التاريخ حافل بأمثلة لممثلين تحولوا من أضواء الكاميرات إلى الرئاسة. ربما يكون فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا الحالي، أبرز مثال معاصر. زيلينسكي بدأ حياته المهنية ممثلا كوميديا وشخصية تلفزيونية، واستطاع عبر شعبيته الكبيرة أن يتقلد منصب الرئاسة في واحدة من أكثر الفترات تعقيدا في تاريخ بلاده.
ليس زيلينسكي وحده، فالولايات المتحدة شهدت تحول الممثل رونالد ريغان من نجم سينمائي إلى رئيس للدولة العظمى. ريغان، بدأ مسيرته ممثلا بأدوار مغمورة قبل أن يعتلي المسرح السياسي ويتمكن من قيادة البيت الأبيض لولايتين.
كما أن دونالد ترمب، الذي ترأس الولايات المتحدة لاحقا، كانت له تجربة تمثيلية هامشية في السينما والتلفزيون. من أشهر أدواره ظهوره في فيلم Home Alone 2 عام 1992، ورغم قصر مدة مشاهده الفنية، إلا أن حضوره الإعلامي ساعده في الترويج لنفسه سياسيا.
أما في آسيا، فتبرز تجربة الرئيس الفلبيني السابق جوزيف استرادا، الذي حقق شهرة واسعة في مجال التمثيل قبل أن يقود بلاده عام 1998، مستندا على شعبيته الفنية.
في أمريكا اللاتينية، أثبتت تجربة جيمي موراليس، الممثل الكوميدي الذي تولى رئاسة غواتيمالا عام 2016، أن الكاريزما الفنية قد تكون مفتاحا لكسب الثقة السياسية. موراليس استثمر خبرته في الكوميديا الساخرة للتواصل مع الناس، ما ساعده على تحقيق انتصار ساحق في الانتخابات.
هل يفعلها سليمان؟
جمال سليمان، الذي عُرف بدوره في المسلسلات التاريخية والاجتماعية، لمح في مناسبات عدة إلى اهتمامه بالقضايا العامة. في حال قرر خوض غمار السياسة، فسيجد أمامه أمثلة ناجحة وأخرى مثيرة للجدل، لكن القرار يبقى رهينا بظروف المرحلة وتقبل الجماهير لفكرة أن يتحول الفنان إلى قائد سياسي.
هل سنشهد يوما ما إعلانا من سليمان، عن ترشحه لمنصب سياسي؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.