| «إحسان» تقدم خدمة محو الأمية وتعليم الحياكة مجانا.. «بحلم أخيط كسوة الكعبة»

في أحد أحياء مدينة المحلة، يولد أمل بحياة شخص كل يوم، وذلك على يد المحلاوية إحسان نادر، التي تستحق لقب ملاك المحلة بجدارة، حيث تجمع الناس من جميع الأعمار لتعلمهم فنون مهنة صناعة الملابس، ليس مجرد ورشة عمل عابرة، بل تُحدث تغييرا جذريا في حياة كل من طلب العون منها، ويمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من مجرد تعليم الناس أصول صناعة الملابس.

تنير عقول من جار عليهم عتمة الجهل

إحسان نادر فتاة المحلة ذات الـ33 عامًا، امرأة ينبت من لمستها بساتين الخير في حياة الآخرين، إذ لا تترك في طريقها إنسانا دون فتح عيونه على عالم العلم الممتع، تنير عقول من جار عليهم عتمة الجهل، لتضعهم في مقدمة طريق الوعي: «مش عايزة حد يتحرم من فرصة التعليم».

يبلغ حد العطاء عند ملاك المحلة ذروته، حيث تضع بين أيديهم مفاتيح الرزق الذهبية، التي استخلصتها من مسيرة أربعة عشر عامًا من التعمق في بحور الملابس وصناعتها، بدءا من طريقة رسم الباترون، إلى تنفيذ القطعة بشكل احترافي.

إحسان: اتعرض عليا الشراكة من رجال أعمال

لم تطمع إحسان في زيادة دخلها عن طريق ما تقدمه من علم سواء تعليمي أو مهني، وتنهمر عليها عروض تعاقد داخلية وخارجية، لتأخذ مقابلا ماديا مما تقدمه، أمام الخضوع لقواعدهم التجارية، ولكن رفضت إحسان كل المغريات الدنيوية، ثابتة على إكمال تجارتها مع الله، تأمل منه أن يكافئها ذات يوم ويربط على قلبها بالمشاركة في إتمام كسوة الكعبة المشرفة، ولو بغرزة واحدة: «اتعرض عليا من رجال أعمال أنهم يشاركوني في مكان تعليمي لكن رفضت، لأني عامله الموضوع كله تجارة مع ربنا، وعايزاه كله يبقى مجاني خالص لوجه الله، لأني عندي حلم وهو أني أخيط في كسوة الكعبة».

«إحسان» تحصد نصيبا من اسمها

حصدت إحسان نصيبا كبيرا من اسمها، إذ تسعى في الوقت الحالي لإتمام مصنع ملابس متكامل، لتختم به طريقها المهني، وتعلم الراغبين في الحصول على خبراتها في عالم صناعة الملابس، ومن ثم تقدم لهم وظيفة دائمة، كما وهبت ملاك المحلة كل أرباحها التي تجنيها من الفيديوهات التعليمية الخاصة بها على الإنترنت، في سبيل رفع عبء رحلة المطلقات والأرامل في البحث عن عمل بالمصانع: «كل أرباح اليوتيوب والفيسبوك هتدخل معانا فى السلسلة التعليمية للخياطة، وهنجيب مكن خياطة للأرامل والمطلقات».