وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى المملكة العربية السعودية قادما من دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في إطار جولته الحادية عشرة التي يجريها في منطقة الشرق الأوسط على وقع تصاعد تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.
واستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الوزير الأمريكي في العاصمة الرياض حيث استعرضا “العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك”، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وبحث الجانبان خلال اللقاء “مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في غزة ولبنان، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية”، وفقا للوكالة السعودية.
وفي مستهل زيارته للسعودية، التقى بلينكن بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، حيث بحثا كذلك “تطورات الأوضاع في غزة ولبنان والجهود المبذولة بشأنها”.
ووصل بلينكن إلى السعودية قادما من دولة الاحتلال الإسرائيلي التي استهل بها جولته الحادية عشرة في المنطقة التي تشهد تصاعدا في التوترات إثر تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، فضلا عن التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري كبير على إيران.
وقبل مغادرته “تل أبيب”، قال بلينكن إن واشنطن ترفض أي احتلال إسرائيلي لغزة، متجاهلا الإبادة الجارية هناك والتي استعرت منذ 19 يوما في مناطق شمال القطاع، لا سيما في مخيم جباليا.
وأضاف: “قلنا ذلك سابقا ونكرره، نحن نرفض أي احتلال لغزة، هذه سياستنا، وستبقى كذلك”، مدعيا أن “هذه أيضا سياسة الحكومة الإسرائيلية وفق رئيسها بنيامين نتنياهو”.
وعن الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران في أعقاب ضربات للأخيرة بمئات الصواريخ لأهداف إسرائيلية مطلع تشرين الأول /أكتوبر الجاري، قال بلينكن إن بلاده تعمل على “أن يكون الرد الإسرائيلي بطرق لا تؤدي إلى تصعيد أكبر” في المنطقة.
وتأتي جولة بلينكن في المنطقة في أعقاب استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، يحيى السنوار، في اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الأسبوع الماضي.
وكانت الإدارة الأمريكية اعتبرت استشهاد السنوار “فرصة يجب اغتنامها لمحاولة إطلاق سراح الرهائن”، حسب تعبير مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في معرض تعليقه على استشهاد السنوار، إن ذلك “يمهد الطريق لعودة الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الحرب في قطاع غزة”.
ولدى سؤاله عما إذا كان يشعر بالتفاؤل حول إمكانية وقف إطلاق النار، قال بايدن إنه “يشعر بذلك”، معربا عن “أمله في أن تنتهي الحرب قريبا جدا”. لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن “الحرب ستستمر”.
ولليوم الـ383 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ42 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.