والآن وبعد مرور حوالي قرنين من وفاة بيتهوفن أحد أشهر الموسيقيين في العالم، بدأ فريق من الباحثين في الوفاء بوصيته بطرق غير متوقعة، من خلال التحليل الجيني للحمض النووي في عينات موثقة من شعره.
ولم تعد معلومة أن بيتهوفن أحد أعظم الموسيقيين الذين عرفهم العالم على الإطلاق كان أصمًا في منتصف الأربعينيات من عمره سرّا اليوم.
وقال عالم الكيمياء الحيوية، يوهانس كراوس، من معهد “ماكس بلانك”، في ألمانيا: “كان هدفنا الأساسي هو تسليط الضوء على المشاكل الصحية التي يعاني منها بيتهوفن، والتي تشمل فقدان السمع التدريجي، بدءًا من منتصف إلى أواخر العشرينات من عمره وأدى في النهاية إلى إصابته بالصمم الوظيفي بحلول عام 1818”.
كما أن السبب الرئيسي لفقدان السمع لدى بيتهوفن لم يكن معروفًا، ولا حتى لطبيبه الشخصي الدكتور يوهان آدم.
بدأ فقدان السمع عند بيتهوفن بطنين الأذن فالعشرينات من عمره، وأفسح المجال ببطء لضعف تحمل الضوضاء العالية، وفي النهاية فقدان السمع في النغمات الأعلى مما أدى فعليًا إلى إنهاء حياته المهنية كفنان أداء.
و لا شيء يمكن أن يكون أكثر مآساوية للموسيقي، من مسألة فقدان السمع، وفي الوصية التي تركها بيتهوفن إلى أخوته، اعترف بأنه كان “مصابا بشكل ميؤوس منه”، إلى حد التفكير في الانتحار.
لم يكن الأمر مجرد فقدان السمع، فقد عانى منذ أن كان عمره، 22 عاما، من آلام شديدة في البطن ونوبات إسهال مزمنة.
ووفقا لموقع “سبوتنيك عربي” فقد ظهرت المؤشرات الأولى لمرض الكبد قبل 6 سنوات من وفاته، وهو المرض الذي يعتقد أنه السبب الرئيسي للوفاة عن عمر ناهز 56 عاما.
وفي عام 2007، أشار تحقيق الطب الشرعي في خصلة شعر بيتهوفن إلى أن التسمم بالرصاص كان من الممكن أن يُعجل بوفاته، إن لم يكن هو المسؤول في النهاية عن الأعراض التي أودت بحياته.
ونظرًا لثقافة الشرب من أوعية الرصاص والعلاجات الطبية في ذلك الوقت، والتي تضمنت استخدام الرصاص، فمن غير المحتمل أن يكون هذا استنتاجًا مفاجئًا.
والأهم كذلك فإن العديد من عينات الشعر من رأس بيتهوفن أثبتت أن وفاته كانت نتيجة لعدوى “التهاب الكبد B”، والتي تفاقمت بسبب شربه للكحول .
وتوفي بيتهوفن في مارس عام 1827، بعد صراع طويل مع المرض.