دافع الجنرال الإسرائيلي غيورا آيلاند، اليوم الجمعة، عن خطته لتهجير الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، عبر فرض حصار مطبق عليهم، مهاجما الأصوات التي تنتقده وتنتقد هذه الخطة، وتصفها بأنها “جريمة حرب”.
وقال آيلاند في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” بعنوان: “محاصرة العدو لا تعدّ جريمة حرب”، مشيرا إلى أن هيئة تحرير الصحيفة كتبت عنه أقوالا انتقادية شديدة، واتهمته بعرض خطة “مجرمة” لإنهاء الحرب.
ولفت إلى أن المقال كان عنوانه “الجنرالات المتحايلون والجشعون”، مضيفا أنني “أدرك سلبياتي الكثيرة، لكن الخداع والجشع ليست من بينها. أنا سأتحمل النظرة الشخصية، وسأحاول توضيح نقاط مهمة أكثر”.
أخطاء كبيرة
وتابع قائلا: “الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت منذ بداية الحرب وحتى الآن: العملية الأولى التي يجب اتباعها عند فحص الاستراتيجية هي تعريف الرواية أو شرح القصة. قبل 18 سنة، تحول قطاع غزة عمليا إلى دولة مستقلة، كانت لها كل خصائص الدولة: حدود واضحة، نظام مركزي مستقر، سياسة خارجية مستقلة، جيش خاص بها”.
وأردف قائلا: “بالنسبة للداخل، تطورت فيها عملية تشبه العملية التي جرت في ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين. الحزب الذي فاز في الانتخابات في 2006، حماس، نجح في توحيد ودمج الحزب مع كل المؤسسات الأخرى التي عملت في القطاع، وخلق شعبا متماسكا موحدا، على أساس دعم الزعماء والأيديولوجيا”.
وذكر أن “الطريقة الصحيحة والوحيدة لوصف ما حدث في 7 تشرين الأول 2023، هو ما يلي: دولة غزة شنت حربا قاتلة على دولة إسرائيل. وبدلا من الفهم بأن هذا هو الواقع، فإن حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام، تبنوا الرواية الخاطئة التي تقول؛ إن حماس في الحقيقة التي نفذت العملية، وسكان غزة أبرياء (..)، وهذه رواية خاطئة أدت إلى اختيار استراتيجية ارتكزت كلها، وما زالت، على عملية واحدة، وهي الضغط العسكري”.
وأكد أن “الاعتماد على الضغط العسكري فقط هو خطأ كبير. هيا نفحص ذلك في مثال: ماذا كان سيحدث لو أن دولة لوكسمبورغ الصغيرة نفذت عملية مشابهة، أي قامت بمهاجمة بلجيكا بشكل مفاجئ وقتلت 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفت 250 مواطنا بلجيكيا؟ من المؤكد أنه حتى قبل تنفيذ أي عملية عسكرية، كانت بلجيكا ستقوم بإغلاق الحدود بين الدولتين، وفرض الحصار على لوكسمبورغ”.
واستكمل قائلا: “دولة إسرائيل كان يجب عليها العمل بالطريقة نفسها بالضبط. لو أننا تصرفنا بهذا الشكل، لكان يمكننا إعادة جميع المخطوفين منذ فترة طويلة، وإنهاء الحرب وحتى توفير أرواح آلاف المدنيين الفلسطينيين. في مثل هذا السيناريو، لم يكن سيبقى لحكومة غزة أي خيار باستثناء التنازل”.
أفضلية حماس
ورأى أنه “في دليل جزئي على ذلك، يمكن إيجاده في الطريقة التي تم فيها تحقيق صفقة التبادل الوحيدة حتى الآن قبل سنة تقريبا. فقد حصلت إسرائيل على عشرة مخطوفين على قيد الحياة كل يوم، وأطلقت سراح فقط 3 غير مهمين مقابل كل مخطوف”.
ونوه إلى أن “الجيش الإسرائيلي لم يكن مطلوبا منه القيام بأي انسحاب كشرط للصفقة. كيف ذلك؟ سبب ذلك بسيط، هو أنه حتى تلك الصفقة، دخل إلى القطاع شاحنتان للمواد الغذائية في اليوم. حماس طالبت بزيادة عدد الشاحنات إلى 200 شاحنة. هذه كانت الحاجة الضرورية جدا بالنسبة لها، لذلك فقد أظهرت استعدادا كبيرا للموافقة على التنازل. خطأ إسرائيل كان هو أننا لم نهتم بأن يتم تخفيض كمية المواد الغذائية إلى شاحنتين فقط في اليوم التاسع من الصفقة، وهو اليوم الذي خرقت فيه حماس الصفقة”.
وأكد أن أفضلية حماس هي أنه في غزة تحدث مواجهتان، مواجهة عسكرية وأخرى سياسية، مبينا أنه في الجانب العسكري، الجيش الإسرائيلي حقق انتصارا باهرا. في الجانب المدني، في المقابل، حماس فازت. هي تنجح في الحفاظ على سيطرتها السياسية في القطاع لسببين. الأول؛ لأن إسرائيل أوقفت أي مبادرة لخلق بديل سلطوي. الثاني؛ لأن حماس تسيطر على الجانب المهم جدا، أي الاقتصاد”.