كيف تقرأ “إسرائيل” رد حماس وما هي أبرز التعديلات التي أدخلتها الحركة على مقترح الصفقة؟

ذكرت تقارير إسرائيلية أن التوصل إلى هدنة طال أمد مفاوضاتها لإرساء وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلية وحركة حماس “لا يزال ممكنا”، وذلك رغم فرصه المحدودة في ظل المزاعم الإسرائيلية بأن حركة حماس “شددت” من مواقفها في بعض الملفات والتعديلات التي ردت من خلالها على المقترح الإسرائيلي الذي عرضه الرئيس الأميركي، جو بايدن، وسط جهود مكثفة للوسطاء، في محاولة لـ”سد الفجوات”.

وقبلت حماس هذا الأسبوع بالخطوط العريضة للصفقة المقترحة لكنها طلبت “تعديلات”، في حين اعترض رئيس الحكومة الإسرئيلية، بنيامين نتنياهو، علنا على جوانب من الخطة، ما أثار تساؤلات حول التزام إسرائيل بما تقول الولايات المتحدة إنه مقترح إسرائيلي، وعاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للتأكيد اليوم على التزام تل أبيب بالخطة، رغم أن إسرائيل لم تعلن قبولها رسميا، فيما توعد وزراء في حكومة نتنياهو بإحباطها.

وتؤكد حماس أنها “استجابت بشكل إيجابي وجدي لمقترح التهدئة، وفتحت الباب أمام الاتفاق”، فيما ادعت تل أبيب – بواسطة تقارير صحافية أو إحاطات يقدمها “مسؤولون مطلعون” لوسائل الإعلام المحلية والدولية – أن حماس “رفضت المقترح”، أو أنها تصر على مطالب طرحتها من قبل ورفضتها إسرائيل، علما بأن الحركة أدخلت تعديلات على “الجدول الزمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة”.

ضمانات بشأن وقف الحرب والانسحاب من نيتساريم

وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه “رغم أن حماس تتخذ موقفا متطرفا وتحاول إفشال أي جهد، إلا أن الفرصة لا تزال قائمة لإعادة الرهائن بواسطة صفقة. الأمر يعتمد بدرجة كبيرة على النهج الأميركي”. وذكرت القناة أن حماس ترفض تدخل إسرائيل بهوية الأسرى الذين ستشملهم الصفقة، على أن يتم الإفراج عنهم بحسب أقدميتهم في السجون الإسرائيلية.

وأوضحت القناة أن “العقبة الأساسية في صفقة التبادل تكمن في مسألة الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية أي من مرحلة الوقف المؤقت لإطلاق النار إلى مرحلة الوقف الدائم لإطلاق النار”، وأشارت إلى أن “حماس تطالب بضمانات بشأن وقف الحرب”، وذكر التقرير أن “حركة حماس تطالب بأن يبدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من محور نيتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه في اليوم الثالث من بدء تنفيذ الصفقة”.

بدء إعادة الإعمار في المرحلة الأولى

من جانبها، أوردت القناة 13 الإسرائيلية تفاصيل جديدة بشأن الرد الذي تلقته إسرائيل من قبل حركة حماس على المقترح الإسرائيلي، وذكرت أنه يشمل شرطا بـ”بدء إعمار قطاع غزة في المرحلة الأولى من صفقة التبادل وليس الثالثة”، كما ادعت القناة أن “حماس ليست مستعدة لتحديد موعد لتجدد إطلاق النار، حتى لو لم يتم الاتفاق على المرحلة الثانية من الصفقة”، أي تطالب بالالتزام في المرحلة الأولى بوقف كامل لإطلاق النار.

وقالت القناة إن حركة حماس ترفض أي معارضة إسرائيلية على أسماء كبار الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، وادعت القناة أن “إسرائيل قدمت تنازلات كبيرة في ما يتعلق بحقها بالاعتراض على هوية الأسرى الذي سيتم إطلاق سراحهم”، وذكرت أن “حماس ترفض تماما أي تدخل إسرائيلي بقائمة الأسرى”، كما أن الحركة ترفض ترحيل الأسرى “ولا حتى إلى غزة”، وتطالب بإطلاق سراحهم إلى بلدهم الأصلي فيما ترفض إسرائيل تحرير أسرى في الضفة الغربية.

