الجيش الإسرائيلي يهدد باستهداف سيارات الإسعاف بزعم ملاحقة عناصر “حزب الله”..

 هدد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، باستهداف سيارات الإسعاف في لبنان، مدعيا أنه رصد “استغلال حزب الله” لهذه المركبات في “نقل معدات وعناصر لأغراض عسكرية”.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد استهدافاته للكوادر والمنشآت الطبية في الأيام الأخيرة خلال هجومه “الأعنف” على لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وادعى الجيش في بيان، أنه “رصد خلال الأيام الأخيرة” ما قال إنه “استغلال متزايد” من عناصر “حزب الله” لسيارات الإسعاف من “أجل نقل مخربين ووسائل قتالية”.

وحذر من “تداعيات استمرار هذه الظاهرة” وفق ما يدعيه، داعيا الأطقم الطبية في لبنان إلى “الابتعاد عن عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم”.
‏وتابع مهددا: “كل مركبة يثبت أن عليها مخربا مسلحا يستخدمها لأغراض الإرهاب، بغض النظر عن نوعها، سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها لمنع استعمالها العسكري”.
وخلال الساعات الأخيرة، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية ضد الطواقم والمنشآت الطبية في لبنان ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
فقد استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، في وقت سابق الجمعة، سيارة إسعاف قرب مستشفى مرجعيون الحكومي جنوبي لبنان، ما أدى إلى مقتل 4 مسعفين، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وعقب ذلك، خرج مستشفى مرجعيون عن الخدمة بعد إخلاء طاقمه الطبي عقب تهديدات إسرائيلية باستهدافه.
كذلك، أفادت الوكالة اللبنانية، مساء اليوم، بإصابة عدد (لم تحدده) من أفراد الكادر الطبي والممرضين بـ”مستشفى الشهيد صلاح غندور” في مدينة بنت جبيل (جنوب)، إثر قصف مدفعي إسرائيلي لحرم ومحيط المستشفى.
والخميس، كشف وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي 97 من الطواقم الطبية والطوارئ، وتسببت بأضرار لأكثر من 10 مستشفيات، داعيا المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الانتهاكات.
وأكد أنه لا صحة “لادعاءات إسرائيل بوجود أسلحة في المستشفيات”.
وتجرم العديد من الاتفاقيات الدولية استهداف الكوادر والمنشآت الطبية أثناء الحروب، ومن ضمنها المادة 12 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تؤكد “ضرورة احترام وحماية الوحدات الطبية المتنقلة والثابتة في جميع الأوقات”.
كما تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على أنه “لا يجوز مهاجمة المستشفيات المدنية المنظمة لرعاية الجرحى والمرضى، ويجب أن تحترم وتُحمى من جميع الأطراف المتحاربة”.
فيما تعتبر المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أن “تعمد توجيه الهجمات ضد الوحدات الطبية أو الأفراد العاملين فيها جريمة حرب، خاصة إذا كانوا يؤدون واجباتهم وفقا للقانون الإنساني الدولي”.
إلى ذلك، أعرب وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري الجمعة عن خشيته من تحوّل بلاده إلى “غزة ثانية” في ظل تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية ضد حزب الله خلال الأيام الأخيرة، وذلك على هامش حضوره القمة التاسعة عشرة للفرانكوفونية.
وقال مكاري “نعتقد دائما بوجود أمل ضئيل في الجانب الدبلوماسي لأن لبنان يتعرض للقصف كل يوم. بيروت تتعرض للقصف كل يوم، كل ليلة، على مدى 24 ساعة. البقاع، جبل لبنان، الجنوب”، وذلك في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وشدّد الوزير اللبناني على أن بلاده “تعوّل كثيرا على فرنسا. أكثر بكثير من دول أخرى. نعوّل أيضا على المبادرة الفرنسية الأميركية التي تمّ إعدادها في نيويورك” على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحظيت بدعم أطراف عدة مثل الاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات وقطر وبريطانيا وغيرها.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب أكد هذا الأسبوع في تصريحات صحافية، أن إسرائيل وحزب الله وافقا على المقترح الأميركي الفرنسي بوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما. إلا أن الدولة العبرية أقدمت على اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله بضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ودان مكاري “الموقف الإجرامي” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأوضح أن الأخير “قام باغتيال (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) إسماعيل هنية بينما كان يفاوض على وقف لإطلاق النار. واغتال حسن نصرالله بينما كان يفاوض على وقف لإطلاق النار. لذلك، كان يدرك ما سيحصل”، معتبرا أن ذلك “غير مقبول” من وجهة النظر اللبنانية.
ورأى أن التصرفات الإسرائيلية “أدخلت البلاد بأكملها وربما المنطقة في حرب لن تنتهي على الإطلاق”.
وتابع “كلبناني… كيف يمكننا التعايش مع ألفي قتيل، عشرة آلاف جريح، و1,2 مليون نازح في لبنان خلال أسبوع؟ هذا أمر مروع”.
كما اعتبر مكاري أن موقف الولايات المتحدة “غير مقبول”.
ورغم دعواتها إلى وقف إطلاق النار وعدم التصعيد، تواصل واشنطن توفير الدعم العسكري لحليفتها إسرائيل.