الأولمبية الدولية التي خرجت لإظهار الحقيقة، الحمد لله بعد إقصائي من بطولة العالم كان هدفي الأولمبياد، لأنني أعرف أنني ظُلمت، والحمد لله حققت الحلم الأولمبي وظهرت الحقيقة، هذا يبين للعالم كيفية النجاح من لا شيء إلى شيء».

وعن رد فعلها حول ما كان يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأزمة قالت: «لم أكن أتابع وسائل التواصل الاجتماعي، كان هناك فريق طبي ذهني خاص، أبعد الهاتف عني، وخصص غرفة نوم خاصة لي بمفردي، حتى تجاوزت هذه المرحلة، وركزت على المنافسات والخصوم، والحمد لله وفقني الله».

وعن علاقتها بالإيطالية إنجيلا كاريني ومنافساتها بشكل عام على مدار البطولة، علقت الجزائرية: «لا أعرف لماذا أحدثوا تلك الضجة، لقد استغلوا الفرصة، هم يعرفونني منذ سنوات، وبالنسبة للملاكمة الإيطالية فقد كانت زميلتي، تعرفني جيدا منذ سنوات وليس منذ سنة أو اثنتين، فأغلب تحضيراتي كانت في إيطاليا، كل المدربين الإيطاليين يعرفونني جيدا منذ أن كنت لا أحصد ميداليات حتى تطورت، لذلك أظن أنهم استخدموا الحملة للتأثير على نفسيتي، وهذا شيء طبيعي، فالفوز يأتي بأي طريقة، لكن العيب هو تخطي الحدود بهذه الطريقة، وأريد إيصال رسالة للعالم (لا بد على جميع الرياضيين أن يلتزموا بالمبادئ الأولمبية والميثاق الأولمبي)، أتمنى أن يتجنبوا التنمر والكراهية، لأنهم قادرون على تفرقة شعوب».

وتابعت: «في كل منازلة تحليت بالروح الرياضية، كل الملاكمات بعد نهاية المباراة كنت أقدم لهم التحية، هذا شيء طبيعي، حتى وأنا أتوج بالذهبية المنصة كنت مليئة بالسعادة من قبل الوصيفة والثالثة، أريد توجيه التحية لهما».

واختتمت إيمان خليف حديثها بقولها: «لن تقدروا على تغيير الحقيقة، الحقيقة تبقى حقيقة، هي فوق كل شيء، والعدالة الإلهية فوق كل شيء، أنا بنت مسلمة وعربية وذات أخلاق، جئت من أجل هدفي وتحقق، فخورة بكوني جزائرية وبدفاع الشعب عني، أشكرهم كثيرا، لساني يعجز عن التعبير، أشعر أنني في فيلم لا أريد أن ينتهي، وأولمبياد باريس ما هو إلا بداية، سأرتاح بضعة أشهر ثم أعود للبحث عن طريق آخر في الملاكمة».

يذكر أن أنجيلا كاريني انسحبت من مواجهة إيمان في الأولمبياد بعد مرور بضع ثوان من انطلاق المواجهة بينهما، بداعي تلقي ضربة قوية «لم تقدر على تحملها»، لتخرج باكية بداعي أنها لم تواجه أنثى.

لكن بعد ذلك الانسحاب بأيام قليلة، خرجت الإيطالية للاعتذار لإيمان خليف، معربة عن حزنها من الحملة الشرسة التي تعرضت لها، ومعلنة احترام قرار اللجنة الأولمبية بأهليتها لمواجهة النساء كونها أنثى طبيعية.