الاحتلال يستخدِم الفلسطينيين دروعًا بشريّةً لحماية جنوده ويعترف بمقتل أحدهم عن “طريق الخطأ”!

قُتل فلسطيني كان يساعد القوات الإسرائيلية في تفتيش المباني والأنفاق التي يُحتمل أنْ تكون مفخخة في قطاع غزة خلال الصيف برصاص ضابط، وفقا لتقرير نشره الموقع الإخباري المستقل “هماكوم هاخي حام بغهينوم”، وترجمتها للعربيّة (المكان الأكثر سخونة في الجحيم)، وقال التقرير إنّ الرجل الفلسطيني استُخدم كدرعٍ بشريٍّ للكتيبة 931 التابعة للواء (ناحل) عندما تمّ نشر الوحدة في منطقة رفح في آب (أغسطس (الماضي).
وبحسب الموقع الإخباري فإنّ الرجل الفلسطيني كان يُرسل لتفتيش مبانٍ وأنفاقٍ قبل دخول القوات إليها، وهي ممارسة ورد أنّها شائعة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال العدوان الهمجيّ والبربريّ ضدّ غزّة، والذي بدأ في تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 2023.
وقال (هماكوم) إنّه تمّ السماح للرجل الغزاوي أيضًا بالإقامة إلى جانب قوات ناحل داخل مبنى، وذكر التقرير أنّ قائد كتيبة دخل المبنى لاحظ وجود الرجل وأطلق النار عليه، دون أنْ يكون على درايةٍ بأنه يتعاون مع الجيش.
وأكّدت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الحادثة لـ (هماكوم)، وقالت “تم التحقيق في القضية من قبل قائد اللواء. لقد تم تطبيق الدروس المستفادة من التحقيق على أنشطة القوات”.
على صلةٍ بما سلف، وفي تقريرٍ موسعٍ نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) في تشرين الأوّل (أكتوبر) الفائت، تناولت الصحيفة بالتفصيل ممارسة استخدام الفلسطينيين للقيام بمهام استطلاع خلال العمليات في غزة، سعيًا لتقليل الضرر في صفوف قوات جيش الاحتلال. وقالت الصحيفة إنّها تحدثت مع سبعة جنود إسرائيليين قالوا إنّ هذه الممارسة “روتينية وشائعة ومنظمة”.
وردًا على التقرير، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي للمجلة الإسرائيليّة (تايمز أوف إسرائيل) إنّ “أوامر وتعليمات الجيش الإسرائيليّ تحظر استخدام المدنيين في غزة الذين يتم اعتقالهم في الميدان للقيام بمهامٍ عسكريّةٍ”، وأضاف الجيش في ذلك الوقت “الأوامر والتعليمات يتم توضيحها بانتظام للجنود في الميدان في أثناء الحرب”.
كما نقلت (نيويورك تايمز) عن العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي تمير هايمان، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، قوله إنّ بعض المعتقلين إمّا أُجبروا على دخول الأنفاق التي كان يُشتبه بأنها مفخخة أوْ تطوعوا لتوجيه القوات في الميدان سعيًا لاكتساب رضا الجيش.
علاوةً على ما ذُكِر آنفًا، قال تقرير الصحيفة الأمريكيّة إنّ الجنود الإسرائيليين الذين تحدثوا إليها أشاروا إلى أنّ هذه الممارسة تطلبت “إدراك ومعرفة ومصادقة كبار القادة الميدانيين”.
كما أوضحت الصحيفة في تقريرها أنّ بعض الجنود في الميدان أعربوا عن معارضتهم لهذه الممارسة، لكن تمّ تجاهل مخاوفهم إلى حدٍّ كبيرٍ، وتمت الإشارة إلى المعتقلين على أنهم “إرهابيون” حتى لو لم يكن هناك دليل على أيّ انتماءٍ لحماس.
ولطالما اتهمت دولة الاحتلال حركة (حماس) باستخدام المدنيين في غزة كدروعٍ بشريّةٍ كممارسةٍ شائعةٍ، ووضع منصات إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة وغيرها من العمليات في قلب المناطق السكنية. وزعم العديد من الرهائن المفرج عنهم والذين تم ّإنقاذهم من غزة أنّهم احتُجزوا في منازل في مباني سكنية مكتظة بين عائلات.
وكثيرًا ما استشهد الجيش الإسرائيليّ بالمعلومات التي تمّ جمعها من المحتجزين في غزة باعتبارها تُستخدم في عمليات إنقاذ الرهائن أوْ استعادة جثثهم من غزة.
وفي شهر تموز (يوليو) من العام الفائت، نشر جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) صورة تظهر معتقلاً فلسطينيًا مكبل اليدين ويرتدي ملابس واقية إلى جانب قوات الجيش الإسرائيليّ خلال عملية لاستعادة جثث خمس رهائن إسرائيليين.
إلى ذلك، جمعت الصحيفة شهادات على استخدام القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين كدروعٍ بشريّةٍ خلال اجتياح قرى ومدن فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.
ونقلت عن فلسطينيين قولهم إنّ القوات الإسرائيلية تتبنّى تكتيكات مشابهة لتلك التي تستخدمها في غزة، بما في ذلك الضربات الجوية، واستخدام الفلسطينيين كدروعٍ بشريةٍ.
وذكرت (نيويورك تايمز) أشارت إلى أنّه لطالما أجبرت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين في كثير من الأحيان على تنفيذ مهامٍ خطيرةٍ لتجنب تعريض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر في الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الغارات الإسرائيلية التي استمرت 10 أيام على جنين، كانت جزءًا من هجومٍ عسكريٍّ أوسع على المناطق الفلسطينية بدأ في أواخر أغسطس، ما شكل بداية لتكثيف الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وأودت الضربات الجوية بحياة أكثر من 180 شخصًا في الأراضي الفلسطينية بالضفة المحتلة خلال العام الماضي، بينهم العشرات من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة ومؤسسة (الحق) الحقوقية الفلسطينية.
ورفض الاحتلال تقديم حصيلة لعدد الضحايا، لكنه زعم أن “98 بالمائة من الأشخاص الذين قُتلوا في الضربات الجوية كانوا مشاركين في أنشطة إرهابية”، بحسب ما نقلته الصحيفة.
لكن الفلسطينيين في الضفة الغربية قالوا إنّ استخدامهم كدروعٍ بشريّةٍ لم تتوقف أبدًا. وقال أحمد بلالو إنّ القوات الإسرائيلية أعطته ولاعة وأمرته بإشعال الحبال التي تمسك الأغطية المعلقة فوق الأزقة الضيقة في مخيم جنين، التي يستخدمها المقاتلون عادة للاختباء عن الأنظار، مشيرًا: إذا قلت لا، كنتُ أعلَم أنّهم سيعتدون عليّ”.