لليوم 12 وشمال غزة يُباد.. شهداء في الشوارع ونسف وحرق منازل بساكنيها ومنع إدخال الغذاء والماء للمحاصرين

لليوم الثاني عشر على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، حرب الإبادة والتجويع في شمال قطاع غزة، بهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين عبر ممارسات قاتلة تنتهك القانون الدولي.
ويعمق الجيش حالة المجاعة عبر استمرار منع دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة المحاصرة بشكل محكم، وسط قصف متواصل وإطلاق نار وتدمير لمنازل ومربعات سكنية.
وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت إسرائيل بدء اجتياح شمال القطاع بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إنها تعمل على تهجير المواطنين واحتلال المنطقة وفصلها عن بقية القطاع.
وقال مراسل الأناضول إن استمرار الحصار الإسرائيلي لشمال قطاع غزة لليوم الثاني عشر على التوالي يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية للغاية في ظل استمرار الاجتياح العسكري.

وأضاف أن البنية التحتية في مخيم جباليا تعرضت لدمار واسع، وسط انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، كما يواجه الفلسطينيون نقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية.
وقال مصدر محلي لمراسل الأناضول إن الجيش الإسرائيلي فجَّر مربعا سكنيا بالكامل مقابل مخازن صافي في مخيم جباليا شمالي القطاع، باستخدام روبوت آلي مفخخ.
والسبت، قال مصدر أمني للأناضول إن هذا السلاح استُخدم أول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو/ أيار الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها “روبوت يحمل براميل نارية متفجرة”.
من جهته، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم “روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي” شمال القطاع.
وأضاف للأناضول الاثنين، أن “الجيش الإسرائيلي نسف وأحرق مباني سكنية في محيط مخيم جباليا، ضمن عملية تدمير ممنهجة، شملت البنية التحتية للمخيم والمباني السكنية والخدماتية”.
والأربعاء، كثّف الجيش الاسرائيلي إطلاق النار والقذائف المدفعية على المناطق الشمالية الغربية لمخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، وفق شهود عيان لمراسل الأناضول.
وأضاف الشهود أن الآليات الإسرائيلية والطائرات المسيّرة أطلقت النار بكثافة تجاه منطقة الصفطاوي غرب مخيم جباليا وشمالي مدينة غزة؛ ما أسفر عن جرحى فلسطينيين.
وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إلى كثير من الأماكن المستهدفة شمال قطاع غزة، بفعل الاستهداف الإسرائيلي المباشر لها، وفق المراسل.
فيما أطلقت “زوارق حربية إسرائيلية نيرانها وقذائفها باتجاه سواحل مدينة غزة وشمال القطاع”، بحسب مصدر محلي لمراسل الأناضول.
كما أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل إنارة في سماء حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة والمحاذي لشمال القطاع، وفق شهود عيان.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة: “طواقمنا انتشلت 5 شهداء و8 جرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة القرم في حي النصر شمال غرب مدينة غزة”.
وأضاف في بيان، الأربعاء، أن المنزل المستهدف “بداخله نازحون من عدة عائلات وهم: البردويل وأبو نصر وحسين، ونستمر في البحث عن 4 مفقودين”.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل مكثف جنوب حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، دون وقوع إصابات، حسب شهود عيان لمراسل الأناضول.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب “الإبادة الجماعية” نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.