وسط العملية الأخيرة التي تستهدف فيها قوات الاحتلال شمال غزة المعزول عن بقيّة أنحاء القطاع المحاصر، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أنّ الخدمات الصحية بالكاد تتوفّر في الشمال، إذ تواصل إسرائيل منع بعثات الإغاثة من الوصول إلى هذه المنطقة. يُذكر أنّ آلة الحرب الإسرائيلية كانت قد عمدت إلى تهجير الفلسطينيين في شمال غزة بمعظمهم، منذ الأيام الأولى من الحرب التي دخلت عامها الثاني.
وأشار غيبريسوس، في تدوينة نشرها على منصة إكس، إلى أنّ إسرائيل منعت بعثتَين لمنظمة الصحة العالمية من الوصول إلى شمال غزة مرّة أخرى. وطالبها بـ”وقف إصدار أوامر الإخلاء وبحماية المستشفيات”. وبيّن أنّه “لم تعد أيّ خدمة صحية تقريباً متوفّرة في شمال قطاع غزة”، مضيفاً أنّه “ليس لدى الناس أيّ مكان يذهبون إليه”.
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إسرائيل إلى “تسهيل المهام الإنسانية، لأنّ حياة الناس تعتمد عليها”، وكذلك “إلى العمل من أجل وقف إطلاق النار”، مشيراً إلى أنّ “جميع العالقين في هذا الصراع في حاجة إلى السلام”.
كارثة إنسانية في شمال غزة
في إطار حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تنفّذ قوّات الاحتلال هجومها الثالث على جباليا الواقعة في شمال القطاع المعزول عن الوسط والجنوب، منذ عصر يوم السبت الماضي. بالنسبة إلى الأهالي، فإنّ العملية الأخيرة محاولة جديدة للتهجير في سياق ما يُعرَف باسم “خطة الجنرالات” لتغيير الواقع في شمال قطاع غزة الذي يضمّ محافظة غزة ومحافظة شمال غزة.
في سياق متصل، حذّرت 18 منظمة إغاثة دولية، من بينها منظمات بريطانية وفرنسية وأميركية وسويسرية، من أنّ التوتّر المتزايد في شمال غزة سوف يؤدّي إلى “كارثة إنسانية”. وذكرت المنظمات أنّ تهجير إسرائيل الفلسطينيين في شمال غزة من شأنه أن يزيد سوء الحالة الإنسانية ويعوق عمليات الإغاثة.