الناشطة السويسرية الفلسطينية ” رشا أبو ريا” تقود حملة في سويسرا للافراج عن تمويل الاونروا..

قامت مؤسسة Campax في سويسرا بتنظيم حملة لجمع توقيعات من سكان سويسرا بهدف تقديم عريضة إلى البرلمان السويسري للتصويت على رفع القيود عن 10 ملايين دولار لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).  

الحملة قُدمت باسم الناشطة رشا أبو ريا/ نجم والسيدة كارلا. ورشا هي ناشطة سويسرية من أصول فلسطينية، نشأت في قطاع غزة حيث تلقت تعليمها في مدارس الأونروا. انتقلت إلى سويسرا في سن 27 عامًا، حيث تعلمت اللغة الألمانية وأكملت دراسة الماجستير في علوم الصيدلة.

وخلال وجودها في غزة، كانت ناشطة شبابية وحقوقية، حيث دعمت حقوق الطفل والمرأة، وعملت مع مؤسسات محلية ودولية.   ومع تصاعد الأزمات في غزة، عادت رشا للعمل الحقوقي الميداني دعمًا لأبناء شعبها وتطوعت مع عدة جمعيات لمساعدة الأطفال الجرحى في غزة، لا سيما لتوفير العلاج لهم في الخارج.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل رشا بشكل تطوعي ضمن فريق معًا التطوعي، الذي يقدم خدمات أساسية لسكان غزة مثل توفير الطعام، المياه، العلاج، الخيام، حليب الأطفال، واحتياجات أخرى.

  ومن هذا المنطلق، ونظرًا للحاجة الملحة لدعم غزة، أطلقت رشا الحملة لدعم الأونروا، كونها مثالًا حيًا على تأثير هذه المؤسسة في حياة أطفال غزة. فقد تعلمت رشا في مدارس الأونروا، وتلقت الدعم الغذائي والرعاية الصحية من عياداتها، مثلها مثل آلاف الأطفال في القطاع. وتهدف الحملة إلى رفع الحظر عن الأموال المخصصة للأونروا ودعم أنشطتها الحيوية، خاصة في ظل المجاعة، انعدام الأمن الغذائي، وانتشار الأمراض في غزة. تُعد الأونروا المؤسسة الوحيدة التي تمتلك القدرة على تلبية احتياجات سكان غزة في المجالات التعليمية والصحية.

  ونظرًا لأن سويسرا هي بلد الحريات ومقر العديد من المؤسسات الدولية التي تدافع عن حقوق الطفل والمرأة، ترى الحملة أنه من واجب البرلمان السويسري المساهمة في إنقاذ أطفال غزة ودعم الأونروا، بدلًا من أن تكون سويسرا عقبة أمام استمرار عملها.

  وبعد جهود مكثفة من فريق Campax وعدد من الناشطين، تمكنت الحملة من جمع 18 ألف توقيع. يوم الخميس الموافق 28/11، توجهت رشا والفريق إلى البرلمان في برن لتقديم العريضة. ألقت رشا كلمة أمام حشد من الصحفيين والناشطين، أوضحت فيها أن توقف عمل الأونروا في غزة يعني مزيدًا من الجوع والفقر والأمراض والموت.

دعت البرلمان للقيام بدوره والتصويت لصالح دعم الأونروا واستمرار عملها الإنساني في غزة.   وتم تسليم التوقيعات إلى أحد أعضاء البرلمان الذي رحب بالفريق وأكد أن التصويت على القرار سيكون يوم 10/12. وانتهت مراسم التسليم، ونحن الآن في انتظار نتيجة التصويت، على أمل أن تكون إيجابية ويتم الإفراج عن الأموال لدعم الأونروا وإرسالها في أقرب وقت ممكن.   والقت الناشطة رشا أبو ريا كلمة باللغة الالمانية :     ترجمة الكلمة للعربية:   السيدات والسادة، ممثلو وسائل الإعلام الأعزاء،   أقف أمامكم اليوم للحديث عن أمر أنقذ حياتي وحياة ملايين الأشخاص الآخرين في غزة – الأونروا. أنا هنا كصوت لآلاف الأشخاص الذين يعتمدون على هذه المنظمة، والتي كان لها أثر كبير في تشكيل حياتهم.   نشأت في غزة.

وكحال معظم الأطفال هناك، تعلمت في مدارس الأونروا. لم تكن هذه المدارس مجرد مكان للتعليم، بل كانت مصدرًا للأمل، وأظهرت لي أن هناك مستقبلًا يمكننا أن نحلم به. طوال حياتي، كانت الأونروا دائمًا بجانبي: ساعدتني عندما كنت مريضة، قدمت لنا الطعام عندما لم يكن لدينا ما نأكله، وأتاحت لنا فرصة التعليم. بفضل الأونروا، أنا هنا اليوم، وأقف أمامكم كدليل حي على ما يمكن أن تحققه هذه المنظمة.   كانت الأونروا دائمًا شريكًا قويًا وموثوقًا به لكل الفلسطينيين. لقد ساهمت في تعليم أجيال، وحمت أجيالًا من الجوع، وأنقذت أجيالًا من التشرد واليأس.  

لكن اليوم، الوضع في غزة أسوأ من أي وقت مضى. الناس يعيشون في خيام مدمرة لا تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء. يشربون مياهًا غير نظيفة، ولا يكادون يجدون ما يسد رمقهم. المساعدات التي تصلهم لا تكفي لإشباع جوعهم. الأمراض تنتشر، والناس يواجهون كارثة إنسانية.  

الأونروا هي المنظمة الوحيدة التي تستطيع مساعدة هؤلاء الناس. إنها السبب في بقاء ملايين الأشخاص في غزة على قيد الحياة. لا يوجد بديل للأونروا، ولا تستطيع أي منظمة أخرى أن تفعل ما تفعله. إذا اضطرت الأونروا إلى وقف عملها، فذلك يعني المزيد من الجوع، المزيد من المعاناة، والمزيد من الوفيات. إنها مأساة إنسانية يمكننا جميعًا أن نمنعها.  

**وهنا، أوجه ندائي إلى البرلمان السويسري: أرجوكم، ارفعوا الحظر عن الأموال المخصصة للأونروا، واعملوا على دعم عملها. لا تسمحوا بأن نصبح شركاء في موت أطفال يموتون جوعًا أو بسبب الأمراض. سكان غزة يحتاجون إلى الأونروا الآن أكثر من أي وقت مضى. قراركم يمكن أن ينقذ أرواحًا ويعيد الأمل حيث الحاجة إليه ماسة.**   في الختام، أود أن أشكر كل من حضر اليوم للاستماع، لدعم هذه القضية، وللمشاركة في هذه الحملة المهمة.

تضامنكم يعني لسكان غزة أكثر مما يمكن للكلمات أن تعبر عنه.   نأمل أن يتحقق السلام – لغزة، ولشعبها، وللعالم أجمع. شكرًا جزيلًا.