على خطى الاكتفاء الذاتي.. تفاصيل مشروع جديد لزيادة إنتاج الق



10:50 ص


الأحد 17 نوفمبر 2024

قنا-عبدالرحمن القرشي :

يعد القمح من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية الهامة، لكونه وقود غذاء الشعوب، ويدخل في أغلب الصناعات الغذائية علاوة على المخبوزات التي هي بمثابة تاج المائدة، ومن هنا يهتم مشروع تعزيز الأعمال الزراعية بالريف المصري تحت رعاية وزارة الزراعة بدعم السبل الصحيحة لزراعة القمح لتحسين حجم وجودة بقنا ومحافظات الصعيد، في ظل التغيرات المناخية وارتفاع أسعار استيراد الأقماح تحت وطأة الحرب الروسية الأوكرانية.

ويحرص مشروع تعزيز الأعمال الزراعية بالريف المصري تحت رعاية وزارة الزراعة المصرية والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على عقد ندوات نظرية وعملية تطوف قرى محافظة قنا والصعيد لتوعية المزارعين بأساليب الزراعة الحديثة لمحصول القمح عبر “نظام التسطير على المصاطب الزراعية”، والتحذير من الأخطاء الشائعة التي يقع بها المزارعين خلال زراعة القمح، مما يهدر حجم وجودة المحصول.

الأساليب الحديثة لزراعة القمح
قال الدكتور إسلام علي الأخصائي الزراعي،: إن مشروع تعزيز الأعمال الزراعية بالريف المصري، يعزز الجرعات الإرشادية للمزارعين حول الأساليب الحديثة لزراعة القمح، عن طريق زراعة القمح بنظام “التسطير على المصاطب”، وعبر استخدام التقاوي المعتمدة من قبل مراكز البحوث الزراعية، والتي تحدد السياسة الصنفية لتقاوي الأقاليم، فتقاوي الوجه القبلي تختلف عن تقاوي الوجه البحري، لأن التغيرات المناخية استوجبت تحديث سبل زراعة القمح بهدف تحسين الانتاجية، بالإضافة لاستخدام برنامج تسميد ومكافحة متوازن من المنافذ المعتمدة للشركات المرخصة مع ضرورة مقاطعة السوق السوداء التي تضم منتجات قد تدمر المحاصيل”.
وأوضح يوسف أحمد إبراهيم، مزارع خبير بمحصول القمح بقرية بئر عنبر بقنا، أنه اتبع العام الماضي إرشادات مشروع تعزيز الأعمال الزراعية بالريف المصري خلال زراعة محصول القمح، من خلال التسطير على المصاطب الزراعية، مما وفر في كميات المياه المستخدمة والأسمدة والمبيدات، خلال الحصاد نجح في مضاعفة حجم الفدان من 20 إردب : 30 إردب من القمح، كما أكد إبراهيم أن استخدام الأساليب الحديثة في الزراعة ليست صعبة، بل هي توفر الوقت والمجهود وتضاعف من حجم وجودة المحصول.

ذكر الدكتور سعد عبدالله الأخصائي الزراعي، أن الدولة المصرية نجحت في زيادة مساحة الأراضي الزراعية بمحصول القمح 2.9 مليون فدان إلى 3.9 مليون ونحتاج إلى مساحة 3.5 مليون فدان أخرى، لكن باتباع الأساليب الزراعية الحديثة يمكن تعويض الفجوة، عبر تحسين ومضاعفة حجم و جودة المحصول للفدان الواحد، بتباع الأساليب الصحيحة يتضاعف حجم الإنتاج من 15 إردب إلى 30 إردب للفدان”.

الأخطاء الشائعة
فيما كشف شاذلي فكري مزارع من مركز قفط بقنا حقق أعلى إنتاجية لزراعة القمح العام الماضي للفدان الواحد، أبرز الأخطاء الشائعة التى يقع فيها المزارعين، ومنها استخدام التقاوى المخزنة بالمنازل دون التأكد من سلامتها وتوافقها مع التربة، مما يؤثر بقوة على المحصول وجودته، كذلك استخدام مبيدات عشوائية للحشائش والحشرات والأمراض الفطرية، وهو ما قد يضر بصحة من يتناول المحصول، لأن المبيدات مثل الدواء والعلاج، لابد الحصول عليه من المنافذ المعتمدة والمرخصة بعيدا عن السوق السوداء التي تعج بالمنتجات التالفة”.

وأوضح شاذي، أن فكرة زراعة القمح على المصاطب الزراعية عبر التسطير يوفر في حجم المياه المستخدمة في الري وكميات الأسمدة، ويناسب التغيرات المناخية الجديدة التي طرأت على أغلب الأقاليم المصرية”.

وشدد نجاح أحمد الصغير، مزارع بمحافظة قنا، على أهمية التفريق بين الأمراض الفطرية التي تحتاج إلى وقاية والآفات الحشرية التي تحتاج إلى مكافحة، حيث يوجد بالأسواق الزراعية 140 مركبا للمبيدات لمقاومة الحشرات والفطريات لحماية محصول القمح من الأمراض، مع ضرورة استخدام السبل الصحيحة خلال الرش بالمبيدات دون الإفراط في الكميات المستخدمة و السلامة الشخصية للقائم على الرش.