بعض التعديلات التي اقترحتها حماس:

في اليوم الأول من المرحلة الأولى من الصفقة، سيبدأ وقف مؤقت لإطلاق النار من الجانبين، وستبدأ القوات الإسرائيلية بالانسحابة من المناطق المأهولة بالسكان إلى المناطق المحاذية لحدود خارج قطاع غزة.
في اليوم الثالث سيبدأ الانسحاب من محور صلاح الدين وشارع الرشيد، وسيبدأ تفكيك كافة المنشآت العسكرية الموجودة على محور نيتساريم، بالتزامن مع الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا ومن الجانب الفلسطيني لمعبر رفح.
في المرحلة الأولى، ستطلق حماس سراح 32 رهينة إسرائيلية، حيًا أو ميتًا – وليس 33 – حيث سيتم إطلاق سراح ثلاثة رهائن كل ثلاثة أيام.
إذا لم يتم الانسحاب الكامل بحلول اليوم السابع، فسوف يتوقف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
سترتكز قوائم الأسرى الفلسطينيين على مبدأ “الأولوية بناء على الأسبقية بالاعتقال”، أي أن الحركة ستطلب إطلاق سراح الأسرى القدامى.
في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة يجب أن يكون هناك انسحاب كامل من القطاع بأكمله، وهذا يعني أنه لن يكون هناك أي جندي من جيش إسرائيلي داخل غزة.
تنتهي المرحلة الأولى بإعلان الاستعداد لـ”هدنة مستدامة” تستهدف وقف العمليات العسكرية بشكل كامل، قبل تبادل الأسرى من الجانبين.
طلبت حماس إضافة الصين وروسيا وتركيا كدول ضامنة للاتفاق.
“الرد الأكثر تطرفا”

ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن “هذا هو الرد الأكثر تطرفا الذي يمكن لحماس أن تقدمه”، واعتبرت أن رد حماس يعني أن “الضغوط الأميركية لم تنجح”، مشيرة إلى أنه “من الصعب البدء بالمفاوضات في ظل هذه الظروف”، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء الأربعاء، عن مصدر مطلع على المفاوضات أن “حماس قدمت ردا يعتبر في بعض جوانبه الأكثر صرامة مقارنة بالرد الذي قدمته في بداية أيار/ مايو الماضي”.

وأشارت “كان 11” إلى أن حماس طالبت بأن تكون الصين وروسيا وتركيا دولا ضامنة للاتفاق، بالإضافة إلى قطر ومصر والولايات المتحدة، ما لم يرد في المسودات السابقة التي تبادلها الطرفان؛ واعتبرت أن هذا المطلب لن يكون مقبولا على تل أبيب أو واشنطن، كما ذكرت أن حماس تطالب بضمانات أميركية أخرى بأن إسرائيل ستتوقف الحرب؛ علما بأن وزير الخارجية الأميركي قال إن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها حماس، مضيفا أن “بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك”.

وتابع “نحن مصممون على محاولة سد الفجوات. وأعتقد أن هذه الفجوات قابلة للسد. هذا لا يعني أنه سيتم جسر هذه الفجوات، لأنه في نهاية المطاف على حماس أن تقرر”، مضيفا أنه “كلما طال أمد ذلك، ازداد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وحان الوقت لوقف المساومات”، كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في تصريحات صحافية، إن “عددا من التغييرات التي اقترحتها حماس على الاتفاق طفيفة ومتوقعة”.

وأشار إلى أن “بعض التغييرات الأخرى تختلف بشكل جوهري عما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي”، دون ذكر ما هية تلك التغييرات. وأكد سوليفان أن “الولايات المتحدة ستعمل حاليا مع الوسطاء، وتحديدا مصر وقطر، لسد الفجوات النهائية لتتسق مع خطاب الرئيس بايدن في 30 أيار/ مايو الماضي، ومع محتويات قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وأضاف “هدفنا إنهاء هذه العملية. وقت المساومات انتهى، وحان الوقت لبدء وقف إطلاق النار وعودة الرهائن إلى ديارهم”.

عرب48