نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريرا أشارت فيه إلى أن وزراء الحكومة الإسرائيلية يهددون أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، ولكنهم “يعلمون أن أيدينا (أيدي الإسرائيليين) مقيدة”.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة “معاريف” أنه “لسنوات عديدة، تخصصت القيادة الإسرائيلية في إطلاق التهديدات الفارغة للقضاء على حزب الله، تماما كما هددت بالقضاء على حماس”، مضيفة أن “العدو قد أدرك منذ زمن طويل أن هذا كلام فارغ، ولهذا وصلنا إلى ما نحن فيه”.
وأردف التقرير: “في الأسبوعين الماضيين، زاد الجناح العسكري لحزب الله من هجماته على طول حدودنا الشمالية (الحدود الإسرائيلية الشمالية)، طائراتهم الهجومية (بدون طيار) أكثر دقة، والنيران أكثر كثافة، وكانوا محظوظين أيضا، وأدت الصواريخ التي أطلقوها إلى إشعال النار في الحقول القريبة من الحدود.. من لم ير النيران الهائلة التي تجتاح هذا الأسبوع منازل المستوطنات في جبال نفتالي وتهدد بتدميرها”.
وتابعت “معاريف” في تقريرها: “بالأمس، زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كريات شمونة، وفي نهاية زيارته قال إن إسرائيل مستعدة لعمل قوي للغاية في الشمال. قبل يوم واحد، أجريت مقابلة مع الوزير إيتامار بن عفير، وأعرب عن رغبته في ذلك قائلا..”إذا أعطوني المسؤولية في الشمال.. صدقوني..حزب الله كان سيعلم كيف سيكون رد فعل دولة إسرائيل”، وبعد ساعة، ذكر رئيس الموساد السابق يوسي كوهين أن إسرائيل تعرف مكان نصر الله، وإذا أردنا يمكننا اغتياله، على حد تعبيره، ودعا وزير الثقافة ميكي زوهار، في جلسة مجلس الوزراء أمس، إلى شن هجوم قوي، من شأنه أن يعطل قدرات حزب الله وأيضا، وبعبارة أخرى، إذا فُهم الأمر بشكل صحيح، فقد دعا زوهار إسرائيل إلى مهاجمة إيران”.
وأردف القرير: “كلام قوي بالفعل، لكن من الضروري الاعتراف بالحقيقة..لا يملك الجيش الإسرائيلي القدرة الكافية على مهاجمة إيران، وبالتأكيد ليس اليوم، بعد ثمانية أشهر من الحرب في قطاع غزة، ومن المشكوك فيه أن يكون لديه القدرة على شن حرب واسعة النطاق في لبنان أيضا، ومن المؤكد أن الفوز بها ممكن، أو أقل من ذلك بقليل..أولئك الذين لا ينجحون في إخضاع حماس لمدة ثمانية أشهر، كيف سيتمكنون من هزيمة حزب الله، وكيف ستتمكن إسرائيل، في وضعها الحالي، من تحقيق ذلك؟ حتى قبل أن تنهي مهامها في غزة؟ مع قلة عدد الجنود، وضعف دافعية المجتمع الإسرائيلي، والركود الذي يزداد سوءا، ولم نتحدث عن برودة العلاقات بين إسرائيل والبيت الأبيض، هذه التهديدات التي تتكرر منذ أكثر من 25 عاما، هي كلام فارغ، وعندما نتحدث فقط، فإن الصورة التي نحصل عليها من الجانب الآخر هي ضعف..”.
وجاء في التقرير: “لو كان بوسع الجيش الإسرائيلي أن يحرق لبنان كله، أو يحتل بيروت، أو يدمرها، لكان قد فعل ذلك بالفعل في بداية الحرب، وإذا لم يفعل، فمن المحتمل ألا يفعل ذلك أو أنه لا يوجد مبرر لذلك، وإذا كان لا يستطيع، أو لا يريد، فمن الأفضل أن يصمت، فالعدو يلاحظ التردد والخلافات.. لم يتعلموا دروس 7 أكتوبر.. لقد تبين أن إسرائيل ليست قوية كما أخبرنا قادتها، وانهارت خلال ساعات أمام فرقة من المقاتلين.. في الشمال كنا محظوظين جداً لأن نصر الله لم يرسل رجاله إلى الأراضي الإسرائيلية، لأنه حينها سيحتل الجليل.. لقد نسينا أنه بدون الدعم الأمريكي، وخاصة النقل الجوي للأسلحة والذخائر، كنا في خطر وجودي على الجمهور.. إن إمكانية تدمير لبنان والخروج منه بسلام ليس الوهم الوحيد الذي يخرج من أفواه قادتنا هذه الأيام”.